لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

شروط الذهاب لجنوب سيناء.. كيف ستؤثر على المسافرين؟

03:54 م الخميس 12 يناير 2017

مدخل نفق الشهيد أحمد حمدي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - شروق غنيم:
قبل أربعة أيام، انطلق محمد غريب، سائق، صوب مدينة دهب بجنوب سيناء، يصطحب فوج مصري في رحلة يعلم إجراءاتها الأمنية المُتبعة جيدًا، كي يسمح عدد من الأكمنة الأمنية بمرورهم. وما إن دلفوا نفق الشهيد أحمد حمدي، استوقفهم كمين يطُلب من المسافرين صورة من حجز الفندق الذاهبين إليه. وهو الإجراء الذي سمعه "غريب" لأول مرة، منذ 24 عامًا عمل خلالها سائق رحلات للمدينة نفسها، فضلًا عن امتلاكه كافيتريا هناك.

يُقدِر غريب أهمية الإجراءات الأمنية الجديدة، لكن رغم ذلك، ينتابه توتر على مصدر رزقه، بعد أن خلت دهب من "الزبون الخواجة"، وأصبح يعتمد على الزائر المصري، الذي يمكث بالمخيمات دون الفنادق، لانخفاض سعرها "ودول ولا عندهم فاكس ولا واتس عشان يطلع ورقة حجز، أغلبهم مش مُرخص أصلًا".

بالأمس، أعلن اللواء أحمد طايل، مدير أمن محافظة جنوب سيناء في تصريحات صحفية، إجراءات أمنية مشددة لجميع العابرين عبر نفق الشهيد أحمد حمدي الرابط بين شبه جزيرة سيناء والمحافظات الأخرى.

وتتمثل الإجراءات في أن يحمل الشخص بطاقة هوية –الرقم القومي- الصادرة من سيناء، وفي حالة كونه موظفًا أو عاملًا، فيحمل كارنية أمني صادر من جهة عمله. وفيما يتعلق بالجانب السياحي، فلابد أن يحمل المواطن عقد ملكية أو إيجار شقة أو شاليه، أو صورة من حجز الفندق على تطبيق "واتس أب".

نالت العمليات الإرهابية من رِبح السائق الأربعيني، بفعل تراجع نسبة تواجد السائحين، حتى أن عدد من الفنادق في دهب قد صّفت عمالتها –بحسب قوله، فيما أصبحت زيارة المصريين رأس مال العاملين هناك "بنستنى ابن البلد ييجي في الإجازات ومواسم الأعياد، لكن الإجراءات دي هتقلل عددهم".

قاد غريب رحلات عدة إلى دهب، مكنته من معرفة بُصلة المُسافر المصري بعد وصوله المدينة، دون حجز مُسبق، يطوف أغلبهم على الفنادق والمخيمات، للموازنة بين الأسعار، فترجح كفة المكوث بمخيم نظرًا لأسعاره الرخيصة. وخلال رحلته الأخيرة، بعد أن توقفت الحافلة بنفق الشهيد أحمد حمدي، هاتف المسافرون فنادق للحجز من أجل المرور، فيما عاد 4 مواطنين أدراجهم.

في 19 يناير الجاري، سيستعد فريق "Geo Travelers Egypt" للسفاري، إلى جبل كاترين بجنوب سيناء، إذ أعّدت ريهام أبو بكر، "إيفنت" على موقع التواصل "فيسبوك" للإعلان عن رحلة تمتد ليومين، اسمتها "دروب المُناجاة". لكن التغييرات التي طرأت، دفعت أبو بكر للتعديل من الخطة المُعتادة للسفر.

أنشأت أبو بكر منذ 5 أشهر هذا الفريق لتنظيم رحلات إلى جنوب سيناء، تستهدف المصريين تحديدًا إذ أن هذا الفريق ليس شركة سياحة رسمية. نظموا منذ التأسيس 8 رحلات، تنطلق حافلات قد تحمل 45 شخص وأحيانًا لا يتعدَ 15 فرد وفق طبيعة الرحلة. لكن طوال تلك المدة كانت الإجراءات عبارة عن إطلاع الكمائن المتراصة خلال الطريق، على كشف يحمل هويات المُسافرين، للتحقق منها ومن الأمتعة.

تعتقد أبو بكر أن الإجراءات الجديدة ستؤثر على فريقها وأي شركة غير رسمية، فضلًا عن أهل جنوب سيناء. لأن الاعتماد الأكبر على المخيمات التي لا تمنح رُخصة "إحنا نظام رحلاتنا بيتجه أكتر للصحراء، فبنبقى بعيد عن الفنادق اللي في المدينة".

وتحاول مؤسِسة الفريق التواصل حاليًا مع المخيم المقرر التوجه له خلال أيام، حتى يتسنى لها الحصول على صورة من حجز، تضمن لها مرور الرحلة بسلام.

يختار محمود ندا، توقيت سفره إلى دهب بعناية "عشان اتبسط"، فيكون قبل أي موسم أو بعده، وحينما يتسلل إليه الملل "باخد شنطة على ضهري وأروح على هناك" دون أي حسابات، حتى إذا كان برفقة أصدقائه "بنتكحرت في الشارع أو العربية، أو في مخيم رخيص"، فيما يتحدد موعد عودتهم للقاهرة "لما فلوسنا تخلص".

الإجراءات الجديدة المُعلنة تؤرق الشاب العشريني من الحيلولة دون سفره، لكنه يفكر في حيلة أيضًا للتغلب عليها، الحجز لمدة يوم في فندق يحصل من خلاله على صورة الحجز، وريثما يصل المدينة "أقضي وقتي زي ما أنا عاوز".

الحال مختلف بالنسبة لرامي -اسم مستعار بناءً على طلبه، فهو لا يفكر كثيرًا بتلك القرارات، إذ أنه داوم على الذهاب كل شهر ونصف، -منذ عام 2002، لمحكمة الطور بجنوب سيناء لتأدية عمله كمحامي، ولم يتعرض لأي إيقاف، وحينما يُظهر كارنية المحاماة، يضمن له المرور. فيما ينتظر يوم الأحد المُقبل، موعد رحلته، لمعرفة هل ستؤثر عليه تلك الإجراءات الجديدة.

بالنسبة ليونس -اسم مستعار- فإنه دائم التردد على دهب وطابا، لكنه لا يُفضل الفنادق "بحب الكامبات -المخيمات- أكتر، وأغلبها بدائي وملوش موقع حجز". فيما يرى أن القرار الجديد سيضر بنسبة أكبر الشباب وأصحاب رحلات اليوم الواحد "زي اللي بيروح وادي الوشواش".

ومن خلال رحلاته الكثيرة، فإن كل 100 متر تقريبًا يتواجد كمين أمني، وهو ما أصاب العشريني بدهشة حينما سمع بالإجراءات الجديدة "دايمًا في كماين وتأمين كويس، ومش حجز الفندق مش هو اللي هيمنع الإرهاب".

فيديو قد يعجبك: