وداعا للبنزين.. المهندس "محمود" يبتكر سيارة "بتمشي بالميه"
-
عرض 2 صورة
-
عرض 2 صورة
كتبت-إشراق أحمد:
الحاجة أم الاختراع.. منطق يعرفه الكثير، يطبقه المصري في أبسط الأشياء، وأقصاها تعقيدا، أمام أي مشكلة يوجد حل، يتكيف مع المعيشة، لكن بأسلوبه، الذي يصل عند البعض إلى الابتكار، وهو ما فعله "محمود عبد الفتاح"، حين وجد نفسه في طابور طويل لأصحاب سيارات، يأنون من أزمة البنزين، التي اشتدت عقب ثورة 25 يناير. الانتظار مصاحبا له ارتفاع الأسعار فضلا عن تكاليف الصيانة وغيرها من مصاريف الانفاق على السيارة، فقرر أن يُسخر مهندس الميكانيكا تخصصه لإنتاج سيارة تسير بالمياه بدلا
من البنزين.
فيما يشبه "التوك توك"، أو عربة التنقل في المتنزهات والمولات التجارية صمم "عبد الفتاح" سيارته، لم يكن لديه مشكلة في صناعتها "بمنتجات مصرية 100% باستثناء المحرك" حسب قوله، لكن بذل الوقت والجهد كانا في ذلك الجهاز الفاصل للغازات، والذي يمكنه تحويل المياه إلى غاز الهيدروجين، ومن ثم دفع المحرك للانطلاق، وهو ما نجح فيه الرجل الأربعيني بعد عمل استمر قرابة خمسة أعوام "كنت بشتغل بعد ما أخلص التزاماتي عشان كده أخدت الوقت ده كله".
بالطريق الدائري في محافظة الإسماعيلية قبل قرابة أسبوع، انطلق "عبد الفتاح" بسيارته الصغيرة مشاركا باحتفالات كرنفال الربيع الذي تقيمه المحافظة، المرة الأولى التي يشهد جمع غفير باكورة انتاجه، بين الانبهار والإعجاب "وناس طلبت تشتريها وتانية طلبت أني أعمل لهم عربية خاصة بهم" كان رد الفعل، الذي لم يخلُ من وجود المشككين والمستغربين من إمكانية القيام بذلك "لكن المتخصص يفهم كلامي" حسب قوله، ورغم الحفاوة والترحيب رفض مهندس الميكانيكا أن يكون "ابتكاره" محل التداول الشخصي، فرفض أن يصنع السيارة للراغبين، ففضلا عن ثقل التكلفة "على الناس لو اتصنعت بشكل فردي" غير أنه "عايز البلد تستفيد".
داخل ورشته الخاصة بحكم عمله في تصنيع الآلات، كانت المعدات متوافرة لـ"عبد الفتاح" لصناعة السيارة الصديقة للبيئة كما يصفها "لأنها مش بتطلع عادم لكن بخار مايه" حسب قوله، لكنه يؤكد أن الفكرة ليست في السيارة بقدر الجهاز، الذي يمكن تركيبه بمحرك أي مركبة مهما بلغ حجمها.
على كورنيش مدينة الإسماعيلية، بين الحين والأخر يسير "عبد الفتاح" بسيارته الفضية اللون، ذي المقعد المكسو بجلد أحمر اللون، المزودة بمظلة أشبه بقبعة –كاب- ألوانها على ترتيب علم مصر، مختبرا ما بها من عيوب لتطويرها، وهو ما تمكن منه قبل شهور "مثلا التصميم زودت كفاءته عشان يستحمل المطبات"، وأحيانا يصطحب أبناءه الذين يفضلون السيارة الجديدة "بيحسوا أنها حاجة مختلفة كأنهم في رحلة"، فيما لا يختلف إحساسه هو كصانع للسيارة لحظة قيادته لها عن حاله بعربته التي تسير بالبنزين، فالرجل الأربعيني شغوف بالابتكار خاصة فيما يتعلق بمجال الطاقة.
سيارة تسير بالمياه ربما ليست فكرة جديدة، خاصة أن بعض البلدان بالخارج قامت بتصنيع سيارات تعتمد على تلك الفكرة لتكون صديقة للبيئة، غير أن "عبد الفتاح" أضاف لها تقنية عملية حرق الماء واستخلاص الهيدروجين كوقود للسيارة وليس الاكتفاء بوضع الأخير في خزان وتزويد السيارة به "ففي الخارج العربيات اللي من النوع ده بتتشحن بالهيدروجين يعني كأني ماشي بقنبلة" حسب قول ابن الاسماعيلية، الذي يؤكد أن فكرته أبسط وأسهل وأقل تكلفة، وسبق أن تقدم لتسجيل براءة ابتكارها، لكنه في انتظار الرد كما هو ينتظر التفات المسؤولين والمهتمين بشؤون العلم إلى مشروعه.
فيديو قد يعجبك: