لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

11 نوفمبر.. مظاهرة ولا زار؟

12:49 م الأربعاء 02 نوفمبر 2016

جمعة الغلابة 11 نوفمبر

كتبت- رنا الجميعي ودعاء الفولي:

خلال الشهرين الماضيين امتلأ فيسبوك بتفاصيل عن تظاهرات ستخرج في 11 نوفمبر الجاري. تكهنات واتهامات وعدم فهم صاحب تلك الدعاوى. أحاديث تُشكك في مصادر الداعين للاحتجاج، صفحات مترامية على الكوكب الأزرق بعضها مؤيدة للنزول وآخرى مُعارضة، زخم لم يخلُ منه الرأي العام، ومشهد تسوده الضبابية عمّا يمكن أن يحدث في ذلك اليوم.

بدأت الدعوة لتظاهرات 11 نوفمبر في أغسطس الماضي، على يد ياسر العمدة الذي نشر عدة مقاطع مصورة تتحدث عن أهداف ما أسماه "حركة غلابة"، مبينًا أن الحراك يهدف إلى إسقاط النظام الحالي والقصاص.

1

لم يكن "العمدة" الوحيد الداعي للاحتجاج، حيث ظهرت صفحات أخرى تُنادي بنفس الهدف، ومن بينهم واحدة أنشأها مصطفى الحسيني-صحفي بإحدى القنوات الأمريكية- مُطلقا عليها اسم "جمعة الغلابة 11 نوفمبر". ويقول الحسيني لمصراوي "عملت 3 صفحات، وأنا ليا متابعين، فالدعوة لقت قبول".

"حركة ضنك" هي منبع الحديث عما يُسمى "ثورة الغلابة"، إذ روّجت لذلك المصطلح منذ عامين، داعية للتظاهر في 9 سبتمبر 2014، وعلى غرارها كانت دعوات 11 نوفمبر "عشان دة تاريخ مميز، لكن مكناش متخيلين إن الدعوة هتتم بسهولة" حسبما يضيف الحسيني.

كي تُحقق أي تظاهرات النجاح يتعين وجود مُنسق واضح.. هكذا يوضح مصطفى كامل السيد، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، مؤكدا أن هناك شروط غير متوفرة في الدعوات الحالية، ما يحكم عليها بالفشل مُسبقًا.

خارج المحيط الإلكتروني سمع فؤاد عبد المطلب (60 عاما) عن 11 نوفمبر؛ فتداعت التساؤلات لذهن الرجل ومن حوله "مش عارفين مين اللي قال ولا دعا ليها"، رغم ذلك لا يُمانع المواطن الستيني المشاركة إذا تأكد خلوّ الاحتجاج من العنف، حسب قوله، لا سيما مع ذهابه إلى وزارة التضامن الاجتماعي بشكل أسبوعي للحصول على معاش دون فائدة.

فقد عبد المطلب عمله في البناء منذ سبعة أعوام، بعدما أجرى عملية قلب مفتوح. صارت المعيشة أصعب "الحكومة مش عايزة تعمل حاجة.. كل اللي فالحين فيه يشحتوا علينا والنتيجة أهه شوية ماية جم غرقوا البيوت ولا لحقوهم".

السلمية التي يرجوها عبد المطلب، لها تعريف بعينه عند العمدة-الداعي للتظاهر- فقد قال في أحد المقاطع المصورة أن السلمية هي عدم اعتداء المتظاهرين على أحد، لكنها لا تعني بالضرورة عدم الرد على اعتداء قد يأتي من الشرطة، قائلا "اللي هيمد إيده على الثوار يومها محدش هيرحمه".

وصلت نقاشات المواطنين في الشارع كذلك إلى مسمع تامر وجيه، الباحث في الاقتصاد والعدالة الاجتماعية بالمبادرة المصرية، فيضيف أن تلك الدعوات لاقت صدى وسط الناس، غير أن ذلك لا يعني تقبلهم للنزول.

على الجانب الآخر من تأييد الخروج، أنشأ مصطفى أحمد-طالب ثانوية عامة- صفحة تدعو لرفض الاحتجاج "كنت عايز أقول إن الرئيس السيسي معه شعب يدعمه وعشان نحمي مصر من الخراب"، فيما وصل عدد المهتمين بدعوته لأكثر من 40 ألف شخص، بعدما روّج الشاب لها عبر صفحات مؤيدة للرئيس الحالي.

2

رغم تأييد البعض لفكرة أحمد القاطن بسوهاج، يأتيه يوميا أكثر من 20 رسالة اعتراضا على دعوته. بينما يرى الطالب أنه رغم وجود مشاكل، فعلى الناس التحلي بالصبر حتى انتهاء الرئيس من المشروعات التي يعمل عليها، مؤكدا أن المشكلة لدى الحكومة وليس السيسي.

"الفيس بوك آخر وسيلة يمكن نقيس بها انتشار الدعوة، فلدينا شباب الحركة المنتشرين، ودائما نقوم بعمل استبيانات متتالية علي عينات عشوائية في محافظات وناخد النتائج من علي الأرض".. يقول العمدة لمصراوي إنه استطاع الوصول لـ9% من الشعب، مضيفًا أن هتافات اليوم سيكون محورها "عيش حرية عدالة اجتماعية".

بالنسبة لمينا ثابت-ناشط حقوقي- فالتظاهرات ليست وسيلة صالحة، خاصة مع ضعف المعارضة المدنية "فيه حالة من الجنون بتعيشها السلطة. مينفعش يبقى الخيار الوحيد هو نزول الناس للشارع عشان يتقبض عليهم ولا يموتوا" لذا اختار عدم الانضمام لتلك الدعوات بأي حال.

يقبع الحسيني-صاحب دعوة الجمعة 11 نوفمبر- خارج مصر، ما يجعله هدفا لانتقادات، ويبرر ذلك أن لديه من الحرية ما يمكنّه من الحشد مقابل الحذر في مصر، كما تأتيه تقارير من الداخل عن اهتمام الناس بالمظاهرات "الغلابة رقم صعب في المعادلة، بيكلمني ناس من الصعيد والجيزة عن إنهم هينزلوا".

وفي ذلك السياق قال مصدر بالأمن الوطني-في تصريحات نشرها مصراوي- إن إدارة التوثيق والمعلومات تقوم بعمل رصد ومتابعة لكل الصفحات الداعية للنزول والمحرضة على العنف يوم 11 نوفمبر، لضبط القائمين عليها.

الحشد الذي يتحدث عنه صاحب الدعوة، واجهه عدد من الإعلاميين بالهجوم، فيما يعتقد ثابت أن الاهتمام المبالغ فيه بتلك الدعوات من قبل الرأي العام، ربما يُسوغ للسلطة القبض على عدد أكبر من النشطاء قبيل 11 نوفمبر.

لا يقدّم الحسيني أي رؤية خاصة بنتيجة التظاهرات "الأمر متروك للشعب، المهم إنه لازم يبقى فيه حراك في الشارع"، وهو ما يتناقض مع حديث العمدة عن "إسقاط النظام" وبقاء المحتجين في الشارع حتى تحقيق هدفهم.

في المقابل يتعجب عبد المطلب من هدف تغيير النظام "اللي يقولك مشّوا الرئيس.. هقوله ايه البديل اللي عندك حاليا؟"، موضحًا أن تحسين الأحوال المعيشية سيكون هدفه إذا نزل الشارع مع المتظاهرين.

 كذلك يعتبر أستاذ العلوم السياسية أن "إسقاط النظام" هدف خيالي، فالحراك يجب أن تصحبه أهداف قابلة للأخذ والرد والتفاوض، ويُمكن تصعيدها فيما بعد، وهذا لا يتوفر في 11 نوفمبر.

ويعتقد الباحث بالمبادرة المصرية للحقوق الشخصية، أن هناك فروق ضخمة بين ثورة 25 يناير وتلك الدعوة "25 يناير جت بعد ثورة تونس، وفيه حالة انتصار، أما الدعوة دي موجودة والثورات مهزومة والأجواء يائسة"، بينما يرى أنه إذا نجحت الدعوات، فلن يشارك عموم الناس في اليوم الأول للتظاهرات، بل سينضموا بعد ذلك.

بين طوابير زيارات السجون سمعت زهراء فتحي (اسم مستعار)، المنتمية لجماعة الإخوان المسلمين، عن الدعوات لـ11 نوفمبر، قابلتها الفتاة بالسخرية في بادئ الأمر، لأنها تُخاطب البسطاء المؤيدين للاستقرار، فهي تؤمن أنه في حالة عدم مشاركة الشعب بأكمله فلن يحدث تغيير، مؤكدة أنها لن تُشارك بأي تظاهرات، ومتمنية عدم مشاركة التنظيم فيه بشكل رسمي.

عاشت زهراء الخوف من الحملات الأمنية السابقة لأي دعوات للتظاهر، فتقول إن تلك الحملات لم تتوقف منذ ثلاثة سنوات على أعضاء الجماعة، كما تم احتجاز مئات منهم خلال الأسابيع القليلة الماضية، على حد تعبيرها.

وكان اللواء مجدي عبد الغفار، وزير الداخلية، قد صرح خلال حضوره مراسم تخرج دفعة جديدة من طلبة كلية الشرطة في أكتوبر الجاري، أن الشرطة لن تسمح لأي دعاوي مشبوهة للنيل من الوطن، فيما أعلنت وزارة الداخلية خلال الأيام الماضية عن القبض على العشرات بتهمة تأسيس حركة تدعو للتظاهر في 11 نوفمبر.

لا ينتظر وجيه الكثير من ذلك اليوم، حيث يضع في اعتباره احتمالية ألا تسفر الدعوات عن انفراجة سياسية، بل ربما تحدث انتكاسة مثلما حدث في 25 يناير 2014، وقتما تم القبض -حسب ويكي ثورة- على ما يزيد عن ألف شخص، إلا أن تلك الانتكاسة لن تكون طويلة، كما يؤكد الباحث.

يوقن عبد المطلب أن اليوم سيمر في سلام حتى لو تظاهر الناس. ورغم أنه ما يزال في حيرة من المشاركة، لكنه يقول إن انفجار الشارع آت لا محالة "لسة ساعة الصفر بجد مجتش.. بس لما تيجي هتشيل الظلم".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان