لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

فيلم وثائقي عن مصابي الثورة.. "الخريف اللي عشش في حياتهم"

03:10 م الأربعاء 03 فبراير 2016

فيلم وثائقي عن مصابي الثورة

كتبت-رنا الجميعي:
"الثورة كانت البداية، والشهدا والمصابين هما الضحايا، حلموا بربيع بلادهم، والحلم كان الغاية، فوجئوا بخريف في حياتهم وكأنها نهاية".. كلمات أنهى بها صناع الفيلم، عملهم الفني "خريف 25"، تذكيرًا على تضحياتهم المنسية في الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير، في العرض المُقام بقاعة الحريات في نقابة الصحفيين، الذي حضره معدو الفيلم "أمل مجدي"، و"محمد حمدي"، وقدّم الندوة "محمود كامل"، عضو مجلس النقابة.

ثلاثة عشر دقيقة هو عُمر الفيلم الوثائقي، الذي يتحدث عن حال مصابي الثورة، بين خمسة ضحايا مازالوا يحصدون اليأس حتى الآن، هم شباب لا يزيد أعمارهم عن الأربعين عام، يحكي أحمد فتحي المصاب بميدان التحرير، عن اصابته بطلق ناري في العنق مما أدى إلى شلل نصفي وضمور في خلايا المُخ يؤثر على ذاكرته "مبفتكرش حاجة"، وياسر محمد المصاب بمحيط وزارة الداخلية، بشظية في عينيه وظهره.

 أما حسن محمد المصاب بميدان المطرية، رأى بعينيه الرصاص الموجه إليه "كنت فاكره بيهوش"، إشارة إلى "النقيب" الممسك ببندقيته، نتج عن الطلق الناري حرق خلايا المُخ، مما أدى إلى حالة شلل، وصرع أفقده وظيفته في هيئة النقل العام، التي منحها إياه المجلس القومي لرعاية المصابين، وبالنهاية سببت له تلك الحالة التحول إلى المعاش، أما شحات عقل المصاب الخامس، ففقد عينه.

قبل عرض الفيلم تحدّث أولًا عضو مجلس النقابة، كامل، عن مرور خمسة أعوام من عمر الثورة والشهداء في ازدياد، "فات خمس سنين ولسة الثورة محكمتش، وعندنا نظام يخاف من رسمة وكلمة"، غير أنه أضاف "بس احنا متعبناش وبقى عندنا مبيخافش ولساها ثورة"، ثُم سرد قصة اثنين من مصابي الثورة، لا يُجاورهم الأمل.

تعرّض الفيلم الوثائقي أيضًا إلى حديث مع دكتور عماد صبحي، عضو بجمعية يهمني الإنسان، لعلاج المصابين، حكى الطبيب عن قلة الموارد المالية التي توقف حالات كثيرة، وبعد تحسن كبير تتدهور حالات الكثير منهم، مؤكدًا على أن "الفلوس أثرت وبنرجع تاني لحالة الصفر"، يزيد على ذلك أن الحالة النفسية للمريض في غاية الأهمية، فمع تراجع الظرف الثوري أدى إلى عدم الاهتمام بالمصابين "في كل مرة بشوفهم بيكونوا أسوأ، لما ترفع سماعة التليفون بس دا بيفرق معاهم".

بعد حديث "كامل"، صعد إلى المنصة صانعا الفيلم، اللذان تحدثا عن الإمكانيات البسيطة التي قام عليها الوثائقي، فأمل وحمدي هما الممولين، وتطوعت شيرين علاء للمونتاج، حرصا الاثنين على ظهور الفيلم في الذكرى الخامسة للثورة، ثلاثة أسابيع، كما تقول أمل في تصريح لها لمصراوي، هي المدة التي تم فيها صناعته.

أثناء عمل الفيلم قال أحد المصابين لحمدي : اللي مات ارتاح، أما هم فمازالوا عالقين في حالة اليأس بسبب ثورة لا تجني ثمارها، وأناس تتهمهم بالخيانة، في حديث المصابين عن أوجاعهم اليوم، ينتهي حسن إلى أن "البلد دي ليها صحاب"، أما ياسر فرغم حصوله على وظيفة "دي الحاجة اللي خدناها بس اهتمام وعلاج مفيش حاجة من دي شوفناها"، حتى الوظيفة لا تكفي صاحبيها، بين احمد الذي باع التاكسي ليصرف على علاجه، ثُم عمل بالجهاز المركزي للتعبئة والاحصاء "مرتبي 1200 وأنا متجوز وعندي تلات أطفال، مبيكفوش أصلا"، أما شحات فوظيفته تمنحه 480 جنيه التي تعادل ثمن إيجار بيته فقط.

تحدّث بعد صناع الفيلم، خالد علي، المحامي الحقوقي، مؤكدًا على التغيير الذي تُحدثه الثورات، "خوفهم من كل أغنية وتويتة"، مشيرًا إلى النظام الحاكم، وكذلك الحملة الأمنية التي شنتها الأجهزة قبل الثورة، فهو دليل آخر، وناشد المحامي على دعوة النقابة لأسر الشهداء والمصابين بمؤتمر كبير، يوم 11 فبراير، في ذكرى خلع مبارك، "عشان نقولهم إننا مبننساش ومش هننسى".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان