''المريّمان''.. ''الغدر'' لا يعرف عمرًا
كتبت - يسرا سلامة:
اتخذن من ''العذراء'' معًا نفس الاسم، تشاركا في التضحية دون علمهما، وقتلهما نفس رصاص الغدر؛ لكن اختلف المكان الذي لفظا أنفاسهما الأخيرة على ترابه.
أما الأولى فهي ''مريم فكري''، إحدى ضحايا حادث ''كنيسة القديسين'' بالإسكندرية، الذي وقع أول ليلية من عام 2011، وأما الثانية فهي ''مريم أشرف''، الطفلة التي زهقت روحها جراء حادث ''كنيسة العذراء'' بالوراق.
سنوات عديدة تفصل بين عمريهما، لكن قدرًا واحدًا تكرر مرتين؛ سعادة واحدة كانت تملأ لحظاتهما الأخيرة، كل واحدة في مدينتها وكنيستها ووسط أقاربهما؛ فـ''مريم فكري'' كانت تتهيأ لعام جديد مع زميلاتها وسط مدينتها التي عاشت بها، بينما ''مريم أشرف'' كانت تهلل في زفاف ''عمتها'' وسط فرحة أسرتها.
''مريم فكري''، فتاة سكندرية توقف عمرها عند الخامسة والعشرين عامًا، كانت لكل من يعرفها ''عروس البحر''، قبل العام الجديد تهيأت؛ لاستقبال العام الجديد بكلمات لها عبر موقع التواصل الاجتماعي ''فيس بوك'' قائلة: ''سنة 2010 خلصت خلاص.. أنا قضيت أسعد أيام حياتي في 2010، وبجد استمتعت بالسنة دي، عندي أمنيات كتيرة في 2011 وأتمنى إنها تتحقق، يا رب خليك جنبي وساعدني لتحقق أمنياتي''.
قبل أن تدق الساعة الثانية عشر لتعلن نهاية عام مضى، اتجهت ''مريم'' وسط أسرتها إلى ''كنيسة القديسين'' للاحتفال بالعام الجديد، اتخذت من مقاعد الكنيسة الخلفية مكانًا لها وسط زميلاتها، وبدأت في ترديد ''ترانيم'' العام الجديد، حتى اتجهت صوب باب الخروج، دون أن تعلم أنها آخر خطواتها في الحياة.
لكن ''مريم'' لم تكن آخر ضحايا الإرهاب؛ فبعد ما يقرب من ثلاث سنوات من حادث ''القديسين'' ورحيل مريم ''الفنانة''، لاقت ''مريم أشرف''، الطفلة العروس، نفس مصير مثيلتها في الاسم.
''مريم أشرف''، طفلة في الثامنة من عمرها، ارتدت فستانها ''الأبيض'' مثل لون بشرتها، مرصعًا بالورود من الأمام والخلف، مصففة شعرها الأسود ''ضفيرتين''، متأهبة لحضور ''إكليل'' عمتها؛ لكنها لم تعلم أنها في انتظار 13 طلقة غدر، لتخترق جسدها النحيل وفستانها الذي اختلط به الأبيض بـ''حُمرة الدم''.
وسط صراخات أسرة الطفلة ذات الثامنة، ودعت ''مريم أشرف'' الحياة من مشرحة ''زينهم''، وضاعفت الحيرة حزن أسرة ''مريم'' عن كيف سيبلغون والدتها المصابة في نفس الحادث، مصير ابنتها الفقيدة.
رحلا ''المريّمان'' عن دنيانا، لم يبق لهما سوى صورتان لا يزالان يحملان البسمة والأمل برغم الأحزان التي تركوها بعد رحيلهم، وبرغم النهاية الأليمة لكل منهما، ولتترك لكل من يعرفهما سؤال واحد ''بأي ذنب قتلوا''.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ... اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: