دراسة علمية تدحض مزاعم اليهود: أصولكم إيطالية وليست فلسطينية
كتب- محمد منصور:
أرض الميعاد، هكذا يتحدث اليهود عن الأرض العربية، يزعمون أن الله وعد ''إبراهيم'' بها، ثم جدد وعده لأبنائه ''أسحاق ويعقوب''، من النيل للفرات ''هذه أرضنا'' يقولون ذلك، إلا أن العلم له رأيي أخر، فالأصول اليهودية، حسب دراسة موسعة قام بها فريق إنجليزي، ليست شرق أوسطية بل أوربية.
يعتقد اليهود بمبدأ ''الحلولية'' الذى يعنى أن الله يحل في بعض بني الإنسان، ويدور فكرهم حول ثلاثية ''الإله والأرض والشعب''، فالرب، حسب توراتهم، يحل في الأرض لتصبح مقدسة، ويحل في الشعب ليصبح شعباً مختاراً، وتقوم الدعاية الصهيونية في الأساس على مبدأ تعرض اليهود طيلة تاريخهم للاضطهاد الذى بلغ أشده أبان حكم هتلر في ألمانيا النازية، وعلى حق اليهود الأساسي والثابت في إقامة دولتهم في ''فلسطين'' العربية التي خرجوا منها في سالف الزمان وارتحلوا إلى بلاد أخرى مشتيين، معتبرين أنفسهم النسل المباشر لبنى إسرائيل، شعب الله المختار، الذى وهبه الرب الأرض المقدسة التي تمتد من النيل إلى الفرات.
ومن المتعارف عليه أن اليهود انحدروا من جماعات كانت تقطن فلسطين، لكن دراسة جينية جديدة تبين عكس ذلك، وبحسب موقع مجلة العلوم، فإن نظرة دقيقة لمكونات الجينوم الإسرائيلي تثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن ''الأشكيناز''، وهى فصيلة اليهود التي تكون 80% من التعداد الإجمالي لليهود عالمياً وتمثل أكثر من 90% من يهود أمريكا و50% من يهود الدولة المزعومة ''إسرائيل''، لم يأتوا من الشرق الأوسط بل من أوروبا الغربية وبالتحديد من إيطاليا.
معظم المؤرخين يعتبرون ''الأشكيناز'' احفادًا ليهود أتوا إلى أوروبا من الشرق الأوسط قبل القرن الثاني عشر الميلادي، محلين أصولهم بشكل مباشر إلى الإسرائيليين الذى ظهروا في الشرق الأوسط قبل 4000 عام، ووفقاً للمزاعم اليهودية، حدث التشتت في عام 70 ميلادي بعد أن دمر الرومان معبدهم، إلا أن صعوبة الحصول على أثار أو روايات تثبت صحة المزاعم جعل البروفسير ''زائيف هرتزوج'' عالم الأثار اليهودي يقول ''الاكتشافات الأثرية الحديثة تتناقض مع مزاعم التوراة، بالتأكيد يجب التوقف عن البحث عن أدلة ليست موجودة أصلاً''، وهو الأمر الذى عززته الدراسة التي قام بها الفريق البحثي من جامعة ''هادرسفيليد'' بالمملكة المتحدة، والتي ترأسها ''مارتن ريتشارد'' عالم الجينات الإنجليزي.
قام الفريق الإنجليزي بأتباع الأسلوب العلمي في دحض المزاعم اليهودية، وعبر دراسات معملية ومخبرية، تمكن العلماء من تحليل وفك التسلسل لكميات كبيرة من الحمض النووي لمجموعات من اليهود ليتمكنوا في نهاية المطاف من تحديد علامات تميز الأنساب عن بعضها البعض، وتمكن الفريق من تعقب مجموعة من اليهود منشائها فلسطين حسب دعواهم، إلا أن نتائج الفحص كانت بمثابة كارثة على رأس المُدعين.
''أكثر من 80% من العينات المفحوصة لا تمت بصلة إلى الشرق الأوسط ولا حتى الأدنى.. بدون شك هم أوربيون'' يقول منفذ الدراسة، مؤكداً أن نتائج تحليل الحمض النووي الميتاكوندارى تشير إلى أن اليهود الإسرائيليون تعود أصولهم إلى مجموعة عاشت منذ 7500 عام في المكان الذى يُطلق اليوم عليه دولة إيطاليا.
الدراسات السابقة كانت تدعم وجهة نظر اليهود التقليدية في كونهم شعب الله المختار الذى نشأ في الأرض العربية، ومن ضمنها دراسة ترأسها ''هارى أوستربر'' الأستاذ بكلية الطب بنيويورك، والأخرى دراسة كان يدعمها ''دورون بهر'' عالم الجينات اليهودي بجامعة حيفا، وتقول الدراستان إن ''الأشكيناز والسفرديم واليهود المشرقون'' ينحدرون من جماعة عاشت في الشرق الأوسط منذ ما يقرب من 2000 عام، واستخدمت الدراستان عينات من الجينات أخذت فقط من بضع مئات من اليهود، الأمر الذى لم يُعطى الدراسة الثقة العلمية اللازمة في وقتها، على عكس دراسة الفريق الإنجليزي التى استخدمت ألاف العينات والتي تم جمعها على نطاق واسع.
النتائج التي خلصت لها الدراسة الإنجليزية، والتي تم نشرها في مجموعة من الأوراق البحثية علاوة على العديد من مجلات العلوم ذات الثقل العلمي، لا تعارض فحسب نتائج الدراسات السابقة، بل تثبت أن اليهود فشلوا، على المستوي الجيني، في أثبات ''حقوقهم التاريخية في أرض الميعاد''.
في كتاب ''اليهود أنثروبولوجيا'' الذى ألفه العالم المصري الكبير الدكتور جمال حمدان والصادر في فبراير من العام 1967، يقول ''حمدان'' إن اليهود المعاصرين الذين يدعون الانتماء إلى أصلاً إلى فلسطين ليسوا هم أحفاد اليهود الذين خرجوا منها قبل الميلاد، وهو الأمر الذى أثبتته الدراسة الحديثة، ويستطرد حمدان في كتابه قائلاً ''إن الاضطهاد الذى تعرض له اليهود وأدى إلى خروجهم من الأرض لم يكن بسبب التعصب الديني وإنما كان بسبب تعاملاتهم الحياتية واستعلائهم على غيرهم من الأمم''.
الدكتور ''ريتشارد'' المشرف على الفريق العلمي القائم بالدراسة يُقر بمدى الجدل الذى ستثيره الدراسة مؤكداً أنه سينال ''معارضة كبيرة من بعض القطاعات'' إلا أنه ''يثق فى نتائج دراسته ومستعد لمواجهة وتفنيد كل الادعاءات'' مؤكداً أن النتائج المعملية تتوافق مع التاريخ الذى يقول إن النسب الأشكينازى نشأ عندما تحولت بعض النساء في المناطق الأوربية التي تُطل على البحر المتوسط إلى اليهودية في الفترة الهلنستية حوالى عام 300 قبل الميلاد.
رائد علم الجينات الأوربية الدكتور ''أنطونيو تورونى'' الأستاذ بجامعة بافيا الإيطالية يؤكد أن نتائج الدراسة ''مقنعة جداً'' مشيراً إلى أن الحمض النووي الذى أطلع عليه يؤكد مدى التقارب الشديد بين ''الأشكيناز والإيطاليين''.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة واغتنم الفرصة واكسب 10000 جنيه أسبوعيا، للاشتراك اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: