لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"نباتا".. كيف تتخلص من مخلفات النخيل بشكل آمن؟

06:45 م الأربعاء 11 يناير 2017

نباتا

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت -رنا الجميعي:

منذ عام ونصف كانت "نباتا" فكرة بسيطة بعقل "إسلام يسن"، المدير التنفيذي للمشروع، تحوّلت مع الوقت إلى مؤسسة مقرها بأسوان، تعمل على اعادة تدوير المخلفات وخلق فرص عمل للسيدات، من خلال تصنيع منتجات يدوية تحمل الثقافة النوبية، ومؤخرًا حملت "نباتا" المشروع الأول في الشرق الأوسط الأكثر تأثيرًا بمسابقة بيبسيكو.

في يناير 2015 شغل تفكير "يسن" كيفية التخلص من مخلفات النخيل دون الإضرار بالبيئة، حيث تعتبر أسوان ثالث مدينة بها عدد نخيل، بالإضافة إلى توفير فرص عمل حقيقية خاصة بعد تراجع السياحة بالمدينة "أسوان فيها قرى مهمشة كتير ونسبة فقر كبيرة".

1

فكّر "يسن" في إعادة تدوير مخلفات النخيل، واستخلاص مادة "العرجون" منها لتصنيع منتجات يدوية، وتقدّم بالفكرة في مسابقة "إدارة المخلفات في الصعيد" التي تطلقها منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية "وبقت الفكرة من أحسن 10 مشاريع في المسابقة"، من هنا حصل يسن على الدعم الفني للمشروع، كما تمكّن من الحصول على ورش تدريبية على أيدي متخصصين "اتعلمت ازاي أحوّل للفكرة وأطبقها على أرض الواقع".

من خلال الدورات التدريبية وبحث "يسن" وراء الأبحاث والمراجع المعمقة لإعادة تدوير المخلفات، بالإضافة إلى استعانة بمتخصصين "كنت بتأكد منهم ازاي أعمل إعادة تدوير بشكل جيد وآمن"، بدأ يعمل على فهم إمكانية انطلاق المشروع بشكل صحيح.

2

قابل "يسن" مشكلة في توظيف عاملين معه "كلمت ناس كانوا بيقولولي أنت شغال في المخلفات، ودي حاجة مش مقبولة اجتماعيًا عند البعض"، لكنه تمكّن من التعاون مع بعض منظمات المجتمع المدني "اللي عندها قاعدة بيانات بالسيدات غير العاملين في المناطق المهمشة"، واستطاع توظيف أكثر من عشرين سيدة بالمشروع، جمعيهن جاءوا من أسوان ومركز نصر النوبة، وفي مايو من العام الماضي حصل المدير التنفيذي على مقر للمشروع بالمدينة الصناعية القديمة بأسوان، وحصد أول نجاح بإنتاج أول منتج يدوي "هو غطاء لجهاز التابلت".

في بداية تطبيق "نباتا" كانت المشكلة الأكبر لـ"يسن"، هي الدعم المالي، لم تحصل أي من السيدات في الأشهر الثلاث الأولى على مقابل مادي "كنت قايلهم كدا وإن من الشهر الرابع هياخدوا مقابل"، حاول تحفيزهن "إن المشروع هو حلم بنحلمه سوا وإننا هنكبر مع بعض"، لم يتقبل البعض عدم وجود عائد، واستمر في العمل لديه حتى الآن 19 سيدة يقومون بالمراحل المختلفة لتصنيع المنتجات بدءًا من إعادة استخدام العرجون.

3

تدريجيًا تغلّب "يسن" على المشكلات التي تُقابله، ورغم أنه اضطر إلى بيع شقته، إلا أنه تمكّن الآن من إقامة منافذ بيع بالقاهرة والإسكندرية والدلتا، بالإضافة إلى البيع على الانترنت، تخلو أسوان من منفذ بيع "رُبمّا لأن القوة الشرائية في المدينة مش كبيرة، ولأن منتجاتنا تستهدف الطبقات الاجتماعية العليا". صار لدى "نباتا" عملاء من بعض المؤسسات الكبيرة..

تنتج "نباتا" الآن من 200 إلى 250 قطعة شهريًا، ما بين حقائب يدوية و"مفارش وشنطة لاب توب وأشكال مختلفة من صناديق الهدايا". يهدف "يسن" الآن وحتى العام المقبل إلى زيادة أعداد العاملين لديه، ليُصبحوا 50 موظف، كما يدرس إمكانية التصدير للخارج.

4

لا ينظر "يسن" للمشروع كـ"بيزنس" فقط، بل يُضيف إليه بُعدا اجتماعيا، حيث يجتمع بفريق العمل مرتين كل شهر "بيكون فيه تأهيل ليهم عشان يبقوا أكتر انفتاح مع نفسهم ومع فريق العمل ومع المجتمع". يرى تحسنًا كبيرًا لدى السيدات العاملين بالمشروع "فيه اللي حست إن تعليمها مكملش، فأخدت تعليم مفتوح، وفيه اللي درست دبلومة بعد الإعدادية، واللي قالتلي إنها بقت أحسن اجتماعيًا في بيتها ومع جوزها وعيالها".

رغم المُشكلات التي قابلت "يسن" منذ انطلاق المؤسسة، إلا أنه يؤمن بما يقدمه من حفاظ على البيئة وتقديم منتج طبيعي "وكنت بمشي بخطوات علمية مدروسة"، كما أنه يرى أن المنتج مطلوب "لأن فيه اتجاه عالمي بالعودة للطبيعة".

فيديو قد يعجبك: