موقع نيون.. "العلوم مش بعبع"
كتبت-رنا الجميعي:
"مين طفى النور؟".. شعار ينطلق منه موقع نيون العلمي، منذ أكثر من عام اختمرت الفكرة في ذهن المهندس المعماري "محمد عبد المجيد"، "ليه مننقلش العلوم للناس بشكل سهل" هكذا اقترح على "آية أشرف"، خريجة اعلام القاهرة، وتحول الفكرة إلى موقع علمي، عُمره تسعة أشهر، يُقدّم للجمهور محتوى عربي للعلوم.
رغم أن أشرف لم تكن مُحبة للعلوم، لكنها وافقت، حينها كانت خريجة الإعلام تعرّضت لعدد من الخبرات الصحفية، ولم تتحمس لها "اشتغلت في أماكن إخبارية، بس محبتش فكرة إني أغطي الأخبار"، جاءتها الفرصة لتجربة مختلفة "شدني حماس المهندس مجيد تجاه شخصي وإنه بيحملني المسئولية"، تقول أشرف، بالإضافة إلى تقديم محتوى ذو قيمة "هيفرق مع الناس"، لذا كتبت أول مقال لها على الموقع بعنوان "كيف تخليت عن هواجسي وأحببت العلوم".
ومنذ عام قامت أشرف باختيار الفريق المُعاون لها، وتكون فريق تحرير الموقع من ثلاثة شباب؛ أحمد حسين، خريج الهندسة، ومها طه، خريجة علوم حلوان، ويارا كمال، خريجة اعلام القاهرة، وشغلت أشرف منصب مدير التحرير، وكانت المهندسة المعمارية "شيماء عفيفي"، المدير الإداري للموقع.
بدأ الفريق في عمل استطلاع رأي على الانترنت، بعنوان "يلا نجوجل بالعربي"، يسألون فيه الناس عما يودوا قرائته في مجالات العلوم، وكيف يحبونه، "كنا عاوزين نفهم اللي في دماغ الناس، وهيحبوا يقروه بأي لغة"، تجاوب معهم أكثر من 400 شخص، أغلبهم من الشباب، لكن كانت هناك فئات أخرى من كبار السن وتحت الـ18.
بناءً على نتيجة الاستطلاع بدأ العمل، تنوع محتوى الموقع بين ستة أقسام، "النشرة" هي تغطية شبه يومية لآخر المستجدات العلمية مستقاة من المصادر الأساسية "زي وكالة ناسا"، أما "نورها" فهو مدخل لفهم محتوى الموقع، حيث يُقدم التعريفات الأساسية، بالإضافة إلى "ليه وازاي" الذي يهتم بتفسير الظواهر العلمية المرتبطة بحياة الناس.
كذلك يوجد قسم عن الكائنات الحية باسم "حي يُرزق"، ويهتم الموقع بقسم عن الملفات التي ينشر فيها بصفة نصف شهرية مقالات عن موضوع واحد "زي ملف عملناه في اليوم العالمي للمرأة عن الختان وغشاء البكارة"، المعلومات الخاطئة لها أيضًا قسم يُسمى "الهجص البلدي"، لتفنيد الخطأ وتوضيح صحيحه مثل "5 خرافات عن ألزهايمر يبعده عن السامعين".
يعتمد موقع نيون في الأساس على اللغة العامية في تقديمه المحتوى العلمي، عدا الأخبار، تقول أشرف إنها الطريقة المُقربة للناس، "المحتوى العلمي تقيل، عشان كدا بنحاول نقدمه بصياغة سهلة، كأني قاعدة بدردش مع القارئ"، كما يتم استخدام "ايفيهات" مستوحاة من الأفلام، والصور المتحركة "gif".
يبعد موقع نيون عن المحتوى المُخصص، "احنا الوسيط اللي من خلاله الناس تقرا بعد كدا موضوعات تقيلة"، لذا فإن أساس العمل بالموقع على ما يشغل تفكير الناس في الشئون الحياتية "زي ليه لما ننزل من الأتوبيس لازم نجري عشان منقعش دا بسبب قانون في الفيزيا"، أو "ازاي تختار البطيخة الصح"، مُعتمدين في ذلك على المصادر الأجنبية، والتأكد من المعلومة في أكثر من جهة، كذلك الكتابة عن "التريند" على الفيسبوك، فمع الحديث عما سُمي "واقعة الكوندم"، وانشغال الرأي العام درجة انتشار تصريحات لفنانين بشأنها، وجد الفريق أنها فرصة للتعريف بالواقي الذكري.
وصل عدد المتابعين على صفحة نيون حتى الآن إلى أكثر من تسعة آلاف شخص، لا يوجد معيار لانتشار موضوع دون آخر، كما تشير شيماء عفيفي، المدير الإداري، "أوقات الناس بيعجبهم حاجات مبنكونش متوقعينها، زي ألبوم صور مركبات الملح تحت الميكروسكوب"، حيث وصل متابعين الموضوع في أقل من أسبوع إلى 5000.
كما يعمل الفريق في الفترة المقبلة على تطوير المحتوى "هنحاول نركز على الانفوجراف"، بالإضافة إلى الانتشار أكثر في وسائل الاتصال مثل موقع الانستجرام، للوصول إلى شريحة أكبر من المتابعين، غير أن الانتشار من خلال التواصل بالمؤسسات الحكومية مثل أكاديمية البحث العلمي ومركز البحوث، لكنها باءت بالفشل كما تؤكد عفيفي، ولم يجد نفعًا الإرسال للصفحات العلمية المشابهة "مش عاوزين غير إن الناس تقرا العلوم أكتر، ويتم ذكر المصدر بس".
فيديو قد يعجبك: