لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

''برد يناير''.. فيلم عن الثورة بعيون بائعة أعلام (فيديو)

04:44 م الجمعة 07 نوفمبر 2014

كتبت – يسرا سلامة:

من أمام أحد المحال بمنطقة شبرا الخيمة، كان روماني سعد يبتاع شيئا، وقتها كانت أحداث ثورة يناير في ذروتها الاولي، الميدان ثائر، والكل يطمح للتغيير، حيث انتبه ''روماني'' لسيدة تغرق في بحور من الحيرة، كل ما لديها لا يتجاوز السبعة جنيهات، تدبر بهم الرزق، ولا تعلم كيف تسير يومها وطعام أولادها بسبب الظروف السياسية التي أوقفت عملها.

لم يعرف ''روماني'' السيدة ولا تعرفه، لكنها بقت في ذاكرته حتى كانت إلهامه لكتابة فيلم قصير، يأخذ من ميدان التحرير موقعا لسرد أحداث فيلمه، لينتج ويخرج فيلما قصيرا بعنوان ''برد يناير''، يرصد فيه قصة لأم فقيرة تسكن بأحد العشوائيات، ولا تتحمل هي وأولادها برودة الجو، ويدفعها الفقر والحاجة لباب جديد يقيها وأولادها من برد يناير لبيع الأعلام أثناء الثورة، والتكسب منها.
12 دقيقة يرصد فيها ''روماني'' الثورة في عين الأم الفقيرة وأولادها، نظرتها للسلطة والمعارضة، ليختار مخرج الفيلم الفئة الأكثر تهميشا في ميدان التحرير، والتي كما يرى لم تأخذ حقها في الرصد والاهتمام حين تم تسليط الضوء على الثوار من الشباب، خاصة أن الثورة اتخذت شعار ''عيش حرية عدالة اجتماعية''.

بدأ ''روماني'' التصوير لفيلمه في شهر يونيو من نفس العام الذي قامت فيه الثورة، لينتهي منه في أواخر يوليو2011، يرصد من خلال الأم وأبنائها ما جرى لمصر من قبل وأثناء وبعد الثورة، الام التي لم تقيها في البرد صورة ''مبارك'' التي استعانت بها عقب الحملة الانتخابية له، لتعكس كما يذكر ''روماني'' احتياجات تلك الطبقة، كما تنظر لهم السلطة إنهم ليسوا سوى أصوات انتخابية، ظلت تبحث عن الستر طوال أيام الثورة، لتحصل على بعض الأموال نظير بيع الأعلام، وتخفت حركة البيع عند رحيل الناس من الميدان.

الأم الفقيرة -والتي قامت بها الممثلة ''إيمي''- لم تكن تعرف أي شيء عن المعارضين وقتها، من محمد البرادعي إلى أيمن نور أو غيرهم، لتبادر بسؤال في الفيلم عنهم، وتتعجب كيف يريدون الوصول للحكم وهم لم يشاركوا في حرب أكتوبر، ليضيف مخرج الفيلم أن تلك الحيرة عن قوى المعارضة كانت أيضا لدى الكثير من المصريين، فضلا أن هناك تصدير محدد لدى الفئة البسيطة عن قادة حرب أكتوبر، ظهر لدى بطلة الفيلم.

''برد يناير'' صاحب الإنتاج المستقل شارك فيه الممثل ''محمد رمضان'' بمشهد واحد فقط، لشاب مصري يرتاد ميدان التحرير وقت الثورة، ويشترى علم من الابنة الفقيرة، ليقول لها ''أنا نفسي مصر تشوفني''، معبرا عن فئة مهمشة من شباب ارتادوا ميدان التحرير؛ من أجل البحث عن فرصة عمل وظروف اجتماعية أفضل، قائلا جملة ''حقك عليا يا بلدي'' الذي يذكر مخرج الفيلم إنه اطلع عليها مدونة في ميدان التحرير.

نهاية الفيلم - كما رآها المخرج- تقف عند الأمل لدى الأم الفقيرة وابنها وبنتها في تحسن أوضاعهم بعد الثورة، وتقولها الأبنة بعبارة وردت على لسانها ''ماما.. هو إحنا هنعدي الكوبري؟!''، لطموح تلك الطبقة في المعيشة الأفضل بعد الثورة، ليذكر مخرج الفيلم أن ردود الفعل على الفيلم اختلفت من وقت لآخر، عقب الثورة أو في فترة حكم الإخوان، أو حتى عقب سقوطهم، كما تختلف ردود الفعل من دولة لأخرى أثناء عرض الفيلم.

مدح وصل لـ''روماني''، خاصة في عرض الفيلم الأول بالإسكندرية، لا يزال يذكر سيدة من عرض الفيلم بمركز طلعت حرب، قالت له إنها تعرف أطفال أشبه بالطفلين بالفيلم، لم يتذوقوا اللحم في حياتهم، مثل الابن الذي كان يحلم بالهامبورجر، لتتمنى السيدة أن أي شخص يريد أن يصبح رئيسا للجمهورية لابد أن يرى ''برد يناير''.

نفس الحماس وصل لمخرج العمل بعد عرضه للفيلم عبر موقع ''يوتيوب''، كما حصل الفيلم أيضا على عدد من الجوائز منها جائزة أحسن فيلم روائي قصير من مهرجان بوسان بكوريا الجنوبية ٢٠١٢، وأحسن فيلم عن الثورة من مهرجان الإسكندرية ٢٠١١، هذا إلى جانب جوائز وتنويهات من مهرجانات عربية وعالمية في عدد من الدول منها تونس، المغرب، ليبيا، موريتانيا، وعرض في أكثر من ٤٠ مهرجان دولي ومحلى، ليذكر مخرج العلم أن عمله القادم سيهتم أيضا بفئة ساكني العشوائيات.

لمشاهدة الفيديو ... اضغط هنا

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان