كيف ننقذ أطفال دار ''مكة المكرمة'' من التحول لمجرمين؟
كتب- محمد مهدي:
فقدوا ذويهم، وجدوا أنفسهم بين ليلة وضحاها بين فكي اليُتم وآلامه وقهره، ففروا من عذاب التسكع في الشوارع إلى دار أيتام يأويهم، يحافظ على إنسانيتهم، يقيهم شرور الناس حتى يشتد عودهم، لكنهم وقعوا تحت يد رجل لا يرحم، يستغل ضعفهم فيظهر قوته بالسب والضرب، يشوه براءتهم فيبث فيهم غضبه ولا يبالي بأن صوت صراخهم قد يصل إلى أولى الأمر، لكنه وصل، وكُشف أمره ..إنهم أطفال دار أيتام ''مكة المكرمة'' الهاربون من الجحيم في انتظار من يحنو عليهم ويُعيد إليهم أدميتهم المهدرة.
''قنابل موقوتة، ومشاريع لأطفال شوارع ومجرمين'' هكذا يرى الدكتور أحمد عبدالله، أستاذ الطب النفسي بجامعة الزقازيق، مصير الأطفال ممن تعرضوا لقهر المجتمع وسوء التعامل معهم، في حالة تجاهل أمرهم وعدم التعامل السريع معهم بشكل نفسي لإعادة ترميم نفسيتهم المنهكة.
يعتقد أستاذ الطب النفسي- في تصريحات صحفية لمصراوي- أن أطفال دار أيتام ''مكة المكرمة'' المعتدى عليهم من قِبل زوج صاحبة الدار، في حاجة ماسة وفورية إلى إسعاف نفسي، ورعاية كاملة، لتضميد الجروح النفسية التي ألمت بهم خلال تواجدهم بداخل الدار، وتأهيلهم للتعامل مع المجتمع بشكل سوي.
التدخل السريع للجهات المعنية من حكومة ومراكز بحثية وجمعيات حقوق الإنسان، أمر ضروري من وجهة نظر الدكتور ''عبدالله'' لسرعة التواصل مع الأطفال ومساعدتهم على الانتقال لمرحلة أفضل، وتوفير دور رعاية جيدة حتى لا يتعرضوا مرة أخرى لانتهاكات، ودراسة حالتهم، واتباع مناهج علمية خلال علاجهم إن ثبت تضررهم.
''الرقابة فين'' يتسأل الدكتور ''عبدالله'' منفعلا على الوضع الرديء لمعظم دور الأيتام في مصر، فهي خاوية على عروشها من أي رعاية نفسية حقيقية، أو تأهيل العاملين بها أو المشرفين عليها، مؤكدًا أن المجتمع عليه دور كبير في التدخل لفتح هذا الملف، والضغط على الحكومات للتعامل بشكل أكثر جدية مع الأمر، لأنه تجاهله سيعود على المجتمع بما لا يحمد عقباه.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: