لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بالفيديو - بعد 140 يومًا.. رحلة أسرة مع اختفاء ولدها الوحيد

06:56 م الخميس 16 فبراير 2017

أحمد نصر الدين

كتب- محمد زكريا:

فجر الجمعة الـ23 من سبتمبر الماضي، ودعت "نادية خليل" ابنها الأكبر، احتضنته، أبلغته بانتظار أخوته لعودته السريعة من سفره. بعدها توجه "أحمد نصر الدين" في طريقه إلى مدينة مرسى مطروح، لقضاء إجازة قصيرة رفقة أصدقاء الدراسة. فيما لم يَعد صاحب الـ23 عامًا حتى اللحظة، رغم مرور ما يزيد عن 140 يومًا على خروجه. وفي الوقت الذي تؤكد خليل احتجاز ابنها بمقر الأمن الوطني بالعباسية، تحكي الأم عن تفاصيل الألم في غياب ولدها الوحيد.

صورة 0

في الواحدة ظهر الجمعة، وصلت خليل مُكالمة من أحد أصدقاء أحمد، تُبلغ الأم بإلقاء القبض على ابنها، عند مدخل مدينة مرسى مطروح. صدمة أصابت عقل الأم، حاولت السيدة الأربعينية تفهم الأمر، طالبت الزوجة الأب الستيني التوجه على الفور إلى مرسى مطروح "صاحبه قالي متتعبيش نفسك، أحمد هيخرج علطول"، تابعت الأسرة مع الصديق تطورات الأمر لحظة بلحظة، وصلتها مكالمته في الـ5 من عصر نفس اليوم يُطمأنها على تواصله مع أحمد تليفونيًا، وقبل أن تسأله الأم عن أحوال الابن الغائب فاجأها الصديق بطلب إنهاء مُكالمتهم.

حاولت الأم الاتصال بالصديق عدة مرات "الموبايل فضل مقفول"، قررت الأم وزوجها التوجه سريعًا إلى مرسى مطروح "روحنا الكمين عند مدخل مطروح، قالوا منعرفش عنه حاجة؛ الوردية أتغيرت"، توجه الزوجين إلى قسم مرسى مطروح "بصوا في الدفاتر، قالولنا مجاش"، استمر بحث الأسرة عن الشاب بداخل الأقسام والمستشفيات "روحنا مديرية أمن مطروح، قالولنا ممكن يكون روح البيت"، بعدها أضطر الزوجين العودة سريعًا إلى القاهرة فيما يُطمئن قلب الأم؛ بصيص أمل في لقاء الابن الضائع.

صورة 1

في القاهرة الأيام تمر دون جدوى، تستيقظ الأم من نومها في فزع "كنت أسمع الجرس بيرن، أبص من العين السحرية ملقيش حد"، تتجه إلى غرفة الشاب العشريني مضطربة "أشوفه نايم على السرير نص نومة وماسك الموبايل"، تتحرك تجاهه مُبتسمة، تنطفئ ملامح وجهها سريعًا بمجرد أن تجد أن ذلك محض سراب "قلبي يقع مني".

صورة 2

مُحاولات البحث لا تنقطع، طرقت الأم كل أبواب صديق ابنها العشريني، قبل أن تُعاود مُهاتفته بعد 5 أيام من مُكالمته الأخيرة لها "صاحبه قاللي: أحمد لما كلمني يومها قاللي أنا هخرج بس كان صوته مرعوب.. بعدها أضطريت أقفل معاكم عشان واحد كلمني قالي أقفل تليفونك ومتبلغش أهله باللي حصل إلا بعد 15 يوم".

صرخت الأم، حاول الزوج تهدئتها، بعدها أرسلت الأسرة عدد من التلغرافات لوزارة الداخلية ووزارة العدل والنائب العام للاستفهام عن مصير الابن المُختفي "لما روحت للنائب العام، قالولي أن النيابة ملهاش ولاية على أمن الدولة" وفق حديثها، قبل أن تُرسل الأسرة البرقيات إلى رئاسة الجمهورية ومجلس النواب والمجلس القومي لحقوق الإنسان.

صورة-3

يقول حليم حنيش، المحامي بالمفوضية المصرية للحقوق والحريات، إن اقتياد أحمد نصر الدين، من قبل قوات تابعة للدولة مع إنكار السلطات الرسمية أي علاقة لها بالأمر، يندرج تحت مسمى الاخفاء القسري. موضحًا الفارق بينه والاحتجاز بدون وجه حق، والذي بمقتضاه تعترف الدولة باعتقال الفرد بجانب تعرف أسرته على مكان احتجازه، وهو ما لم يحدث في حالة الشاب العشريني.

صورة-4

ويضيف محامي أحمد نصر في حديثه لمصراوي، أنه قدم العديد من البلاغات لوزارة الداخلية ولم يتلق أي رد، كما تقدم ببلاغات للنائب العام ولم يتم تحريكها حتى اللحظة. موضحًا أن الإجراءات القانونية في مواجهة الاخفاء القسري محدودة؛ وهو ما يزيد من صعوبة مجابهته.

صورة-5

مع كل صباح جديد، تتجول خليل بشوارع المعادي، تقضي حاجة الأسرة الصغيرة، تحملق الأم بوجوه العابرين "أبقى نفسي أشوف وشه في وشوش الناس"، تحاول ابنتها الكبرى طمأنتها "فاطمة بتطبطب عليا، وتقولي أدعيله يا ماما؛ دعوة الأم مُستجابة"، تبكي الأم بحسرة وترد بصوت مبحوح "ملامحه وحشتني أوي يا بنتي".

في الـ19 من أكتوبر الماضي، وصلت الأم مُكالمة من أحد الأشخاص، أبلغ المُتصل الأم بمرافقته لابنها بداخل قطاع الأمن الوطني بالعباسية، حاولت الأم الاستفسار عن سبب احتجاز ولدها، لم يتسن لها الحصول على إجابة لأي من تساؤلاتها "قالي: أنا قعدت مع أحمد 24 يوم في العباسية قبل ما أترحل طرة، وهو بيطمنك وبيقولك مش عايز منك غير الدعاء".

بين الحين والآخر، تمسك الأخت الصغرى "جنى" هاتف والدتها، تدخل على حساب أحمد على "واتس آب"، تنظر إلى صورته المُثبتة بالأعلى، تحكي له عن تفاصيل يومها الدراسي بـ"كي جي وان"، تسأله ببراءة عن سبب غيابه "بتقوله: يا أحمد هتيجي أمتى؟.. أنا زعلانة منك عشان مش بتيجي، وأنت صوتك وحشني"، بعدها تحتضن الأم طفلتها صاحبة الخمسة أعوام، قبل أن تُطالبها بالدعاء لأخيها الأكبر.

صورة 6

انقطاع سبل التأكد من مكان الابن المختفي، دفع خليل للتواصل مع بعض الأسر التي تتشابه مع حالتها. في أحد الأيام، وصلت الأم مُكالمة هاتفية، أخبرتها بإطلاق سراح ابنها العشريني، لم تستطع الأم تمالك نفسها "قعدت أصرخ من الفرحة، وأسجد وأقول يارب"، حاولت الأم التأكد من الخبر "دخلت على النت، لقيته تشابه أسماء"، عجزت السيدة الأربعينية لدقائق، بعدها "قعدت فترة قلبي واجعني، وأعصابي سايبة مش قادرة أخد نفسي".

صورة 7

قبل شهر واحد، وصلت الأم مُكالمة من شخص تم إطلاق سراحه مؤخرًا، حسب روايتها "قالي أنا كنت مع أحمد في الأمن الوطني، وهما بيقولوا أنه معملش حاجة، وهو متحققش معاه". بعدها بيومين، تواصل آخر مع الأم، طمأنها على صحة ولدها "قالي أنا قعدت مع أحمد جوا 33 يوم، وخرجت من أسبوع"، هو ما زاد من أمال الأم في لقاء ابنها في المستقبل القريب.

صورة 8

قبل أسبوعين، عاود المرض جسد والد أحمد "زوجي مريض كبد"، هرعت الأم وفتياتها تجاه إحدى المستشفيات "حسيت ساعتها أن سندنا مكسور"، تعالى نداء الأخت عن أخيها في بكاء "أحمد كان طول عمره راجل وشايل الهم" تقول فاطمة، حاولت الأم تهدئة جنى التي انفجرت في البكاء، فيما ملئت الدموع وجه السيدة الأربعينية "حسيت ساعاتها إننا في غياب أحمد يتامى وحزانى.. نفسي أشوفه واطمن عليه".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان