لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بعد اختيارها ضمن أكثر 10 شباب ملهمين في العالم.. حكاية التونسية "أحلام نصراوي"

09:26 ص الخميس 12 مايو 2016

main

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-دعاء الفولي:

في ولاية القصرين بتونس، كان تعيش فتاة صغيرة اسمها أحلام نصراوي، انعزالية تخاف من الاختلاط، تخشى أن يرفضها الآخرون، حين علم جدّها بالأمر علّمها ركوب الخيل كي تُصبح أكثر جرأة، درّبها على تقبل نفسها وتنمية عقلها، قال لها إن الشكل ليس مهمًا طالما العقل خاويًا، فقررت "أحلام" أن تعمل بالنصيحة؛ اجتهدت في دراستها، خاضت مجال العمل المدني في مدينتها، درّبت الشباب على تنمية مهاراتهم وإنشاء مشاريعهم الخاصة، حتى اختارتها الخارجية الأمريكية، في إبريل المنصرم، لتكريمها ضمن أكثر 10 قادة شباب مُلهمين في العالم.

1

الثورة التونسية ألهمت "نصراوي" لتبدأ مشوارها، حسبما تقول لمصراوي، في حوار عبر البريد الإلكتروني. كانت القصرين ضمن الأماكن الأساسية التي انطلقت منها التظاهرات في 2011، آمنت ابنة الأربعة وعشرين عامًا أنه "إذا الشعب يومًا أراد الحياة.. فلابد أن يستجيب القدر"، لم تعبأ بمعيشتها بمنطقة فقيرة ومهمشة، اختارت دراسة الأدب الإنجليزي "وكان ذلك أول فشل أتعرض له"، فقد اضطرت -لصعوبة اللغة- لإعادة السنة الأولى بالكلية "أذكر دموع أمي يومها"، غير أن الأب كان له رأي آخر "قال لي ادرسي و افشلي وادرسي و افشلي.. انا بجانبك"، تركت أحلام خطوة الفشل واستمرت في دراستها، وبالتوازي اكتشفت مشكلات مدينتها وما تحتاجه.

منذ أن كانت "أحلام" طفلة، جربت كل شيء لتكتشف ما تحب؛ من غناء و مسرح إلى التطوع الذي سمح لها بتطوير مهاراتها الخطابية وأكسبها ثقة بالنفس من خلال العمل الجماعي.
 
"برنامج يهدف لتطوير آليات الارتقاء بالشباب التونسي إلى مصاف صناع القرار وكذلك افتتاح فضاء ثقافي في ولاية القصرين لتعليم و تثقيف الشباب"، كان ذلك أوّل ما فكرت فيه "أحلام" عقب تخرجها، فأنشات جمعية "شباب قادة مبادرون"، وتخصصت في دراسة إدارة الاتصال والأعمال.

2

منذ حوالي الأسبوع استقبلت "أحلام" اتصال هاتفي يخبرها بجائزة الخارجية الأمريكية لها، أوّل ما جال ببالها هو الحديث خلال التكريم عن القصرين  "انا من ولاية حالمة مليئة بالطاقات الشابة لكن تعاني التهميش في ظل غياب سياسات ناجحة لانشاء مراكز ثقافية والنوادي"، وحين صعدت الشابة المنصة لتسلم الجائزة، لم تنس توجيه كلمة لشباب مدينتها قائلة: "تقاعسنا و يأسنا لن يحل مشاكلنا.. لا بد من الاجتهاد"، قبل أن تتلقى خطابًا من ميشيل أوباما، زوجة الرئيس الأمريكي يؤكد على نفس المعاني، أرسلته السيدة الأمريكية الأولى للشباب الفائزين بالجائزة لتحفيزهم على النجاح.

العمل المدني استحوذ على "نصراوي"، وبين دفّاته لم تخلُ الحياة من عراقيل "كنا نشتغل أحيانًا بصفر ميزانية ونستخدم مواردنا الخاصة لأننا كنا طلبة ولا نعمل"، ورغم أن آل "القصرين" استقبلوا نشاط "أحلام" بشكل جيد، لكن تعيّن عليها بناء الثقة لديهم، فلم يكن من السهل القيام بأي عمل مدني وسط تفشي الفساد الإداري بالولاية "البعض قد يظن أني اعمل لصالح شخصي".

اشتهرت القصرين التونسية بأنها من أعلى الولايات ارتكابًا للجرائم، فـ"قمنا بأول حملة لتغيير الصورة النمطية عن القصرين"، إذ دشنت الفتاة التونسية، بصحبة صديقتها آمنة عتوري حملة تحت اسم "اشتري تونسي" للتشجيع على استهلاك المنتجات التونسية، وتعريف الناس بإمكانيات شباب الولاية.

3

لم يكن التكريم الأمريكي هو الأول لـ"أحلام"، فبسبب نشاطها تم اختيارها كممثلة للعالم العربي من الأمم المتحدة سنة 2015، فازت بجائزة أحسن مشروع لتمكين المرأة في جامعة سانت ماري الأمريكية عام 2013، عن برنامجها "هي تستطيع" لدعم قصص نجاح نساء؛ سواء رائدات أعمال أو إعلاميات.. عبر استضافتهن في مؤتمر مفتوح، وحصلت "النصراوي" على زمالة "إمباكت" للريادة الاجتماعية بمصر  وألمانيا وتونس 2015، وزمالة كندية للاقتصاد و المرأة

الاستقرار في القصرين وإنشاء مشروع خاص، هي خطة "أحلام" خلال الفترة القادمة "بلادي بحاجة إليّ"، أما الجائزة الأمريكية فلم تزد "أحلام" إلا إصرارًا، فهي تسعى لاستكمال تعليمها في دراسة الأمن، ومكافحة الإرهاب، وإذا كانت الحوادث الإرهابية تضرب تونس بين حين وآخر، فذلك لن يؤثر بما تفعله الشابة العشرينية "نحن التونسيون نستيقظ كل يوم لنعيش الفرح، نحب المسرح والفن ونحب الحياة ونعلم أنه يمكننا تقديم الأفضل دائمًا".

فيديو قد يعجبك: