لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

المرأة الأفعى.. والقائدة.. والمقاوِمة

07:28 م الجمعة 08 مارس 2013

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هبة البنا:

المرأة كالأفعى.. جسمها رقيق وسمها قاتل، مثل عربي ربما يساعدنا في معرفة كيف نظرت المجتمعات العربية للمرأة دائما، وهو ذات ما تناوله الأديب يوسف زيدان في روايته، ظل الأفعى الصادرة عام 2006، والتي قارنت بين حال المرأة في العصور القديمة، حين كانت تحكم وتُعبد وتُأله، وبين ما آل إليه حالها في عصرنا هذا.

ويذكر زيدان في روايته، كيف كان الإنسان في عصوره الأولى يقدس المرأة، بكل ما تحمله في ثنايا جسدها من أسرار، وكيف لها القدرة على خلق إنسان بالكامل بداخلها، وإخراجه للحياة، ليصبح رجلا جديدا، أو امرأة أخرى لها نفس القدرة على الخلق، وكيف كان ينبهر من قدرتها على الحياة مع استمرار نزفها هذا السائل الأحمر، الذي نسميه الدم، كل أيام بشكل دوري، بينما إذا نزف هو تتعرض حياته للخطر وفي الغالب يموت.

والآن وبعدما وصل إليه الإنسان من تقدم في أشياء وتراجع مخيف في أشياء أخرى، ننظر لبعضنا البعض ونتساءل، متى ننتبه لأن المرأة مخلوق لا تستمر الحياة من دونه، ونحتفل بها في يوم وصفه الكاتب، إبراهيم الجارحي، بأنه يوم للتمييز الإيجابي، ومعه كل الحق، فهو نوع من التطرف الإيجابي لتعويض المرأة في يوم واحد عن كل التطرف السلبي ضد حقوقها على مدار العام، فهل المرأة تحتاج إلى يوم يخصص للانتباه إلى وجودها وإلى حقوقها، وهل هي كائن جاء إلى كوكب الأرض مؤخرا، ووجب على السكان الأصليين قبوله والتعامل معه دون تمييز!، وهل الحل في مواجهة جهل البعض بوجود شريك لهم في هذه الدنيا، أن تخصص له عيدا عالميا كي تمعن في تمييزه وعزله!.

وفي ظل كل هذه الدعوات التي تبدو في ظاهرها حضارية، لم نكن نفرغ من الحديث حول، إذا ما كانت المرأة المغتصبة والمتحرش بها جنسيا جانية أم مجنٍ عليها، وذلك منذ خرج علينا أبو إسلام، مقدم برنامج حزب الله على قناة الأمة، بتصريحات يقول فيها إن 90% من النساء المغتصبات نصرانيات، والباقي عاريات يذهبن ليغتصبن!.

يقول أحد مدوني، تويتر، يدعى خالد العريفان، اليوم العالمي للمرأة ماهو إلا دغدغة لمشاعرها والاستخفاف بها وبنا.

هذا ويطلق مدونون آخرون، تزامنا مع هذا اليوم، ''هاشتاج'' بعنوان، لنطرد الفتيات من السعودية!!!.

و كان مركز السيداو للديمقراطية قد أصدر منذ أيام تقريره الأول عن وضع المرأة المصرية بعد الثورة، والذي جاء فيه أنه بعكس التوقعات التي انتظرت حصول المرأة في مصر على مزيد من الحريات بعد الثورة، إلا أنها عانت من العنف الممنهج بدلا من ذلك، وهي نتيجة تبدو متسقة مع الوضع العام الذي ينطلق نحو الأسوأ وليس الأفضل المنشود من الثورة.

كذلك الأمم المتحدة للمرأة، أصدرت تقريرها أمس تطالب فيه الحكومات العربية بتنفيذ وعودها، تحت شعار، كما وعدتم.. حان  الوقت للحد من العنف ضد المرأة مشيرة في تقريرها إلى استمرار العنف الجنسي والتحرش في التفشي في دول شمال إفريقيا، كما أن ظاهرة الختان مازالت تمارس على نطاق واسع، يصل في بعض البلدان إلى 90 بالمائة من الفتيات، هذا بخلاف الزواج المبكر.

أيضا اضطهاد الناشطات واستهدافهن بالعنف، كان من الآثار الجانبية للثورة، والذي أقرت به أيضا الأمم المتحدة في تقريرها حين ربطت بين الحركة الديمقراطية وازدياد العنف ضد الفتيات والسيدات، ونرى في اليمن نموذج لهذا الاضطهاد سواء مباشرة أو بالتكفير والنبذ ضد الناشطات أمثال توكل كرمان، وأمل باشا، وسامية الأغبري وأروى عثمان.

وفي المقابل، تنطلق نساء يمنيات أخريات نحو الانخراط في المجتمع ويتضح ذلك جليا في إقبالهن على دروس تعلم قيادة السيارات، بحسب ما نشر موقع، العربية.

وهنا أيضا في مصر لم ننج من هذا النوع من الاضطهاد، فقد دونت ريم باشري عن لقائها مع إحدى المسجونات، ناهد شريف، التي سجنت على خلفية مشاركتها في إحدى التظاهرات، وكيف أنها بالتحديد تتعرض لرقابة مشددة باعتبارها، بتاعة التحرير، حسبما قالت باشري في تدوينتها، وكيف تمت محاولات للتحرش بها جنسيا من سجينات أخريات، وحين اشتكت من ذلك تمت معاقبتها هي، بالحبس الانفرادي في غرفة ظنت ناهد أنها ''مسكونة''.

وذلك أيضا في ظل توصيات اللجنة الدولية للصليب الأحمر في تقرير أصدرته أمس، بمراعاة احتياجات النساء المختلفة في حالة سجنهن، وأشارت اللجنة إلى أن معظم النساء تفتقد مساندة ذويها لبعد سجون النساء عادة عن المناطق السكنية، وهو الحادث فعلا للسجينات المصريات، اللائي يقبعن في السجن النسائي الوحيد، سجن القناطر، البعيد عن أي نوع من العمران، وبالرغم من أن تهمة ناهد لا تخل بالشرف إلا أن زوجها السابق حرمها أيضا من رؤية ابنها الوحيد.

أكدت دراسة أجرتها جامعتا لوس أنجلوس ومدريد ونشرت في صحيفة صنداي تايمز، أن مخ النساء هو أكثر كفاء من مخ الرجال، خاصة في الاستدلال الاستقرائي، وبعض المهارات العددية، أما الرجال فهم أفضل في خوض اختبارات الذكاء المكاني الذى يتمثل بالقدرة على إدراك العالم البصري المكاني بدقة، وهو ما قد يفسر تميز الرجال عن النساء في قيادة السيارات.

كما أن النساء أفضل في إتمام الاختبارات الحسابية ببراعة بل وتتفوق في حل المهام المعقدة من خلال بذل منخفض للطاقة واستخدام أقل للخلايا العصبية.

وعلى أرض الواقع يقول تقرير حكومي صدر منذ أيام، إن 23% من الأسر التي ترأسها نساء تعاني من الفقر، بينما 26% من الأسر التي يرأسها رجال تعاني نفس المشكلة، إذن النساء أيضا أقدر على إدارة الأسرة، وتوفير احتياجات أبناءها.

ونسبة الأسر التي تعولها امرأة بحسب نفس التقرير، تصل إلى 16%، ونسبة تمثيلها في نقابة التجاريين 44% وفي الصيادلة 49% بالإضافة لنسب ليست بالقليلة في نقابات أخرى.

إذن المجتمع يحتاج إلى المرأة، ليس فقط كأم أو أخت أو زوجة كما يقال دائما، لكن يحتاجها كقائدة، ومناضلة، وتاجرة، ومعيلة، وخبيرة وعالمة، يحتاج إلى أنوثتها لا انكسارها، يحتاج إلى كبريائها لا إلى ضعفها، بيوم للمرأة أو بدون، رفقا بالقوارير فأنتم في حاجة إليهن.

فيديو قد يعجبك: