بالصور.. فنان فرنسي يلف العالم بفنون الشارع (حوار)
حوار- رنا الجميعي:
أحرار بالمدينة هُم، نزع أحدهم الأُطر الضيقة عنهم، وانتقلوا من المتاحف للشوارع، تحرروا من قيودهم التي عمرّوا بها سنين طويلة، جاءتهم تلك الفرصة على يد الفرنسي، صانع الأفلام "جوليان دو كازابيانكا"، هكذا رأى الفنان اللوحات الكلاسيكية بالمتاحف التي زارها، قرر التقاط صور لهم، طباعتها ثُم إلصاقها بالأحياء والضواحي الفقيرة، وأسمى ذلك المشروع “outings project ”، لينتشر بعد ذاك في دول عديدة، ويُشارك فيه حوالي 200 شخص عادي حول العالم.
أثناء تجوّل جوليان بأحد الميادين وجد رسمة موضوعة بإطار على الحائط، وجد أن تلك الرسمة ليست حرة، هي بحاجة لأن تحرر من المتاحف والإطار لتصبح شخص حر، من هُنا بدأ جوليان فكرته، قرر أن ينقل الفن الكلاسيكي للشوارع لا الميادين، اكتشف أنها طريقة جديدة لسد الفجوة بين هذا الفن وفن الشارع، يقول جوليان، في حوارنا معه عبر الإنترنت، "كنت متأكد أن الناس ستفهم أنه فن كلاسيكي من النظرة الأولى".
بدأ جوليان مشروعه في أغسطس 2014، الرسمة الأولى كان محلها باريس، عاصمة فرنسا، يساعد الفنان الفرنسي في مشروعه شخصين، يعملان معه، يعتبر جوليان الفن بالنسبة له هو ذلك النشاط الإنساني المصنوع للتعبير عما يُهمنا من عاطفة ومشاعر، يتجوّل صانع الأفلام بين المتاحف "حينما أقع في حب شخصية مرسومة، أريد أن آخذها معي خارجًا"، فيقرر تصويرها، ثم طبعها، هكذا ببساطة تتنفس الرسمة بعيدًا عن أجواء المتاحف، ليراها الناس بالشوارع.
باريس، نيويورك، سان فرانسيسكو، وارسو، بروكسل، هامبورج، لندن، إسلام آباد والقدس ورام الله.. تلك بعض المدن التي انتقلت إليها اللوحات للشارع، مع انتشار الفكرة بين أنحاء العالم، أصبح هُناك 200 شخص مشارك، فمعيار المشاركة لدى جوليان ليس لأنه فنان "لا أحد يحتاج لأن يكون فنان ليشارك"، لذا كانت ظروف وصول الفكرة بإسلام آباد، عاصمة باكستان، هي تحمس شخص عادي لها، هكذا ببساطة.
على جدار الفصل العُنصري، برام الله، شخصان يرتديان الأبيض ويتصارعان، مع بداية هذا العام احتفل جوليان به على طريقته، ذهب إلى فلسطين، القدس ورام الله، يقول "أردت أن أصنع لوحة عن الأمل واليأس"، يعرض الجمال في مكانه الطبيعي بفلسطين، فيما كان المارة يحيونه برفع الإبهام أو ببوق السيارة، والتقط البعض صور لهم مع الرسمة.
زار جوليان متحف اسرائيل بالقدس، كذلك متحف الفن الإسلامي هناك، أعجب بمجموعات الفن الإسلامي والفلسطيني الموجودة بهما.
أحبّ جوليان رام الله، بالنسبة له كانت مدينة مليئة بالحركة والكرم، يقول أنه كان من النادر أن يمشي رجل أبيض بطرقاتها، غير أن البعض تعامل معه بكرم، حيث كان عليه أن يخوض تفاوض لدفع ثمن البرتقالات التي يشتريها من السوق، حيث كانوا يعرضونها عليه مجانًا.
لم يتعرض جوليان لمواقف عنيفة أثناء عمله بأي دولة، يتذكر موقف ضاحك فيما كان يلصق إحدى الرسومات بلوس أنجلوس، بأمريكا، أرادت شرطة المدينة ،أثناء رسمه، مسحها، لكن الجيران بالمنطقة رفضوا ذلك، وبالآخر وافقت الشرطة، بعدها التقطت الشرطية صورة سيلفي مع الرسمة، ووضعتها بحسابها على موقع "الانستجرام".
لا ينتقي جوليان الشوارع التي يطبع فيها، لكنه يبتعد تمامًا عن الميادين والشوارع الجميلة، يُمكن أن تجد إحدى الرسومات بجانب مقلب قمامة، وأخرى بين بائعين في أحد الأسواق، يُناقش جوليان فكرته أن المناطق الغنية لديها ما يكفيها من الجمال، وكذلك المتاحف.
يذهب جوليان إلى المتاحف، يتجول بين لوحاتها، وينتقي ما يُعجبه، لا يعترض أحد على ما يقوم به، وفي بعض الأحيان تتعاون معه المتاحف نفسها، بعرض مجموعاتها بالشوارع.
لم يذهب جوليان بعد للدول العربية أو الإسلامية، سوى فلسطين، يقول أنه يرغب بشدة السفر إلى اليمن، لحبه للفن المعماري بها، ومن بعدها يود الانطلاق إلى مصر، لبنان وإيران، يقول جوليان أن أجداده ولدوا بالجزائر، وأبيه بالمغرب، وهم أيضًا ضمن ما يريد رؤيته.
للمزيد يرجى زيارة هذا الرابط: اضعظ هنا
فيديو قد يعجبك: