المونتير العالمي حسين عفيفي.. "ساحر" الغرفة المُظلمة (حوار - 2)
-
عرض 28 صورة
-
عرض 28 صورة
-
عرض 28 صورة
-
عرض 28 صورة
-
عرض 28 صورة
-
عرض 28 صورة
-
عرض 28 صورة
-
عرض 28 صورة
-
عرض 28 صورة
-
عرض 28 صورة
-
عرض 28 صورة
-
عرض 28 صورة
-
عرض 28 صورة
-
عرض 28 صورة
-
عرض 28 صورة
-
عرض 28 صورة
-
عرض 28 صورة
-
عرض 28 صورة
-
عرض 28 صورة
-
عرض 28 صورة
-
عرض 28 صورة
-
عرض 28 صورة
-
عرض 28 صورة
-
عرض 28 صورة
-
عرض 28 صورة
-
عرض 28 صورة
-
عرض 28 صورة
-
عرض 28 صورة
كتب- علياء رفعت ومحمد مهدي:
تصوير- محمود أبو ديبة:
تاريخٌ فني حافل، يذخر بنحو مئتين وخمسين فيلمًا كان هو دومًا بطل غُرفهم المُظلمة، تلك التي أخرجت للسينما المصرية أشهر الأفلام بعد عملية دقيقة تُدعى"المونتاج"، سنوات عُمره التي قضاها مُتنقِلًا بين غُرف المونتاج في استوديوهات التصوير المختلفة حمّلته بالكثير من الذكريات التي لن ينساها أبدًا، عاصر العديد من المخرجين، ولازم بعضهم بعد أن وثقوا به فصاروا يطلبونه بالإسم لعمل مونتاج أفلامهم، لقبهُ العديد منهم بـ"الدكتور" نظرًا لدقته في العمل وصرامته التي كان لها بالغ الأثر في صُنع مواقف لازالت ذاكرته تحفظها رغم مرور الزمن.
"صلاح أبوسيف ده مايسترو، بدأ حياته مونتير في استوديو مصر، وبعدها اتجه للإخراج" قالها عفيفي بعينين لامعتين وهو يتحدث عن واحدًا من أحب المخرجين إلى قلبه بعيًدا عن كَونه من أعظمهم بالنسبة للسينما المصرية، جمعتهم العديد من الأفلام سويًا فكان أبرزها؛ "فجر الإسلام"، "البداية"، "السيد كاف"، "شيىء من العذاب".. وغيرهم كثيرين.
كواليس تلك الأفلام لا تزال حاضِرة بقوة بذاكرة عفيفي، عزيزة على قلبه، "أستاذ صلاح مكنش يطلبني إلا فى الأفلام الصعبة؛ (البداية) و(شيىء من العذاب) كانوا من أصعب الأفلام اللي عملتها فى حياتي" هكذا بدء يسرد ما لم يعرفه الجمهور عن صناعة أفلام أحبها وارتبط بها.
البداية:
كان "البداية" أول الأفلام عفيفي بعد عودته من الإقامة بالخارج والانتهاء من فيلم "الرسالة"، تعاقد معه المخرج صلاح أبو سيف ثم بعث له بالمادة المصوّرة لكي يبدأ فى عمل المونتاج، وقتها ذُهِل عفيفي مما رأى، فقد قام المخرج صلاح أبو سيف بتصوير كل مشهد من مشاهد الفيلم من ثلاث أو أربع زوايا مختلفة مُدعِمًا كل زاوية منهم بلقطات مُكبرة وكان الناتج هو وجود مئات اللقطات التي تصلح جميعها ليحتار المونتير بينها.
ذلك التكنيك الذي استخدمه أبو سيف للمرة الأولى في السينما المصرية دفع عفيفي لمهاتفته مُستفسِرًا "لو أنا معملتش مونتاج الفيلم ده، مين اللي كان ممكن يعمله؟، فقالي يمكن كان سعيد الشيخ، وده لأن مكنش فى مونتير فى مصر يقدر يعمله، ولولا إنى اشتغلت فيلم الرسالة قبله بنفس النمط مكنتش عرفت أعمله أنا كمان".
ورغم صعوبة العمل في ذلك الفيلم إلا أن عفيفي يؤكد على إعتزازه الشديد به "بذلت فيه مجهود 3 أفلام لذلك بعتز بيه جدًا بعيدًا عن الخلافات المادية اللي حصلت"، تلك الخلافات التي فسرها بطلبه زيادة أجره للمرة الأولى من المخرج صلاح أبوسيف نظرًا للمجهود الذي بذله ولكن الأخير لم يستجب، فقاطع عفيفي العرض الخاص للفيلم، الأمر الذي لازال يؤلمه حتى الآن، فهو لم يشهد ولادة واحدًا من أعز أبناءه.
بعيون "الشريعي":
جلسات العمل في فيلم "البداية" امتدت لتجمع في إحداها الموسيقار عمار الشريعي والمونتير حسين عفيفي، حيث كان من المُقرر أن يقوم عمار بعمل الموسيقى التصويرية للفيلم وكان ذلك هو التعاون الأول بينه وبين عفيفي الذي انتابه وقتها الحرج والتوتر من النتيجة.
كيف سيُشاهد عمار الفيلم ليعرف بالضبط المساحات التي تحتاج إلى الموسيقى، وكيف يمكن أن يقول له انظر يا أستاذ نحتاج إلى تكثيف موسيقي بهذا المشهد مثلًا، أو تصاعدها هُنا ليناسب التصاعد الدرامي للأحداث، أو نحتاج في هذا المشهد مثلًا لموسيقى هادئة تشغل مساحة الصمت ولا تطغى على الحدث.
كل تلك التساؤلات وضعت عفيفي فى حيرة من أمره خاصةً وأنه التعاون الأول بينه وبين عمار، لكنه قرر وقتها أن يكتب ملاحاظاته على كل مشهد بمنتهى الدقة بالوصف، المساحة والأطوال، وسَلمها إلى الشريعي بحيث يشعر وكأنه يشاهد الفيلم لتفاجئه النتيجة المُذهلة التي خرج بها الأخير "عمار حط موسيقى للفيلم كأنه شايفه بجد، موسيقى بالمسطرة، مكنش ممكن تطلع أفضل مما طلعها أبدًا".
"شيىء من العذاب"
لم يختلف فيلم "شيىء من العذاب" في صعوبة مونتاجه عن فيلم البداية كثيرًا، فبحسب عفيفي كان أبو سيف من المخرجين الذين يبدعون في أفلامهم سبيلًا مُبتكرًا ليروي به المشهد "في الفيلم ده صلاح صوّر الحوار بين سعاد حسني، القاضي، والمحامي في المحاكمة صوت بس وبعت لي صوت المحاكمة واللقطات الثابتة، كان مصوّر من كل الزوايا تقريبًا بكلوزات كتير، وكل اللقطات على كثرتها كانت تنفع، ووقعت أنا في حيرة إختيار اللقطة الأنسب لنبرة الصوت بحيث يوصل المعنى بدقة، لكن المشهد بعد ما خِلص طلع عظيم".
(الثلاثية) برفقة "على عبد الخالق":
على غِرار ثلاثية "محفوظ" العظيمة، قدم عفيفي برفقة على عبد الخالق ومحمود أبو زيد ثُلاثية عصرية. "العار، الكيف، جرى الوحوش"؛ ثلاثة أفلام اعتبرهم النقاد نقلة نوعية في تاريخ السينما، فالثمانينات التي جادت بهم وثقت العلاقة بين عفيفي وعبد الخالق ليقدموا سويًا ما يقرب من إثنا عشر فيلمًا.
تعاونهما الأول جاء صُدفة كما يؤكد عفيفي "أول مرة أشتغل مع علي كان في فيلم تسجيلي عن السلام (رجال وسلاح)، الفيلم ده أخد الجايزة الثانية في مهرجان باريس للأفلام العسكرية، بعدها اشتغلنا سوا فيلم (العار). علي من أكتر المخرجين الموهوبين والمريحين اللي اشتغلت معاهم".
وعن كواليس الفيلم ذاته - (العار) - يروي المخرج علي عبد الخالق "كنت سعيد بالعمل مع حسين بعد تجربتنا في الفيلم التسجيلي، وسعيد أكتر بالمجهود اللي بذله في الفيلم عشان يطلع بالصورة دي، لأنه استخدم المؤثرات الصوتية الحيه؛ الملاحات، أصوات الصفائح، والخطوات الطبيعية، كل دي مؤثرات صوتية حقيقية. حسين مغيرهاش بموسيقى زي بقية المونتيرين".
أما ثاني أفلام هذة الثلاثية وأبرزهم "فيلم الكيف" فالكوميديا المخلوطة بالواقعية في أحداثه امتدت أيضًا لتشمل كواليسه "لما طلب مني على عبد الخالق أشتغل الفيلم ده معاه، وبعتلي المادة المُصوّرة يسألنى عن رأىِ فيها قولتله أنا بقالي 15 سنة مجاليش شغل بالشكل ده، كنت واثق إن الفيلم هيكسر الدنيا".
وبرغم أن مخرج الفيلم -علي عبد الخالق- لم يكن واثقًا من النجاح الذي ستلاقيه تحفته الفنيّة آنذاك رادًا على عفيفي "متبالغش يا أستاذ"، إلا أن نبوءة الأخير صدقت وتحققت كما يتذكر ضاحكًا "كنا بنشوف الفيلم مع الجمهور في سينما (ديانا)، وفوجئنا بالناس بيكسروا (اللوج) وكراسيه من سعادتهم باللي شايفينه، وصوت الضحك بيرن فى السينما كلها".
حكايته مع المخرج"حسن إبراهيم":
الجِيّرة والصداقة جمعتهم بعيدًا عن العمل، إلا أن علاقتهم ببعضهم البعض شابها التوتر في بداية التعاون بينهما، ولكن ذلك لم يمنع المخرج حسن إبراهيم على قِلة أعماله الفنية من التعاون مع عفيفي فى العديد منها مثل؛ القط أصله أسد، حكاية فى كلمتين، الأزواج يريدون حلًا، سواق الهانم، والذي نال عنه عفيفي جائزة وقتها.
تلك البداية المتوترة يذكر عفيفي طرافتها وكأنها حدثت بالأمس "فيلم القط أصله أسد هو السبب"، قالها ضاحكًا وهو يقص ما حدث، فقد كان ذلك الفيلم هو التعاون الأول بينهما وكان من المقرر أن يقوم بمونتاجه مونتير آخر، لكن المنتج رمسيس نجيب توفى أثناء تصويره، وأصبح أبناءه هم المسؤولين عن شركة الانتاج، وقتها رشح لهم محسن علم الدين "حسين عفيفي" لكى يقوم بالمونتاج، فأغضب ذلك المخرج الذي تمسك بدوره بالمونتير الأول، ليأتيهم رد عفيفي واضحًا "حِلو مشاكلكوا وأنا تحت أمركوا، المهم مشتغلش مع مخرج مش عاوزني".
وحين ذهب ابن رمسيس نجيب للتعاقد مع عفيفي على الفيلم قال له إنه لا يملك من الامكانيات المادية الكثير، لذلك إن كان سيعمل معهم فى الفيلم فهو لن يتقاضى أجر ضخم، فطلب منه الأخير أن يضع مبلغ 10 جنيهات فى ظرف ويسلمه له كأجر، وهو ما قد كان بالفعل.
ظل المخرج حسن إبراهيم على موقفه الحَذِر من عفيفي حتى نهاية الفيلم، وكانت المفاجأة بعد الانتهاء من المونتاج حيث انبهر المخرج بما رأي فقرر بعدها التعاون مع عفيفي فى فيلمه التالي، لتبدء رحلة صداقتهما.
في بداية الألفية الثانية قرر عفيفي أن يتوقف عن عمله كمونتير "الدنيا اتغيرت عن زمان، جو السينما مبقاش قد كده، وأنا صحتي معادتش تسمحلي"، لكنه لم يفكر أبدًا في الاتجاه للإخراج شأن كل من عمل بالمونتاج واتجه للإخراج بعدها مُعللًا ذلك "أيام ما كان الأستاذ صلاح ماسك هيئة السينما كانوا ابتدوا يعملوا أفلام (ب) وهى أفلام قليلة الميزانية يخرجها مخرجين جداد ، فطلب مني أخرج فيلم، رفضت، سألنى عن سبب الرفض، قولتله عشان أخرج فيلم لازم أكون أحسن من صلاح أبو سيف ويوسف شاهين، وأنا لا يمكن أكون أحسن منهم، أنا إمبراطور في مهنتي ليه أروح أمير في مملكة تانية مش بتاعتى".
ولأنه أفنى العُمر في مهنة يُحبها فكان من الطبيعي أن يشتاقها حتى بعد التوقف عن ممارستها "بقيت أتسلي بإني أعمل مونتاج للجرايد، بجيب الجريدة وأقص منها الأخبار والصور، وأعيد ترتيبهم ولزقهم على ورق فلوسكاب، بعملها مونتاج من الأول وجديد"، يقضي ساعاتٍ طوال قد لا يشعر بمرورها وهو منهمك تمامًا فيما يفعل "بلاقي فيه مُتعتي، وبيفكرني بأيام زمان الحلوة".
المونتير العالمي حسين عفيفي.. ''ساحر'' الغرفة المُظلمة (حوار)1
فيديو قد يعجبك: