بدلة ''المفرقعات''.. بدلة تؤدي بك إلى الموت
كتب - محمود أمين :
16 عامًا قضاها على ''تختة'' مدرسية، أضف عليها أربع سنوات أخرى مدة التحاقه بكلية الشرطة، ثم تكليف بالذهاب لمدة سنتين إلى إحدى المحافظات النائية، عمره الآن 22 عامًا، هكذا حياته منذ أن يولد، وحتى أن يحمل على كتفه ''نجمتين''، ترقية ثم نقل إلى إدارة المفرقعات، قليلاً وسيُصبح خبيرًا.
عبوات ناسفة، أجسام غريبة ومتفجرات بدائية الصُنع، هكذا الحال من بعد ثورة 30 يونيو، انفجار أمام الاتحادية أودى بحياة عضو من فريق إدارة المُفرقعات، لا يُلدغ مؤمن من جُحر مرتين، فأصرت الوزارة على حماية كل فرد في هذه الإدارة، جاؤوا بالبدل الذين قال عنها قيادات وزارة الداخلية بأنها كفيلة بحماية الشخص الذي يرتديها، لكن تأتي التفجيرات دوما وأماكنها بما لا تشتهي السفن.
يستقبل الضابط مكالمة طارئة بوجود عبوة ناسفة بالقرب من تجمع سكني، داخل وسيلة مواصلات عامة، يهم الرجل في ثبات ويتوجه إلي غرفة المعدات ليرتدي وسائل الحماية، والتي تتمثل في الخوذة والبدلة الواقية.
يقترب أكثر حتي أن تصل العلاقة بينة وبين العبوة علاقة تلامسيه، بداخلة ثقة كبيرة في البدلة الواقية التي تحمي جسده من غدر الانفجار، وتحمية من شدة الضربة فهو أشبه بنزال ملاكم مع خصم عنيد لا يعلم كل منهما من سيبدأ بالهجوم.
تمر أيام يعقبها شهور، يتساقط فيه عددًا من أعضاء الإدارة، ثم فيديو صادم لنقيب بالإدارة يحاول تفكيك عبوة مُتفجرة بمنطقة الطالبية بالهرم، لتنفجر في وجهه، وتُرديه شهيدًا على الفور، لتتساقط بعدها التصريحات كزخات المطر في الشتاء ''البدلة مش دورها حماية الشخص.. بقدر ما تحمي جثة الشخص من التناثر في أرجاء المكان.
تنتهي حياة الضابط وتصبح البدلة الواقية مليئة بالفجوات التي سمحت لمحتويات العبوة الناسفة بمرورها إلي جسد الضابط، لتترك سؤالاً محيرًا.. ما سبب ارتداء البدلة الواقية التي أصبحت اسم ولكن ليس علي مسمي.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: