لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بكاء السياسيين في مصر.. "شعب عاطفي بطبعه"

11:20 ص الثلاثاء 17 مارس 2015

رئيس الوزراء ابراهيم محلب

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - دعاء الفولي:

يقف السياسيون المصريون على منصة الحديث في المحافل المختلفة، يتحدث بعضهم عن آمال الشعب، يروي آخرون إنجازات حققتها الدولة، أو يتكلمون بأسى عن أحداث ألمت بالوطن، على مر التاريخ الحديث كان للساسة المصريين دموعا تجري أحيانا بأعينهم في المناسبات العامة أو الخطابات، تُكسبهم تعاطفا من قبل الجمهور، وتقربهم من بعض المواطنين، لكنها على مستوى الأفعال السياسية ليست أداة منضبطة لتقييم المسئول.

في الجلسة الأخبرة للمؤتمر الاقتصادي الذي اُقيم بمدينة شرم الشيخ، وانتهت فعالياته أول أمس، كانت دموع المهندس إبراهيم محلب الأقرب له، إذ بكى تأثرا بنجاح المؤتمر الذي استمر لثلاثة أيام، استقبلت فيهم مصر دول عدة، ربما تكرر موقف رئيس الوزراء أكثر من مرة في مواقف مختلفة، إذ بكى في أحد الحوارات التليفزيونية حزنا على شهداء الجيش والشرطة، مؤكدا أن أسوأ خبر قد يسمعه هو استشهاد أحد المجندين.

لمشاهدة لحظة بكاء محلب أثناء كلمته بمؤتمر الاقتصاد المصري لمشاهدة الفيديو.. اضغط هنا

ليس البكاء بعيدا أيضا عن رئيس الجمهورية الحالي، عبد الفتاح السيسي، حيث بكى أثناء ذكر دور الجيش والشرطة بالكلية الحربية أثناء خطاب وزير الداخلية السابق، وفي موقف آخر عندما ذكر حال الوضع الاقتصادي المصري المتردي بأحد حفلات تخرج 6 دفعات من الكلية الحربية، لكنه تماسك في اللحظة الأخيرة.

في نهاية فترة حكمة المؤقت الذي بدأ عقب أحداث 30 يونيو وانتهى 4 يونيو، بكى المستشار عدلي منصور كذلك، حين ذكر شهداء الجيش والشرطة، قائلا، إنه فراق أليم، لا تعوضه كلمات التعازي والتصبر "تسليم ذويهم الأنواط والأوسمة كان من أصعب المواقف الإنسانية التي عايشتها في حياتي، فماذا أقول لأم ثكلى أو لزوجة مترملة او لابن أو ابنة فقدا الأب العائل؟".

لمشاهدة الرئيس عدلى منصور ينهار بالبكاء على الهواء أثناء خطابه للشعب المصرى.. اضغط هنا

رموز النظام السابق كان لهم من البكاء نصيب أيضا، محمد حسني مبارك بدأ فترة حكمة عام 1981 بالبكاء على الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وعلى المسئولية التي وُكل بها، فقال "هكذا جاء قدري.. أن أقف أمامكم في هذا المقام وفي غيبته"، وكان للرئيس الأسبق عدة مواقف أخرى ظهر فيها تأثره الشديد، وإن لم يصل الحال إلى البكاء، كما حدث بالخطاب الذي سبق موقعة الجمل، أثناء ثورة يناير 2011، وكمرافعته عن نفسه أمام المحكمة في الاتهامات الموجهة إليه والتي قال فيها إنه سيموت على أرض مصر.

لمشاهدة مبارك يبكي علي وفاة الرئيس السادات ويقول هكذا جاء قدرى.. اضغط هنا

رجال الصف الثاني في النظام الأسبق كان لبعضهم لفتات إنسانية، خاصة داخل قاعة المحكمة، كانهيار وزيرة القوى العاملة السابقة، عائشة عبد الهادي، أثناء محاكمتها في قضية التحريض على موقعة الجمل بل سقطت مغشيا عليها داخل القاعة، حسبما نقلت أكثر من وسيلة إعلامية، على رأسهم موقع جريدة الشرق الأوسط.

"السياسة لا تعرف الدموع طالما ليس فيها أفعال"، هكذا قال أحمد عبد الله، أستاذ الطب النفسي بجامعة الزقازيق، حيث أكد "عبد الله"، أن التعامل بعاطفة مع السياسيين أمر غير مستقيم، خاصة أنه يحدث من قبل المصريين كثيرا، فتأتي جمل مثل "شايف بيعيط إزاي يا عيني"، "دة زي أبوك"، "ادوله فرصة الراجل شكله كويس" و"انا بحب الوزير فلان ومبحبش علان" على لسان الناس لتبرير أخطاء المسئولين، مضيفا أن الأهواء إن تدخلت في الحكم على المسئول وليس المعايير الواضحة، فذلك يؤدي إلى مزيد من فساد الحياة السياسية وليس الإصلاح.

يضرب الطبيب النفسي الأمثلة لتأثر معظم المصريين سريعا بخطاب الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، عقب نكسة 67، عندما أقر أنه سيتنحى ويتحمل المسئولية كاملة "ومع ذلك الناس مرضيتش رغم إنه في الأوقات دي بيبقى رئيس الجمهورية هو المتحمل الكامل للمسئولية السياسية في كل دول العالم"، ومن جهة أخرى فإن بعض السياسيين المصريين قد اكتشفوا ذلك الوتر، ولعبوا عليه، ليلهي الناس بدلا من محاسبة المسئول وخلق طرق مراقبته المتعارف عليه في العالم.

لا ينكر أستاذ الطب النفسي أن العاطفة أمر طبيعي وليست بالضرورة كذبا، لكنها لا تُغني عن الحقائق والمعلومات التي يأتي المسئول في الأساس كي يقدمها للجماهير، ومع وجود تلك المعلومات يجب أن يطمئن المواطن وعدم قولها هو ما يجب أن يجعله قلقا وليس بكاء المسئول أمام الكاميرات أو تهدج صوته وظهور جانبه العاطفي

 

فيديو قد يعجبك: