للمرة الأولى في مصر.. أعمال مهندسي الديكور في الأوبرا

كتبت- رنا الجميعي:

خلال الفترة من 13 إبريل إلى 17 من نفس الشهر، أقيم للمرة الأولى معرض مهندسي ديكور مصر، الذي افتتحه وزير الثقافة، حلمي النمنم، ونظمته الجمعية المصرية لمهندسي الديكور، كان المعرض حُلم سعت إليه المهندسة لاميس خطاب منذ عام 2014، وتحقق هذه السنة.

ما بين الروتين والسعي وراء مؤسسات عدّة تأجّلت إقامة معرض، تقول خطاب، رئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية لمهندسي الديكور، حتى عرضت الأمر على وزارة الثقافة التي خصصت ساحة الهناجر بدار الأوبرا لإقامة الفعالية، كما تقرر عمل المعرض سنويًا، لإثراء الساحة بحوار مفتوح بين الجمهور ومهندسي الديكور، ولعرض إبداعاتهم.

قبل إقامة المعرض فتحت الجمعية المصرية الباب لمسابقة للاشتراك بالمعرض، وعرض التصميمات المختلفة "اللي بنستهدفه في المعرض هو المهندس الدارس والمبدع"، تُضيف خطاب، وهي الشروط التي قوبلت على أساسها المهندسة "أروى محسن"، التي درست فن الديكور والعمارة، وتعمل بالمجال منذ تسعة أعوام، وتذكر خطّاب أن هناك المئات ممن تقدموا للمسابقة، غير أنهم اختاروا 16 مهندس للعرض خلال الدورة الأولى.

16 جناح تم عرضه بساحة الهناجر، بين أشكال ديكور قديمة وحديثة، توضح رئيس مجلس الإدارة إن المعرض تنوّع في عرض التصميمات "كان فيه المهتم بمجال القصور والمباني الثرية، وفيه اللي عرض غرفة كاملة مبنية من الكرتون، وفيه اللي عمل بيت من الاخشاب وخامات صديقة البيئة".

عبر مجموعة الفيسبوك الخاصة بمهندسي الديكور شاهدت محسن المسابقة، تقدمّت لها على الفور "دي أول مرة تتعمل مسابقة عن مهندسي الديكور"، تقول إن الكثير يعتقدوا أن مهمّتهم هي "إننا ننقي الستاير معاهم وننسق الديكور بس، لكن احنا كمان بنصنع تصميمات مختلفة".

تهتم محسن بالأشكال غير المعتادة، حيث ترى "الناس بتفكر إن الديكور مودرن وكلاسيك بس فيه حاجات بينهم، تهتم أكتر بهويتنا"، لذا تقدّمت عبر المسابقة بتصميم أفريقي، ونجحت في عرضه كاملًا في جناح خاص بها.

قدّم المهندس عاصم كمال تصميمًا يعتمد على فكرة جديدة، بالنسبة لمصر، حيث أنتج غرفة كاملة من مادة الكرتون، يذكر كمال أن سبب اختياره لتلك المادة لأنها صديقة للبيئة ورخيصة الثمن "ممكن تكون اوضة النوم بألف جنيه"، كما يُضيف أن الكرتون له قدرة تحمل عالية بسبب طريقة الانشاء نفسها "والفكرة دي مستخدمة في أوروبا"، حيث يستفيد منها المغتربين، كما أنها حل مؤقت للأسر ذوي الدخول البسيطة.

أشادت خطاب بالإقبال على المعرض، عقّبت فقط أن الكثير اعتقد أن التصميمات المعروضة هي للشراء "لكن احنا مش بنبيع، المعرض للخدمة المجتمعية، عشان نرقى بالذوق العام"، لم تتوقع مُحسن حضور العديد "الإقبال كان لطيف، كان فيه متخصصين في المجال، وكمان فيه جمهور الأوبرا زي التشكيليين ودا خلق حوار حلو، وكمان فيه الناس اللي بتشطب شققها".

تذكر محسن أن أغلب استفسارات الجمهور العادي جاءت لمعرفة كيفية استغلال المساحات "كله كان مهتم أوي بمسألة التخزين وكنا بنقدم لهم أفكار".

وبالنسبة لكمال فإن عدد من الجمهور انبهر بفكرته المعروضة، وتصوروها أنها "ماكيت"، ويقول إن ذوي الأوزان الكبيرة تحديدًا كانوا الأكثر خوفًا من التصميم "كنت بطلب منهم إنهم يقعدوا ويجربوا بنفسهم".

معرض مهندسي الديكور هو حدث دولي، حضر إليه عدد من السفراء مثل اندونيسيا والسودان، غير أنه خلا في دورته الأولى من المهندسين الأجانب، توضح خطاب أنه لا يُمكنهم قبول أحد سوى عبر السفارة الخاصة بهم "عشان كدا الإجراءات الروتينية منعتهم من الاشتراك، لازم السفار تقول إنه ممثل الدولة"، وتتمنى مزيد من التطور للمعرض في دورته المُقبلة، من بينها حضور عدد أكبر من مهندسي الديكور المصريين وكذلك الأجانب.

يرى كمال أن المعرض هو تجربة رائدة في مصر، وكانت من اللازم إقامتها لحماية المهنة، كما استفادت مُحسن كثيرًا من الفعالية الدولية، تقول إنها الأصغر سنًا بين المشتركين، وسعدت بآراء من هم أكثر خبرة "كان يهمني أعرف تعليقاتهم وتشجعيهم ليا، كمان خبرة الاشتراك في معرض مهمة".