لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

من الساحل الشمالي.. أهالي يروون لمصراوي كيف أفسد قنديل البحر مصيفهم؟

03:13 م السبت 01 يوليو 2017

شواطئ الساحل الشمالي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- مصطفى فرحات:

تصوير- أحمد لطفي:

على شاطئ إحدى قرى "الساحل الشمالي" جلست أسرة المهندس "أحمد حمدي" يحدقون بحزن إلى البحر الذي حالت القناديل بينهم وبين العوم فيه. وقد اعتادت الأسرة منذ أن جاءت إلى الساحل قبل 5 أيام أن تذهب إلى البحر كل يوم، يترجلون بأقدامهم العارية في الماء خوفًا على أنفسهم من لسعات القنديل "من ساعة ما جينا واحنا مصدومين من المنظر، مش قادرين نستمتع زي كل سنة".

يقول "أحمد" إنه يأتي إلى الساحل كل عام، لكن هذه هي المرة الأولى التي يرى فيها القناديل منتشرة على طول الساحل بهذه الكثافة "مش عارفين ننزل البحر من يوم ما جينا".

ما يخفف من الحزن الذي يعاني منه أحمد وأسرته، أن هذه حالة عامة في الساحل الشمالي، فهناك بعض الشواطئ في مارينا حذرت روادها من الاقتراب من البحر نهائيًا، نظرًا لخطورة تلك القناديل، موضحًا أن البعض من زملائه تعرض لجروح غائرة بسبب لسعات هذه القناديل "منهم اللي اتحرق وفيه اللي جاله اختناق".

1

قرأ "أحمد" البيان الذي أصدرته وزارة البيئة بشأن مشكلة القناديل، وما لفت نظره في البيان أنه لا يحوي كل الحقيقة، لأن الوزارة صرحت بأنها ظاهرة طبيعية تحدث كل عام، لكن ما رآه أحمد وغيره، لا يعد في رأيه طبيعيًا بالمرة "إنك تشوف قنديل دا شيء عادي، لكن إنك تشوف أعدادهم بالمئات دا اللي مش عادي".

الوضع الحالي أصاب المهندس "أحمد" وأسرته بحالة من اليأس، ما فعهم لإجراء اتصالات مع العديد من أقربائهم ومعارفهم يطلبون منهم ألا يأتون هذا العام "بعضهم بيكون عامل جمعية طول السنة علشان ييجي يقضي يومين، كدا المصيف بالنسبة لهم اتضرب".

على بعد أمتار من أسرة المهندس "أحمد حمدي"، جلست صباح وشقيقتاها يتناقشون حول المصيف الذي أفسدته القناديل، وجعلتهم لا يفعلون شيئًا سوى النظر إلى البحر فقط. تقول "صباح" إنهم فوجئوا عندما جاءوا إلى هنا بالأعداد الكبيرة من القناديل، والتي لم يعتادوا رؤيتها في المرات السابقة "شوفنا كمية مهولة من القناديل، شبيهة بالغزو". وتوضح أن الأطفال الصغار المعروف عنهم أنهم مولعون بالبحر والشاطئ أصيبوا بحالة من الخوف "بيقولوا المياه فيها حاجة بتلسع".

2

رغم كل ما شاهدته "صباح" هذه العام، إلا إنه لم يخطر ببالها أن تترك الساحل وتذهب إلى مكان آخر. فقط طلبت من إدارة الشاطئ أن تتدخل لحل هذه المشكلة قدر استطاعتها، وذلك عن طريق تطويق أكبر مساحة ممكنة من الشاطئ بالشباك التي من شأنها أن تمنع القناديل من التسلل إلى داخل المنطقة التي يعوم فيها المصيفين: "قالوا لنا صعب لأن الموج هيجيبوا تاني من وسط البحر".

منذ أن كانت "هدير محمد" طفلة صغيرة وهي من مرتادي الساحل الشمالي، ولم تعتد رؤية القناديل بهذا الحجم إذ كان من النادر بالنسبة لها أن تصادف قنديلًا في طريقها "كان نادر أوي لما نشوف قنديل، دلوقتي أعداده مش طبيعية".

3

تقول "هدير" المرأة الثلاثينية لمصراوي، إنه على الرغم من المنظر المبهج للبحر بمياهه الرائقة وموجه الهادئ إلا إنها محرومة هي وأسرتها من متعته "اتحرمنا من البحر ومش بننزل غير حمامات سباحة". بعد أن رأى أولاد "هدير" قناديل البحر حاولوا أن يستوضحوا الأمر "قولت لهم دا بيحرق زي النار، ومن ساعتها بيخافوا يمشوا على الرمل".

حاولت "هدير" أن تخفف عن أولادها الأربعة الصدمة التي تلقوها بعد فساد مصيفهم بسبب الجيلي فيش، وجعلتهم يلتقطون صورًا مع القناديل، ويعومون في حمامات السباحة. تضيف بنبرة ساخرة "ما فكرتش أنزل البحر علشان خايفة لأتلسع".

4

مرة واحدة هي التي جرب فيها "محمد خالد" النزول إلى البحر ليتراجع عن قراراه بعد أن رأي أحد القناديل يقترب منه. يقول الرجل إنه منذ جاء إلى الساحل لم يتمكن هو وأسرته من النزول إلى البحر بسبب أسراب القناديل "سمعنا إن فيها سميات، ودا خلانا نخاف أكتر على نفسنا". وتابع: المعاناة التي تكبدتها ستجعلني فيما بعد أهتم بمعرفة نظام البحر الذي سأقضي فيه المصيف قبل المجيء إليه "المياه جميلة ومحرم عليك تنزلها".

فيديو قد يعجبك: