لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"مدينة المليون جركن".. هل تتحول المياه في العريش لسلعة؟

05:54 م الأربعاء 21 سبتمبر 2016

محافظ شمال سيناء عبد الفتاح حرحور

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – يسرا سلامة:

"أغلب الناس عيدوا هنا من غير مياه".. يقولها عماد الشريف، أحد سكان مدينة العريش، عاصمة محافظة شمال سيناء، بعد أن مر قرابة إسبوعين على انقطاع كامل للمياه النظيفة، المأساة يعشها أبناء المحافظة من قبل وقفة عيد الأضحى المبارك الماضي، يقول عماد "عيدنا بلا مياه.. لا الناس عرفت تصلي ولا تضحي".

بالساحة الشعبية في مدينة العريش، تُعرف المياه بالزحام حول عربة الحي، يقول مسلم عروج، موظف بمدينة العريش إن العربة تأتي على فترات متباعدة، وتترك أهالي المنطقة عُرضة لشراء المياه الجركن الواحد بقيمة الخمسة جنيهات، بواقع 18-20 لتر للجركن الواحد، فيما لا تأتي الردود من المحافظة حتى الآن، يذكر عماد "ممكن تيجي ربع ساعة كل يومين تلاتة.. بيقولوا بيعملوا صيانة في المحطة في قنطرة شرق".

بدائل شعبية لا تكفي

"مدينة المليون جركن".. يسخر مسلم عروج من وضع المدينة التي تشتهر بمياهها الصافية، وكذلك الخضرة والأشجار، يهدد سكانها العطش، فيما يتكلف الفرد الواحد بحد أدنى خمس جنيهات يوميا مياه للشرب والاستخدام الشخصي، وتلجأ بعض الأسر إلى مياه الآبار والطرمبات، والتي تتكلف قُرابة 10 آلاف جنيه لحفرها، بحسب أهالي العريش لـ"مصراوي"، يضيف عماد "اللي ربنا مقدره بيحفر بير".

أكثر من منطقة بالعريش، وكذلك رفح والشيخ زويد تتضرر من نقص المياه، مثل منطقة كرم أبو نجيلة والمساعيد والسلايمة، ومدينة العريش ذاتها، "كل منطقة يشغولها ساعة ويفصلوها" يردف عماد، مضيفا أن البلدية تظهر بعربة مياه كل عشرة أيام، فيما ظهرت أزمة المياه منذ شهرين، وانقطعت بالكامل قبل عيد الأضحى.

"فيه ناس هاجرين الديار بسب المياه.. الوضع صعب جدا".. يذكر وليد سالم، يعمل طبيبا مشيرا إلى إنه بسبب الوضع قرر البقاء في القاهرة بشكل مؤقت، ومضيفا إن المياه حين تأتي تحتاج لفلاتر؛ نظرا لنزول المياه بالأتربة والاتساخ والتي لا تصلح للشرب، "الناس مضطرة تشتري الجراكن للشرب".

تعتمد بعض الأسر على مياه الخزانات، وذلك في بداية الأزمة، بعض ان جفت جميع الخزانات في العريش نظرا لطول الأزمة، "الخزان بياخد 2 متر مكعب من المياه، وطبعا مش بتكفي أسرة كاملة ليوم أو يوم ونص"، يضيف سالم، ويردف عماد "مفيش ضخ بيجي فيه، واتقال ان فيه مشكلة في محطة القنطرة، لكن هل فيه محافظ يعمل صيانة أثناء عيد الأضحي؟!".

صورة 1

اللجنة الشعبية "خصخصة المياه"

ومن جهتها، أصدرت اللجنة الشعبية لحقوق المواطن بالمحافظة بيان اليوم الثلاثاء يرفض ما اسماه "خصخصة المياه"، وطالبت بإعادة المرفق الحيوي للعمل، وحل المشاكل والمعوقات التى تعترض منظومة توزيع المياه، وقال أشرف الحفنى منسق اللجنة الشعبية:"المياه حق مجانى للمواطن..ولن نفرط فيه بتحويله الى سلعة".

وأضاف البيان إنه بعد ثورة يناير تم انشاء محطتى تحلية بالمساعيد بطاقة 5000 متر مكعب من المياه يوميا لكل محطة، كما تم انشاء محطة تحلية فى الشيخ زويد بطاقة 5000 متر مكعب فى اليوم، ومحطة أخرى فى أبو شنار برفح، فضلا عن محطة فى رفح أقامتها القوات المسلحة، والمحطتين الأولتين تعملان منذ عام 2013، إلا أنهما تنتجان فى حدود 3000 متر مكعب فى اليوم لكل محطة، ومتوقفتان حاليا لعدم توافر الكهرباء أو السولار".

شركة المياه: الشبكة متهالكة وتعمل بجزء من طاقتها

وردا على سؤال مصراوي، أوضحت شركة مياه الشرب والصرف الصحي بشمال سيناء التساؤل عن أسباب انقطاع المياه إنه يتم تغذية مدينة العريش بمياه النيل من محطة مياه شمال سيناء المرشحة بالقنطرة شرق بمعدل من 48-50 الف م3/يوم، ويوجد بالمحطة وحدة امن تسمى المطرقة المائية حدث بها عطل قبل العيد بيومين ولاصلاح الوحدة من المفترض وجود استشارى، ولكن تم تشغيل المحطة بجزء من طاقتها.

وبسبب التعديات على الخطوط الناقلة للمياه ووجود محابس رجوع تم فتحها من قبل الاهالى قبل العيد تم تحويل المياه بالكامل الى مدينة بئر العبد وهو ما تسبب فى عدم وصول المياه لمدينة العريش، وتم العمل ثانى يوم العيد من الخامسة مساء وحتى الثالثة صباحا فى اليوم التالى وتم اصلاح المنظومة بشكل جزئي واغلاق المحابس، وتتلخص مشكلة العريش فى الاساس فى شبكة المياه قديمة ومتهالكة ويتم عمل دراسة لانهاء المشكلة وتم تقسيم المدينة الى اربعة اجزاء كل جزء يتكلف قيمة 50 مليون جنيه.

وأوضحت الشركة إنه سيتم اصلاح المطرقة المائية في المحطة المغذية قريبا حيث تم الانتهاء من الاعمال الاستشارية وتم الاعلان عنها فى الجرائد وتم شراء كراسات الشروط ومنتظر الانهاء من الاجراءات للبدء فى الاصلاح النهائى للمنظومة.

المحافظ يعتذر.. والوزير يناقش

أزمة المياه في العريش كانت على طاولة وزير الإسكان الإثنين الماضي، حيث ناقش الوزير مصطفى مدبولي مع مسئولين بالوزارة حل مشكلات المياه في محافظة شمال سيناء من خلال الإسراع في تنفيذ المشروعات الحالية، وشدد وزير الإسكان على ضرورة الإسراع بتنفيذ محطة تحلية بالعريش بطاقة لا تقل عن أربعين ألف متر مكعب في اليوم، حيث ستسهم فى حل الكثير من مشكلة المياه بالمحافظة، دون تقديم سقف زمني لحل الأزمة من قبل الشركة التابعة للوزارة القابضة للمياه.

وفي بيان رسمي للمحافظة الجمعة الماضية، تقدم محافظ شمال سيناء اللواء عبدالفتاح حرحور باعتذار لجميع المواطنين الذين وقع عليهم الضرر من نقص المياه، معلنا انتهاء المرحلة الأولى من اصلاح الخط الرئيسي المغذي لمدينة العريش بالمياه ( خط1000مم) وتشغيل الثلاث (3) طلمبات بمحطة مياه القنطرة شرق، وبدء تدفق المياه لمدينة العريش في هذا اليوم، بعكس ما يؤكد عدد من سكان المنطقة لمصراوي، وهو استمرار الأزمة حتى الآن.

والمشروعات التى تتم فى العريش لزيادة كمية مياه الشرب، وفقا لشركة المياه والصرف الصحي، هى عدد 5 محطات تحلية مياه بحر لزيادة كمية المياه بمعدل 25 الف م3/يوم، وعدد (2) محطة تحلية مياه بحر بالمساعيد اجمالى طاقة10 آلاف م3/يوم تنفيذ الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحى تنتهى فى ديسمبر 2016، وعدد (2) محطة تحلية مياه بحر بابوصقل اجمالى طاقة 10 آلاف م3/يوم تنفيذ الهيئة القومية تنتهى ديسمبر 2017، وعدد (1) محطة تحلية مياه بحر بابوصقل طاقة 5 آلاف م3/يوم تنتهى فى العام المالى 2017/2018، وسيتم انشاء محطة طاقة 40 الف م3/يوم بتكلفة 440 مليون جنيها.

فيديو قد يعجبك: