لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"صاحبي فين".. رحلة البحث عن أصدقاء في حادث "الروضة"

12:01 م السبت 25 نوفمبر 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- فايزة أحمد:

لم يكد يفرغ الطالب هشام سليم من صلاته التي أداها بمسقط رأسه في مدينة "بئر العبد"، حتى نمي إلى علمه أن مجموعة من المُسلحين قاموا بمهاجمة مسجد قرية "الروضة" الواقعة شمال غرب مدينة العريش، حيث يقطن صديقه "أمير مجدي رزق"، ما جعله يهرول إلى منزله، حيث التقط هاتفه المحمول للاتصال به؛ لمعرفة ما ألمّ به وبقريته برمتها لكن "لقيت التليفون مقفول".

هرع "سليم" لفتح صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، عله يجده فيطمئن عليه "بعتله رسالة لكن كان قافل.. من ساعة صلاة الجمعة ما فتحش"، حاول الاتصال مجددًا لكن أحدًا لم يُجيب، تواصل مع بعض أفراد أسرته، لم يجد أحدًا يمده بمعلومة متعلقة بصديقه الذي لم يفترق عنه سوى العام الماضي عقب انتهاء مرحلة الثانوية العامة "هو دخل معهد فني صحي في إسماعيلية، وأنا دخلت هندسة في العريش"، لكن اختلاف الدراسة والسفر لم يمنعا الصديقين من الابتعاد عن بعضهما بعض "بس التواصل عمره ما تقطع بينا".

كان مسلحون استهدفوا مسجد الروضة الواقعة بمنطقة "بئر العبد"، أثناء أداء صلاة الجمعة، ما أسفر عن مقتل 235 شخصًا وإصابة 130 آخرين، بحسب ما أعلنته وزارة الصحة.

لم يتملك اليأس بعد من طالب الهندسة، توصل إلى أحد جيران "أمير" الذي أخبره أنه مصاب "بس هو والده و راحوا مستشفى الإسماعيلية"، شكّل هذا الخبر على مأساويته بالنسبة إليه نصف مصيبة، كما يصف "قولت الحمد الله أكيد إصابة خفيفة وهيبقى كويس".

أجبرته نصف المصيبة تلك على التأهب للسفر إلى الإسماعيلية لرؤيته بنفسه ومعرفة حالته، غير أن القدر لم يُمهله "واحد صاحبنا كلمني وأنا في الطريق قالي أمير مات".

خلال كلمة ألقاها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي توعد بـ"الثأر" من هؤلاء المسئولين عن الحادث، وذلك بعد اجتماع أمني عقده بحضور وزيري الدفاع صدقي صبحي والداخلية مجدي عبد الغفار، ورئيس جهاز المخابرات العامة.

في تلك الأثناء فشلت جميع مساعي "أحمد حسن" أحد العاملين بشركة "المقاولين العرب" بالعريش، في التوصل إلى معلومة حول صديقه في العمل "غانم أبو جرير" الذي انتقل إلى الروضة قبل عامين "غانم كان ساكن في الشيخ زويد وبعد ما العمليات العسكرية زادت اضطر زي غيره ينتقل للروضة".

لم تتوافر لدى "حسن" أي جهات اتصال قريبة من "غانم"؛ سواء من داخل قريته أو من خارجها، سوى صفحته عبر "فيس بوك" التي لم تُفتح منذ الأمس، الأمر الذي جعله يسأل بعض المسئولين في الشركة عنه، وعما إذا توصلوا لأي أخبار متعلقة به "محدش قالي حاجة مفيدة".

تابع العامل بشركة المقاولين أخبار القرية عبر صفحاتها على "فيس بوك"، حتى أرسل إلى صفحة "أخبار بئر العبد" وهي صفحة متخصصة في نقل أخبار القرية، "سألتهم لو كان يعرفوا حاجة عن غانم وبعتلهم الاسم"، إلاّ أن أدمن الصفحة طالب منه الانتظار حتى يستطلع أي أخبار تخص صديقه.


مشاعر عدة، داهمته وهو يسترجع ذلك الحادث الذي وقع في القرية نفسها العام الماضي، حيث فجر مسلحون ضريحي "شميعة" و"صبيحة" الكائنين ضمن مقابر "مزار"، يفسر سبب ذلك بـ"فيه عداء كبير معروف في المنطقة بين العناصر التكفيرين والطرق الصوفية اللي بتسكن القرية"، لكن هذا الحادث لم يُسفر عن أذى للمدنيين سوى شاهدي القبرين "وعدت الحادثة وقتها على خير وكلمته وطمني عليه".

لحظات من القلق والترقب مرت على الرجل الثلاثيني، زاد من وطأتها الإعلان عن تزايد أعداد الشهداء والمصابين، حتى توقف الزمن بغتة برؤيته لصورة صديقه عبر إحدى الصفحات التي نعته "عرفت أنه مات في الحادث هو وابنه الصغير داخل المسجد"، لم يستوعب في البداية الخبر برغم علمه بمدى بشاعة الحادث؛ ذلك لأن "غانم كان دايما يقول القرية هادية وبعيدة عن أي حاجة"، الأمر الذي تسبب في زيادة اطمئنانه عليه طيلة العامين الماضيين "بس ما نقدرش نقول غير إنا لله وإنا إليه راجعون".

على عكس سابقيه، مضى "إبراهيم محمود" ليلته في البحث والسؤال عن صديقه "أحمد إسماعيل" البالغ من العمر (26عامًا)، ذلك الذي اختفى منذ بدء صلاة الجمعة "كلّمته على الفيس الساعة 11 الصبح وقفل من بعدها ما فتحش".

كغيره من المصريين علم "محمود" بالحادث من وسائل الإعلام التي ذكرت اسم قرية صديقه الذي عرفه منذ ستة أعوام خلت بالتحاقهما بمعهد "الخدمة الاجتماعية" بالقاهرة "أحمد كان دايمًا بيتكلم على الأوضاع عندهم بس إحنا في القاهرة مش فاهمين أوي الدنيا هناك فيها أيه".

عقب محاولات للتواصل مع أحد من أسرة "إسماعيل" لم تسفر عن أي نتيجة، شرع الشاب العشريني في متابعة وسائل الإعلام؛ عله يعرف شيئًا عن صديقه، حتى وصل به الأمر إلى أن وضع صورته على بعض الصفحات لمعرفة "عاوز أعرف صاحبي لسه عايش ولا راح زي اللي راحوا".

أعلنت رئاسة الجمهورية حالة الحداد العام في البلاد لمدة ثلاثة أيام، بينما لم تعلن أي جهة حتى اللحظة مسؤوليتها عن الهجوم.

فيديو قد يعجبك: