لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بالصور: أقباط سيناء.. أجساد فرتّ وعقول ساكنة البيوت

05:17 ص الأحد 26 فبراير 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - أحمد الشمسي:

تصوير - روجيه أنيس:

ما بين ليلة وضُحاها؛ اتخذوا قراراتهم المصيرية، لن يُفيد التفكير كثيرًا الآن، لا جدوى من إهدار الوقت، ثوان الدقيقة الواحدة تمر كالساعات، في القلب قُتل الحنين، وفي العقل مُحيت الذكريات، الفرار أضحى لهم ملاذًا وحيدًا يتشبثون به، على الرغم من تصريحات وزارة الداخلية "لم ننصحكم بالفرار.. نحن نحكم بقبضتنا الأمنية على مداخل ومخارج الدولة"، لا مجال للالتفات لتصريحات الدولة الآن، فالحياة صارت نادرة وثمينة، خاصة بعد تسجيل شهر فبراير لـ 7 أقباط قُتلوا ببرود على أيدي "داعش" سيناء.

هذا الجدار زيناه بصورة زفافنا، وهذه الثلاجة اشتراها والدي بعد عناء، وتحت هذا السقف وجدنا الستر، وعلى هذا السرير ماتت أمي، وبين أركان هذه الغرفة شعرنا بالدفء، وفي بهو ذلك العقار المتواضع تبادلنا الخير مع الجيران، وعلى هذه الأرض دببنا بأرجلنا، ومددنا أجسادنا.. هذا بيتي، وهذه أرضي، وتلك ذكرياتي، وهناك بعيدًا ألمح مستقبلي.. أحلام تحولت بيد "داعش" إلى أضغاث كوابيس.

وبث فيديو نُسب إلى تنظيم "داعش"، تبنّى فيه عملية تفجير كنيسة البطرسية في ديسمبر الماضي، وشدد فيه مسلحو التنظيم على استمرار استهدافهم للأقباط.

الفِكر عصف بعقول 76 أسرة، سيدة مكلومة تربت بيدها على كرتونة المساعدات المُقدمة من "الهلال الأحمر"، فلا تعرف ما يُخبئ لها القدر، فيما تجلس سيدتين اثنين على أريكة واحدة، كل واحدة منهن تنظر في اتجاه، إحداهن تضُم بيديها حفيدها أو حفيدتها، تشكر الرب على "النجاة"، وتسأل الله في خفاء عن مستقبل الحفيد، فيما تنظر ثالثة بشرود، فأمس كانت مواطنة مُستقرة السكن، والآن جسدها في مكان آخر، لكنها لازالت تاركة عقلها حيث "الوطن".

داخل كنيسة الأنبا أنطونيوس بمنطقة المستقبل بالإسماعيلية، تجمع عدد من الأسر القبطية المُهجرين قسرياً، الصمت سيد المكان، وتمثال المسيح المُخلص راعيه وحاميه، يتكئون بذقونهم على أياديهم، سارحون بعيونهم، مُفتتون الهوى، اقتنصوا السراب، لا يشعرون بأثاث منازلهم الذي يحملونه على أكتافهم، ينقلونه مُجردين من المشاعر، هجرة حزينة، حتى سائق سيارة النقل ومساعده أصابهم التعب، وفتك بهم "الفِكر"، يراقبون المُهجرين في صمتٍ قاسٍ، فمشاعرهم اضطربت، وأرواحهم مُعلقة على جبل الأعراف، ما بين الحنين إلى دفء بيوتهم، أو الفرار نجاة بحياتهم.

تابع باقي موضوعات الملف:

جحيم العريش.. الوطن في حقيبة سفر (ملف خاص)

1

مصراوي يحاور أسرة آخر ضحايا الإرهاب في العريش ''قتلوهم وحرقوهم''

undefined

مصراوي يرصد رحلة مصري يغادر العريش بعد 37 سنة من التعمير

undefined

''روايات من قلب الموت''.. مصراوي مع أسر مسيحية فرت من جحيم العريش

undefined

مصراوي يرصد رحلة الرعب لأقباط نزحوا من العريش إلى الإسماعيلية

undefined

قصة سائق ارتدى ملابس الشيوخ لتهريب أصدقائه من العريش

undefined

الفرار من جحيم العريش.. الوطن في حقيبة سفر (صور)

undefined

كيف تعايش أطفال العريش مع رعب ''داعش''؟

undefined

صورة اليوم- أقباط العريش: النزوح في عيون طفلة

arishss

بعد وصولهم بر الأمان.. تفاصيل أول ما فعله الهاربون من العريش

undefined

حكايات ''ما قبل التهجير'': المسلمون فتحوا بيوتهم لجيرانهم الأقباط.. والسيدات ترتدين الحجاب

undefined

فيديو قد يعجبك: