لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

أحد أهالي الشيخ زويد.. ذهب يتفقد ضحايا "الروضة" فوجد صديقه بينهم

11:32 ص السبت 25 نوفمبر 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب-إشراق أحمد:
ما إن سمع محمد سامي بوقوع تفجير وإطلاق النيران على المصلين في مسجد الروضة بشمال سيناء، حتى هرع الشاب نحو محافظته التي غادرها لظروف عمله في القاهرة. إلى مستشفى بئر العبد توجه سامي لمد يد العون. بين مصابين يكافح الأطباء رغم قلة الإمكانيات في محاولة إسعافهم، وجثث تملأ المكان، جاءت صدمته بوجود جثمان صديق له.

أثناء صلاة الجمعة، هاجم مسلحون مجهولون مسجد الروضة –قبل مدينة العريش بقرابة 50 كيلومترًا- مما أسفر عن استشهاد 235 وإصابة 109 من المدنيين وفقًا لبيان النائب العام ووزارة الصحة.

لم تُكمل الساعة الثالثة عصرًا، حين بلغ سامي مستشفى بئر العبد، مكث فيها ساعتين رأى وجه عبد الرحمن أبو ملحوس، صديقه الذي يعرفه منذ قرابة 7 سنوات "كان عضو مؤسس لجمعية تنمية المجتمع بمنطقة الجورة في الشيخ زويد" كما يقول سامي. عرفه شاب مغرم بالأعمال الإنسانية، وحينما انتقل من الشيخ زويد ليسكن "الروضة" لم يتوقف عما يفعل "بيساعد الناس الفقيرة اللي عايشة في عشش"، ومن أجل ذلك يجمع حوله الأصدقاء حتى المقيمين في القاهرة.

ألقى سامي نظرة الوداع على عبد الرحمن، ابتلع الحزن على رفيقه الذي وصل إلى المستشفى لافظًا أنفاسه الأخيرة، إذ أصابته رصاصات متفرقة حال الكثير من الضحايا، الذين تم دفنهم في 10 مقابر جماعية في مدافن مزار التابعة لمركز بئر العبد، حسبما يقول صديق الراحل.

غادر ابن مدينة الشيخ زويد المكان، لكنه ظل متابعًا لما يجري "70 حالة فضلت في بئر العبد ومستشفى العريش فيها حوالي 80 حالة". ومن محل ميلاده إلى حيث انتقل المصابين ذهب سامي، وفي الإسماعيلية تردد على المستشفيات التي يتواجدون بها، حمل على عاتقه مسؤولية الاطمئنان على أهل بلدته وحفظ ما يمكن من البيانات بوقتٍ تتضارب فيه الأقاويل، معتبرًا أن أبناء العريش في مثل هذه الأوقات يكونون "الإعلام البديل".

إلى القاهرة استقرت وجهة سامي مرة أخرى في هذا اليوم العصيب، أكمل جولته لرؤية المصابين، واتمم زيارته لثلاثة مستشفيات جمعت الضحايا بين جنباتها كما تشاركت قلة الإمكانيات "عملوا كل اللي في وسعهم لكن مفيش إمكانيات للناس" حسب قوله.

لا زال يلملم سامي تفاصيل المَصَاب، فيما يتذكر رفيقه عبد الرحمن، الذي التقاه قبل ثلاثة أشهر في يوم سعيد أثناء مناقشة رسالة ماجستير لصديق ثالث لهم، بينما تأكد أنه الفقيد الوحيد من أسرته الصغيرة، فلم يصحب طفليه معه.

فيديو قد يعجبك: