الثورة تلفظ أبنائها.. ''لف وارجع تاني''
كتبت- رنا الجميعي:
''خليك جمب الحيط'' .. كانت الجملة الأثيرة لدى أرباب العائلات في عهد الرئيس المخلوع حتى لا يتعرض أبنائهم للأذى، بعد الثورة استطاع الأبناء كسر حاجز الخوف ومناداتهم بإسقاط النظام، لتحقيق أهداف ثورة نادوا بها ''عيش، حرية، عدالة اجتماعية''، لكن وعلى مدار ثلاث سنوات لم يحدث التغيير الذي آمنوا به، وهتفوا ''رجع الباشا بنفس الوش''.
ثلاث سنوات أفناها الشباب في متابعة أخبار السياسة التي حاصرت حياتهم ''على القهوة والفيس بوك وفي البيت بسمع أخبار السياسة'' قال حسين الحاج، يعمل في مجال الترجمة، في البدء تابع حسين ما يحدث في مصر'' السنة الأولى بالذات كنت بتابع''، لكن فيما بعد زهد ''حسين'' في معرفة ما يحدث بمصر لما أحدثته لديه من إحباطات ''بقيت بركز على اهتماماتي الخاصة''.
أيقن ''الحاج'' أن الوضع الحالي بمصر لا ينبأ بأي تغيير ''الناس مهما عملت هيبقى مجرد انعكاسات للسلطة''، وما أفقده الإيمان هو عدم وجود ممثل له على الساحة السياسية ''أنا دلوقت ماليش ممثل فبالتالي انا مش مضطر اني اهتم''.
بجانب عمله كمترجم يهتم الشاب العشريني بقراءة الروايات ودواوين الشعر ''أنا بحب اقرا لنجيب محفوظ وإبراهيم أصلان وإبراهيم عبد المجيد، وفي الشعر فؤاد حداد''، الأدب الروسي هو اهتمامه الحالي ''عاوز أقرا لتشيخوف وجوجول''، وتأتي متابعة الأفلام الغربية وترجمتها ضمن اهتماماته أيضًا.
لم يختلف الحال لدى ''لانا أحمد''، التي تعمل في مجال الأفلام الوثائقية ''كنت بتابع أكتر وقت الثورة، لكن من بعد أحداث رابعة ومبقتش حابة اعرف اللي بيحصل''، و في الوقت الحالي أخبار الأدب هي الاهتمام الوحيد الذي مازالت تتابعه ''لانا''، بجانب مشاهدة الأفلام الغربية ''الأهم عندي دلوقت الأوسكار'' قالتها ضاحكة، وبرغم أن الشابة العشرينية زال شغفها بالأحداث السياسية إلا أن تأثير تلك الأحداث عليها مازال موجود ''غصب عني ببقى في وسط الأحداث دي وبتضغط عليا''.
لم تعد اهتمامات ''عبد الرحمن ناصر''، باحث، تنصب على العمل السياسي ''أسسنا حركة سياسية تهتم بالعمل في المجال العام ولتقديم خطاب إسلامي بديل''، لكن الواقع وآثاره فرضت على عبدالرحمن أن يوقف نشاط الحركة ''من بعد تلاتين يونيو والوضع بقى غير مجدي''، اتجه الشاب العشريني للعمل في مجال البحث ''برغم انه دلوقت ممكن اقرا في السياسة لكن كمعرفة مش بسبب الاهتمام بالأحداث''.
حب ''عبدالرحمن'' للروايات جعله يلجأ إليها بعدما سدت منافذ الأمل في ثورة حقيقية ''رجعت تاني للروايات وللمجال الثقافي، بقرا لرضوى عاشور وبهاء طاهر وماركيز''.
بدأ حماس ''محمد عزت''، باحث، يخفت منذ انتخابات مجلس الشعب في عهد المجلس العسكري، حتى اضمحل تمامًا منذ أحداث رابعة في أغسطس الماضي ''متابعة السياسة مبقتش تنفع دلوقت، لأن الحركة العامة بقت في اتجاه مش بتاعي''، ويرى ''عزت'' أن الشباب في الوقت الحالي بدأ في تشكيل اتجاهاته من خلال اهتماماتهم ''اللي بيحب الموسيقى والقراية''، أما عن اهتمامه الشخصي ''أنا بحب القراية والقعدة على القهوة''.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: