من ''التجمع'' لـ''مدينة نصر'' وأخيرًا ''التحرير''.. تعددت المظاهرات والسبب ''مرسي''
كتبت - إشراق أحمد:
تصوير - مصطفي الشيمي وكريم أحمد ونادر نبيل:
شهدت القاهرة، أمس الجمعة، يوم مليء بالأحداث التي تخطى بعضها ذلك اليوم؛ هتافات ولافتات لاحقت أربعة أماكن شهدت تلك الأحداث، ومع اختلافهم تبعًا للهدف الذي وُجدوا من أجله بالمكان، إلا أن اسمًا ظل عاملاً مشتركًا لكل هذه الأماكن الأربعة ''الرئيس محمد مرسي''.
التجمع الخامس
خرج من منزله كعادته كل جمعة في الطريق إلى مسجد ''القدس'' بالتجمع الخامس لأداء الصلاة، لم يكن الأمن والحرس الجمهوري الخاص فقط في استقبال الرئيس ''محمد مرسي''، بل اصطف عدد من أمهات الشهداء، والمتضامون معهم أمام منزل الرئيس وظل الهتاف ''ارحل مش عاوزينك'' و''أحلق دقنك بين عارك.. يطلع وشك وش مبارك''، و'' لسه العدل في بلدي غياب..لسه في بلدي رئيس كداب''.
لافتات تم رفعها عبرت عن المطالبة بالقصاص الذي لم يتحقق حتى الآن كما وعد الرئيس، من بينها '' مرسي الإنجازات ساب الشرطة زي ما هي زود تسليح الداخلية''، إلى جانب كروت حمراء رفعها المتظاهرون أثناء خروج الرئيس مسرعًا إلى السيارة؛ كانت تحمل معنى الكلمة ذاتها الموجودة بلافتات بيضاء '' ارحل''.
ولم تغب صورة الرئيس الذي ظلت الحراسة المشددة معه ونجله عمر حتى انتهاء الصلاة بمسجد ''القدس''؛ حيث حملت إحدى المتظاهرات صورة له كُتب عليها ''نهاية حكم الإخوان 30-6 أمام الاتحادية''.
ميدان ''رابعة العدوية''
في الوقت الذي كان الرئيس يؤدي صلاة الجمعة، والعشرات تتظاهر أمام منزله، توجهت منذ الصباح حشود إلى ميدان ''رابعة العدوية'' بمدينة نصر، وافدة من محافظات عديدة للهتاف تحت شعار مليونية ''لا للعنف'' التي دعا إليها حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، والجماعة الإسلامية بحزبها البناء والتنمية، وكل من حزب الوطن والوسط والجبهة السلفية وشباب حركة ''حازمون''.
منصات وخيام تم نصبها أمام المسجد لفاعليات المليونية التي تزايد أعدادها عقب صلاة الجمعة، التي لجأ بعض المشاركين بالمليونية إلى الضوء من نافورة قرب المسجد لأدائها، والبعض اتخذ من علم مصر، وصور الرئيس مرسي وسيلة للسجود بدلاً من أرض الطريق.
واعتلى المنصة التي كُتب عليها ''لا للعنف.. حماية الثورة.. نعم للسلمية''، العديد من شخصيات التيار الإسلامي كطارق الزمر، ومحمد محسوب، ومحمد البلتاجي وصفوت حجازي وغيرهم، في حين لم يتوقف الهتاف المؤيد للرئيس مرسي ومن بينه '' ثوار أحرار هنكمل المشوار'' و''لا إله إلا الل.. نحن فداؤك شرع الله.. مرسي رئيس الشعب معاه''، و''قوة عزيمة إيمان رجالة المرسي في كل مكان''، و'' بالروح بالدم نفديك يا إسلام'' إلى جانب التكبير والتهليل.
وبطبيعة الحال لم تختف اللافتات وسط الحشود التي استمر وجودها حتى المساء، وغلب عليها صور الرئيس مرسي إلى جانب الأعلام المصرية، وجماعة الإخوان المسلمين وشاراتهم التي اعتلت الرؤوس والجباه، ومن بينها لافتة اعتلت إحدى السيارات كُتب عليها '' أنا ادعم الرئيس محمد مرسي .. خط أحمر''، و''شرع الله يا محلاه.. نعم للشرعية''.
وبينما حمل اثنان لافتة وعلى قماشها الأبيض كتبوا '' الصعايدة معك يا ريس''، وحمل آخر لافتة كتب عليها ''لا للعلمانية''؛ كتب آخرون على صور للرئيس '' مرسي''، التي ملأت المليونية، و''ما نيل المطالب بالتمرد.. ولكن يؤخذ الكرسي انتخابًا''، و''كل الشعب وراك يا زعيم''، و''أنا مع الشرعية ضد شوية بلطجية.. أنا مش إخواني أنا مصري''.
وحتى وقت استراحة المشاركين لم تخل من صور الرئيس فتجد إحدى الصور له وقد أحاطت بها الورود المرسومة بينما استند البعض إليها.
وزارة الدفاع
''الشرطة والشعب والجيش إيد واحدة''.. كان أبرز الهتافات التي ترددت في منطقة العباسية وتحديدًا عند مقر وزارة الدفاع؛ حيث توجهت مسيرات للمشاركة في التظاهرة التي دعا إليها ''توفيق عكاشة''، لتأييد القوات المسلحة والمطالبة برحيل الرئيس ''محمد مرسي'' في 30 يونيو الجاري.
الأعلام المصرية واللافتات المرفوعة والمنصة التي يصدر منها الهتافات ليرددها المشاركون هي مجمل أجواء فاعلية التظاهرة، التي قرر عدد من المشاركين فيها الاعتصام حتى تحقيق المطالب التي عبرت عنها اللافتات ''الشعب كلف الجيش بتنفيذ مطالب الشعب''، و''مصر بتضيع''، في حين رفع آخرون كروت حمراء حملت كلمة ''ارحل''.
ميدان التحرير
لم تختف مشاهد التظاهر عن ميدان التحرير، وإن بدا هادئًا على عكس غيره من المناطق؛ حيث احتل المشهد عدد من الخيام المنصوبة وسط الميدان، وحضور حرص على التواجد مرتدي قميص على شكل علم مصر، كما لم تختف صورة الرئيس ''مرسي''؛ حيث حمل رجل لافتة كتب عليها '' الذكرى السنوية الأولى لحكم الإخوان.. اذكروا مساوئ رئيسكم''.
ولم يكسر هدوء الميدان سوى قيام البعض بحرق إحدى صور الرئيس ''مرسي'' التي كُتب عليها ''نهاية حكم الإخوان 30-6 أمام الاتحادية''.
الانتحار الرمزي
وعلى بعد أمتار من الميدان أُضيف إلى أحداث اليوم المؤيدة والمعارضة مشهد آخر؛ حيث تجمع عدد من الشباب فوق كوبري قصر النيل مقررين تنفيذ '' انتحار جماعي رمزي'' بإلقاء أنفسهم في مياه النيل، للتعبير عن رفضهم لنظام الحكم، والحشد لتظاهرات يوم 30 يونيو الجاري، وذلك وسط هتاف ''يسقط يسقط حكم المرشد، يا اللي قتلت الخوف جوانا الناس دي كلها زهقانة''، بينما حمل البعض لافتات كتبوا عليها ''علشان زهقنا.. انتحار رمزي''.
فيديو قد يعجبك: