بالصور - يسألونك عن المساجين.. قل "الدولة تحارب الإرهاب"
كتب - إشراق أحمد:
"الحرية حق مكفول في الدستور"، "دولة القانون"، "الدولة تحارب الإرهاب".. عبارات زاد رنين كلماتها طيلة عامين ماضيين، سريعًا تأتي الأولى والثانية ردًا على إشارة بوجود تجاوز، فيما تأتي الثالثة تبريرًا كلما اشتد الجدال عن هذا التجاوز، بينما تلاشت جملة أخرى في خضم الأحداث، التي تشير المؤشرات الرسمية والحقوقية أن عدد المحتجزين بسببها تضاعف بشدة عما قبل، فجميعهم بعيدين عن القاعدة القانونية القائلة أن "المتهم بريء حتى تثبت إدانته"، فالقبض على أحدهم يعني الإدانة في نظر القائمين على تنفيذ القانون، وخلف "الزنازين" وجوه تم التسليم بارتكابها جرم، منها المحبوس احتياطيًا على ذمة قضايا، ومَن صدر الحكم ضده بتهمة "التظاهر"، لكنهم في النهاية يظلوا قابعين حتى تأتيهم البراءة من حيث لا يعلمون كما جاءهم السجن.
بابتسامة عريضة، ويد تلوح قدر استطاعتها إلى الأهل، فيما تمسك اليد الأخرى بعكاز، كان نهاية مشهد نزول إسراء الطويل من عربة الترحيلات، بعد صعوبة بالغة بدت في اتكائها على عصاها، والشرطي المساعد بيده لها في الخروج من السيارة المرتفعة.
في 26 أغسطس 2015، للمرة السادسة منذ القبض عليها، واختفائها في 1 يونيو لمدة 15 يوم، يتم التجديد لحبس "الطويل" بتهمة نشر أخبار كاذبة والانتماء لجماعة أسست خلافا لأحكام القانون.
بعد 15 يوم من اختفاء الفتاة ذات الـ23 عاما، منذ خرجت "للفسحة" مع اثنين من أصدقائها، ونفي الداخلية لتواجدها في أي من أقسام الشرطة، أو احتجازها، ظهرت "الطويل" في سجن القناطر، ودعوة أهلها إلى جلسة جراء هذه التهمة، التي قدم الدفاع بها تقارير طبية تفيد بأن "إسراء" مصابة بشلل في أطرافها وأنها تحسنت بسبب العلاج لمدة 6 شهور، لكن نيابة أمن الدولة بالتجمع الخامس جددت الحبس 15 يوم للمرة السادسة منذ القبض عليها في أول يونيو المنصرف، لتظل الشابة التي يصفها أصدقاؤها بـ"الطفلة الكارتونية" لشدة حبها لأفلام الرسوم المتحركة نحو 86 يوم بالسجن.
لا يستوعب الأهل والأصدقاء ما حدث لـ"الطويل"، ولا استمرار حبسها "احتياطيًا" في القضية رقم 485 لسنة 2015 حصر أمن الدولة، فالطالبة الجامعية لا تقوى على الحركة منذ نحو عام ونصف، بعد إصابتها بطلق ناري أصابها بالشلل، وذلك في الوقت الذي كتب طبيب السجن أن "إسراء" لديها عاهة مستديمة، بينما هي متهمة بنشر أخبار كاذبة، وتأجيج الرأي العام
"عمو" هي الكلمة التي تتعامل بها "الطويل" مع الضباط، بينما يتعامل المسؤولين في السجن معها على أنها "إخوان" كما تقول عائلتها، فما يدخل إليها من احتياجات يُسمح بعد عناء في حصولها عليها، يكتب عليه تلك الكلمة، حتى حينما رُفض نقلها إلى عنبر مسجوني "الاتحادية"، تم إبلاغها "أنها إخوان وهم 6 إبريل"، فيما تؤكد شقيقتها دعاء الطويل، وعائلتها لأكثر من مرة أنها لا تنتمي.. لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، حتى أن جميع الأطراف المعارضة والمؤيدة قد نددت باحتجاز عاشقة التصوير، المحتفظة جدران حجرتها بأفضل وأحب ما التقطته بكاميراتها الصغيرة.
وعلى الرغم من إخلاء سبيل البعض مراعاة لحالتهم المرضية، تمكث "إسراء" وغيرها ممن يسجنون بتهم التخريب والإضرار بالسلم العام أمثال أحمد ربيع، المتهم باقتحام مديرية أمن الفيوم، والاعتداء على ممتلكات عامة منذ 28 ديسمبر 2013 بينما هو قعيد بالأساس.
فيديو قد يعجبك:
اعلان
باقى المحتوى
باقى المحتوى
إعلان