لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

كشك ''ذيع إنت''.. قول اللي في نفسك

03:00 م الأربعاء 12 مارس 2014

كشك ''ذيع إنت''.. قول اللي في نفسك

كتبت – دعاء الفولي:

صندوق صغير مساحته لا تزيد عن 3 أمتار للطول وأخرى للعرض، أشبه بالكشك، يطوف المحافظات، لا يحوي حلوى أو سجائر أو بائع ينتظر الرزق، بل ''ميكروفون''، مقعد، وكاميرا، هم سكانه، ينتظرون الراغبين في الحديث، يتناوب عليهم الناس من جميع الأطياف، ليتحولوا من مستمعين لبرامج ''التوك شو'' التي تملأ التليفزيون يوميًا، إلى مذيعين يخرجون ما بجعبتهم من مشاعر.

هو ليس صندوقًا عاديًا، كشك برنامج ''ذيع إنت''، أشبه بصندوق الدنيا، يحوي وجهات نظر المصريين فيما يمر بهم، جاءت الفكرة للشباب أصحاب المشروع منذ 3 أعوام ''حسينا إن النخبة هما اللي بيتكلموا في الإعلام، مجرد عدد محدود من الناس والمواطن صوته ضايع''، كانت تلك بداية الفكرة لدى ''شريف حسني'' أحد القائمين على البرنامج، والبالغ عددهم حوالي 10 أشخاص ''عندنا مخرج، مهندس صوت، 2 كاميرا مان و2 شباب خارج الكشك عشان يفهموا الناس في الشارع اللي بيحصل''، زاد عددهم بعدما كانوا 3 أشخاص، مع اتساع مساحة انتشار البرنامج خارج حدود القاهرة.

''روحنا 8 محافظات حتى الآن''، بين القاهرة والمنوفية والإسكندرية ''حلمنا إننا نوصل لمصر كلها عشان الناس تتكلم، ومش مصر بس العالم كله''، بدأ الشباب بتوسيع النطاق ليشمل الدول العربية ''بقى فيه دلوقتي ذيع إنت في لبنان''، الهدف أن تتقارب الشعوب العربية لبعضها، على حد قول ''حسني''، بعيدًا عن وسائل الإعلام الرسمية.

''استديو متحرك'' هو الوصف الذي يمكن إطلاقه على كشك ''ذيع إنت''، يصل وزنه رغم صغر المساحة إلى نصف طن ''بنشيله على عربية نقل وبعدين في رافعة معينة بتنزله''، يلفت نظر الموجودين في الأماكن المختلفة ''الناس بتدخل تقول اللي هي عايزاه ومبيبقاش فيه محاذير على كلامهم''، يبدأ الأمر بسؤال الضيف عن موضوع واحد خاص بالحلقة، ليكون الرد في دقيقتين ''وبنسيب دقيقتين للمواطن يقول أي حاجة هو عايزها حتى لو هيغني براحته''، حالة الحرج التي يستشعرها البعض من الحديث أمام الكاميرا تختفي بعد الدخول للكشك ''لما بيبقوا لوحدهم قدام الكاميرا مبيبقوش عايزين يمشوا، بيحسوا إنهم مش خايفين''.

العراقيل الأمنية لم تمنع فريق العمل مواصلة القفز بين محافظة وقرية وشارع ''الأمن بيتوجسوا لما بيشوفونا بس بنفهمهم بنعمل إيه وإنها حاجة ملهاش علاقة بضرر أو غيره''.

الأماكن التي يزورها أصحاب المشروع بعضها خارج نطاق معرفة لمواطنين ''مرة روحنا لكفر طبلوها بمركز تلا بالمنوفية ودة مكان محدش يعرف عنه حاجة''، أهل الكفر كانت كلماتهم استغاثة بالحكومة ''مكنش عندهم مياه حلوة أو كهرباء وطلبوا في البرنامج إن المشاكل دي تتحل''، وبينما يتوافد آل الكفر على ''ذيع إنت''، كانت حالة التعجب تنتابهم ''قالولنا إحنا عمر ما كاميرا تليفزيون جت صورتنا ولا الإعلام اهتم بينا''.

لم يظهر على كاميرا البرنامج المهمشين فقط ''فيه شخصيات مشهورة استضفناها زي محافظ الجيزة وبثينة كامل، أيتن عامر وهشام إسماعيل''، أشهرهم كان رئيس الوزراء الأسبق ''هشام قنديل''، ''دخل ووجه رسالة للشباب وقتها والموضوع جه بالصدفة''، قبل ولادة مشروع ''ذيع إنت''، كان مهندس الاتصالات، وبعض أصدقائه قد أطلقوا بعض الحملات التوعوية على الإنترنت ''عملنا حاجة عشان الطائفية وغيرها والفكرة بتاعة وجود برنامج حواري جت من الحملات دي''.

بين الضحك الشديد، والبكاء تنوعت الحلقات، حيث تعليقات المواطنين غير المُعد لها، كالشاب الذي ظهر بإحدى الحلقات ''وبعدين قال للناس أنا حقوق إنجليزي ووالدي معاه فلوس وأنا معايا فلوس وعايز أرتبط''، ليحدث النقيض في مرة أخرى، عندما ظهر أحد الشباب مرتديًا بدلة أنيقة ''وقال أنا مهندس بس ببيع فريسكا في الشارع ومش لاقي شغل وعيط جامد''.

''بنحاول نوصل إن البرنامج يتعرض على قناة تليفزيونية''، يريد الشباب بذلك أن تصل رسائل المواطنين إلى غيرهم بشكل أوسع من اليوتيوب ومواقع التواصل الإجتماعي ''إحنا عندنا حاجات رائعة اتقالت، فيه ناس قدموا براءات اختراع جوة الحلقات وفيه ناس قالت أفكار مشاريع جديدة''، مع الوقت تحول المشروع الذي أقامه الشاب الثلاثيني من برنامج بسيط مختلف إلى منبر هادف ينقل نبض المجتمع، على حد قوله.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان