جودي.. من إسكندرية للقاهرة والنتيجة: بطلة الجمهورية في الجمباز

كتبت – دعاء الفولي:
منذ ما يقارب الأربع سنوات قررت إيمان سلام إلحاق ابنتها الوحيدة جودي برياضة الجمباز، كان عمرها حينذاك بالكاد يجاوز العامين والنصف، لم تستجب في البداية كأي طفلة يُطلب منها القيام بتمارين مُرهقة، مع الوقت صارت أكثر حرصا على الذهاب، أحبت الحركات والتدريب، حتى حصلت جودي أول أمس على الميدالية الذهبية في بطولة الجمهورية للجمباز، تحت سن 7 سنوات.

"الجمباز كان مهم لصحة جودي البدنية، بتعمل مرونة للجسم وبتؤهلها لأي رياضة بعد كدة"، بتلك القناعة قررت الأم إدخال ابنتها النادي، لكن البكاء كان رد فعل الفتاة مع كل تمرين "كنت مش بحب الجمباز خالص بس بعد كدة حبيته" قالت الصغيرة، التي لم تتم عامها السابع بعد.

بشكل رسمي كانت الصغيرة تذهب للتدريب 3 مرات في الأسبوع بنادي الجيش في الإسكندرية، قبل أن تلتحق بنادي كلية التربية الرياضية، إلا أن الوالدة التي تعمل مدرسة بكلية العلوم جامعة الإسكندرية، لم تكتفِ بذلك "بتاخد تدريب خصوصي برة عشان المستوى"، إذ تصل مدة التدريب اليومي أحيانا إلى خمس ساعات.

لم يبرح القلق عقل "سلام" خوفا من وقوع إصابات لجودي خاصة وأن تدريبات الجمباز عنيفة "بس هو لو الواحد خاف مش هيعمل حاجة"، لم تتوانِ عن إلحاقها كذلك برياضة السباحة، وكرة اليد "ولما تكبر شوية هدخلها الفروسية". الرياضة جزء من حياة الصغيرة المزدحمة بأنشطة أخرى، كتوزيع الملابس والإطعام، أو التطوع بالمساعدة في جمعية "إنقاذ حياة" الخيرية التي تديرها الأم.

بالنسبة لـ"جودي" البطولة التي اُقيمت أول أمس في نادي المقاولين العرب كانت مجرد لعبة، اشتركت فيها مع صديقاتها من الإسكندرية ومدربيها، لم تأبه عقب حصولها على الميدالية الذهبية سوى بالحلوى والحصول على لعبة، وأكثر ما أبهجها هو "إن الناس قعدوا يصوروني".

الحد الأدنى للحصول على الميدالية الذهبية في بطولة الجمهورية هو 46.6 فيما حصلت الطفلة على 49.6 "كان المدربين بتوعها بيقولولي إن جودي هتجيب دهبية"، غير أن هذا كان مستبعدا للأم، التي تؤكد أنها "انقطعت عن الجمباز خمس شهور بسبب مشاكل في النادي ورجعت شهر يناير اللي فات"، لكنها أرادت للابنة أن تحظى بالفرصة كاملة.  

تلك البطولة لم تكن الأولى لجودي، حصلت منذ شهرين على ميدالية البرونزية بنفس اللعبة على مستوى محافظة الإسكندرية "انا هكمل في الجمباز" تقول الطفلة التي زاد حبها للرياضة بعد الميدالية الذهبية وتشجيع المدرب والأم لها "كلهم قالولي إنتي شطورة ورئيس النادي كمان"، بينما تطمح الأم أن تلحقها بالمنتخب المصري للجمباز حين يصبح عمرها عشر سنوات.