بالصور والفيديو.. "مصراوي" داخل ورشة صناعة فانوس رخام مصري 100%

كتبت – يسرا سلامة:

تصوير- نادر نبيل:

من قلب الحجر صُنع أول فانوس من هوالك (كسر) الرخام، إذ يفجر عدد من النحاتين إبداعاتهم، بصنع فانوس من الرخام، بدأ العام الماضي على استحياء، فيما يسعى للشعبية هذا العام بحلول شهر رمضان الكريم.

علي عبد الله، واحد من النحاتين للرخام بمنطقة الحطابة، يعمل على صناعة الفانوس لأول مرة هذا العام، من ضمن 10 ورش، حمسهم رئيس شعبة الأحجار الكريمة، لصناعة الفانوس الرخام لأول مرة.

يبدأ عمل عبد الله بالفانوس بداخل الورشة من ألواح عريضة، جُمعت من كسر الرخام، وتحديدا نوع "الألباستر"، وذلك لتميزه بلمعة تعطي الفانوس الرخام ميزة خاصة.

يلتقط النحات القلم لرسم القطع المراد خرطها، يرسم بالقلم الأزرق المساحات، ثم يستعد لمرحلة الخرط.

على الخراطة يُشكل أجزاء الفانوس، بأحجام وأشكال متنوعة، ثم يذهب إلى تنعيم القطعة وتهذيبها، لتصبح جاهزة لمرحلة الورنيش، والذي تحصل منه على اللمعة.

تُلصق القطع معا من خلال الغراء، ومن خلال النحاس يجمع القطع معا، الذي يزين رأسه، ثم يحصل على الشكل النهائي من قطعة خشب يُكتب عليها رمضان كريم، أو من قطع تزينية من البلاستيك.

يقول رئيس شعبة الأحجار إن صانعي الرخام والجرانيبت يواجهون أزمة رفع سعر الخامات، وتكلفة جمعها، مقارنة بسعر المنتج النهائي، إذ يتراوح سعر الفانوس من 60 إلى 100 جنيه.

الأزمة الأكبر في مواجهة الناحتين للرخام هو تناقص الأيدي العاملة للمهنة، بحسب عارف، يعبر النحات عبد الله بقوله "صناعية الرخام بيستصعبوا المهنة ويروحوا يسوقوا تكاتك".

دفع عارف عشر ورش هذا العام من أجل إنتاج الفانوس الرخامي، فيما يقدر الصانع عبد الله أن الفانوس الواحد يأخذ منه قرابة نصف يوم عمل، من البداية وحتى الشكل النهائي.

صدى إيجابي لاقاه الفانوس منذ انطلاقه في شهر شعبان، سواء بعدد من المحلات بالقاهرة، أو بالاستيراد للخارج، إذ تم طلب عدد من الفوانيس الرخام من الأردن والسويد، وأكثر من ألفي فانوس بالقاهرة.

يجد صانعي الفانوس الرخام فيه فرصتين، الأولى لمواجهة أسعار الفوانيس المرتفعة من الأنواع الأخرى، إذ يعد رخيص الثمن، والثانية إنه يدوم لعمر أطول بكثير من الأنواع الأخرى.

يٌستخدم الفانوس الرخام أيضا كجزء من الديكور بحسب رئيس شعبة الأحجار الكريمة، وليس فقط للموسم الرمضاني، كما تعطيه الإضاءة رونقا خاصا كقطعة ديكور.

من الرخام وإلى النحاس، وحتى الأخشاب أو القطع الديكور بالفانوس، تصنع بيد مصرية خالصة، مما يجعله منتج "ابن بلد".

تتميز مصر بخام الألباستر الذي صنعت منه أغلب التماثيل الفرعونية، ولا يوجد بوفرة في بلاد غير مصر.

لن يكتفِ صناع الفانوس من الرخام بالانوس فحسب، لكن عارف يقول أن الشعبة تخطط لطرح أطباق ثلاثية لوضع كعك لعيد بداخلها.