"أنت بطل حكايتك" في story post.. "كلامك ع الفيسبوك بقى أفلام
كتب-إشراق أحمد:
يستخدم أكثر من 20 مليون مصري موقع فيسبوك، مئات الكلمات تُنشر كل ثانية، تعليقات على أحداث، وتفاصيل شخصية، لا تخلو من قصص حياتية يتشاركها رواد العالم الأزرق يوميًا. مساحة تتمدد وأضحت تُحدث تغييرًا في حياة الناس، لهذا التأثير انتبه محمود أحمد، وقرر استغلاله فيما يجيده بمجال الإعلام، تابع الشاب حالة الانتقاد لما يقدم في التليفزيون، رأى أن ثمة تغير في ذوق المتلقين، وتطلع إلى محتوى أقرب إليهم، ووجد أن "أكثر محتوى قرباً للناس هو المحتوي اللي الناس نفسهم بيكتبوه كل يوم على مواقع التواصل"، فكانت فكرة مشروع "قصة بوست story post" أول منصة معنية بتحويل منشورات فيسبوك إلى أعمال فنية.
في مايو 2016 وضع "أحمد" هيكل الفكرة، عرضها على أصدقاء له، حتى تشكلت مجموعة من الشباب المحترفين في تخصصات مختلفة، ما بين مخرجين ومنتجين، ومصميمن جرافيك وفريق للتسويق وأخر لإدارة المحتوى، عكفوا في الشهور الأولى على دراسة الفكرة وإمكانية نجاحها، ليبدأ المشروع للطرح في 5 سبتمبر 2016، مع قصة "وكان البكا نجدة".
بطريقة القصص المرسومة، نقل الفريق كلمات سيدة تدعى سلوى محسن على فيسبوك، حكت فيها عن لقائها صدفة مع أسرة، تحاول أن تجد لرضيعها مكان في الحضّانة، وتصطدم بالغلاء والوساطة، لينتهي الحال بعد سؤال سائق تطوع للمساعدة عما يفعله الأهل، بقول الجد "يموت يا ابني".
في المكان ذاته المستقى منه المحتوى فضّل فريق "ستوري بوست" نشر أعمالهم التي بلغت 4 أفلام قصيرة حتى الأن، "إخترنا إن البداية تكون على السوشيال ميديا لأنها الأسهل في الإنتشار والأسرع والأهم من ده إنه مكان الناس اللي قررنا نتكلم عنهم" يقول "أحمد"، معتبراً أن المشروع "خط جديد للفن والإعلام".
"قصص تستحق النشر" هو المعيار الذي يحتكم له فريق العمل، وكتبوه بشكل واضح في منشورات لهم، فمع نشر الأعمال انهالت المراسلات عليهم، عشرات القصص تصل إليهم يوميًا كما يقول "أحمد"، ليتولى فريق مختص بتجميعها وإرسالها إلى المجموعة الفنية التي تُقيم "البوست" وتوضح إمكانية تنفيذه والشكل الأمثل لإنتاجه، موقنين بشيء واحد شاركوه مع المتابعين لصفحتهم "أنت بطل حكايتك".
نحو 250 ألف متابع لفريق "story post" حتى الأن كما يقول "أحمد"، فضلاً عن مشاهدات كثيرة حظت بها الأعمال المنشورة، التي منها ما اعتمد على المشاهد التمثيلية، حال قصة استقبال أب لمكالمة تليفونية من مدرسة ابنه الدولية، لإخباره بحفل تخرجه من مرحلة الروضة وإعلامه بمصاريف الحفل.
ورغم براح العالم الأزرق وزخم التفاصيل به، غير أن الوصول إلى القصص والمنشورات الأكثر تداولاً، وإقناع أصحابها بالفكرة لم يكن يسيرا، وتلك كانت العقبة الأولى للفريق "بعض الناس كان بيقلق إن شغله يتسرق وينسب لأشخاص أو كيانات تانية" حسبما يقول مؤسس "قصة بوست"، لكن مع ظهور الأعمال تجاوزوا تلك المشكلة "لما الناس شافت إزاي الحقوق الأدبية والملكية الفكرية مهمة عندنا".
لا يقتصر "story post" على عرض المقطع المنفذ، بل يتم التعريف بأصحاب "البوست" ونشر سيرة ذاتية بهم "ونطلب من الناس متباعتهم لأنهم موهوبين"، وكذلك الحال مع الممثلين المشاركين في تنفيذ الأعمال، مما يعتبره "أحمد" وسيلة "أنهم يحصلوا على فرص أكبر في أفلام ومسلسلات وأعمال أخري".
مع موافقة الفريق الفني على تنفيذ القصة، يستغرق الأمر نحو أسبوع لخروج العمل، ويضيف مؤسس "ستوري بوست" إنهم مخططون مستقبلا لتنفيذ أكثر من عمل أسبوعياً، مع الحفاظ على جودة المحتوى وملائمتها.
تعلقات إيجابية حازت عليها أعمال "story post" مع حداثة مشروعهم، يقول "أحمد" إن رد الفعل الذي تلقوه لم يكن متوقعاً، فيما اقتصرت التعليقات السلبية على العمل الأخير، الذي جاء تحت عنوان "معروفة يعني"، إذ اعتقد البعض أنهم يَسخَرون من الصلاة، بينما كانت فكرة العمل "كوميدية" تتعلق بطابع بعض الأمهات حين تكبرن بصوت مرتفع أثناء الصلاة للفت انتباه أبنائهم لعمل شيء. ويوضح مؤسس "ستوري بوست" موقفهم قائلاً "إحنا كل اللي عملناه إننا نقلنا الواقع زي ما صاحب البوست شايفه.. وسيبنا للمشاهد حرية الحكم على الفعل وتصحيحه من عدمه".
يأمل "أحمد" وفريق عمل "story post" في هذه المرحلة للوصول إلى جميع مستخدمي مواقع التواصل الإجتماعي في مصر، فيما يطمحون إلى تنوع الانتاج أكثر، والاهتمام بتوسيع شريحة الجمهور والأعمال لتشمل الوطن العربي كله.
فيديو قد يعجبك: