إعلان

عقاب الخوارزميات"2".. كيف تنجو المواقع الإخبارية من تحديثات جوجل؟

علاء الغطريفي

عقاب الخوارزميات"2".. كيف تنجو المواقع الإخبارية من تحديثات جوجل؟

علاء الغطريفي
04:01 م الإثنين 03 أكتوبر 2022

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

إبحث عن لوجو مصراوي داخل الموقع يومياً خلال شهر رمضان للفوز بجائزة

تسجيل الدخول

كتبت الأسبوع الماضي: ماذا فعل جوجل في تحديثه الأخير عن ترتيب ظهور النتائج على محركه للبحث؟ وخصصت مقالي عن محاربته تحايل بعض المواقع الإخبارية من أجل حصد الزيارات المليونية. واليوم حديثنا سينصبّ على كيفية النجاة من عقاب خوارزميات جوجل، والوصول إلى أداء جيد يحترم مهنة الصحافة ويكون صديقًا في الوقت ذاته لمحرك البحث.

بالطبع لا تنتظر مني أن أكون ساحرًا، ولا تتوقع أن أقلّد "علي بابا "، محرك البحث الذي اخترعته المواقع الإخبارية، وخالفت مقاصد الاستعانة به؛ لأنها رأته منقذًا ومخلّصًا، رغم أن خلاصها في العودة لأصول المهنة، فهي سفينة نوح المهجورة، بدونها لن تكون هناك جبال تعصمها من طوفان الخوارزميات، ولن تكون هناك نجاة أو مَرسى على شُطآن الانتشار والثأثير.

عندما استسلمت المواقع الإخبارية لـ"على بابا" محركات البحث، اندفعت إليه بتهور أوهام الرواج، دونما إدراك أنه لن يفتح المغارة أو يأتي بالكنوز. تجاهلت أن دوره النصيحة وليس القيادة، ومهمته المساعدة وليس الصيد نيابة عن المحررين، ووظيفته الإرشاد وليس توجيه صناعة المحتوى، ورأيه استشاري يتعلق بالتقنية والشكل وتوقيتات الاهتمام وليس إدارة غرفة الأخبار!!

بنيت معادلة الحياة على التوازن، إذا تخلّينا عنها وقعنا في هاوية الإسراف والمبالغة لجانب على حساب آخر، وحصدنا الهشيم الذي تذروه رياح الذكاء الاصطناعي، خاصة إذا كان قرارنا أن نصادق "على بابا" وليس محرك البحث نفسه.

يقتضي التوازن أن نستمع إلى نصائح اختصاصيّي محركات البحث، سواء التقنية أو التعريفية والشكلية لمحتوانا، وفي الوقت ذاته نحافظ على طريقتنا المُثلى في فنون وقوالب الكتابة الصحفية؛ نهيئ أنفسنا لخدمة المحتوى المفيد، ولا نخدم محرك البحث. لنكن ندًا للخوارزمية. صداقة الأنداد تدوم وتبقى.

لم يأتِ جوجل بمعاييره من المريخ، بل جاءت انعكاسًا لمعايير مستقرة متعارف عليها عند الكتابة للجمهور سواء كان منتجك محتوى إخباريًا أو سلعة قادمة عبر البحار؛ فالمهنية والأخلاقية الحاكمة لهذه المعايير، صاغها مهنيون، ويراجعها من هم مثلهم، ويتابع تطبيقها أيضاً من فترة إلى أخرى خبراء ثقات يخدمون آلة الإنترنت الأقوى على الأرض "جوجل".

لن أخوض في المصطلحات الفنية عن كيفية توافق محتواك مع محركات البحث حتى لا أثقل على القارئ الكريم، وسأذهب للنصائح الخاصة بالمحتوى، ألخّصها فى نقاط، بعضها لجوجل وبعضها الآخر لكاتب السطور من واقع التجربة، لعلها تكون بوصلة، تنجّينا من مصير سيزيفي "من سيزيف الإغريقي" الذي عوقب برفع صخرته إلى قمة الجبل، لتسقط مرة أخرى إلى السفح، ويعاود الكرّة مرة وراء أخرى للأبد، وكأنه لم يفعل شيئًا!

النصائح والإرشادات هي:

· أن يكون محتواك أصيلًا وفريدًا، وابتعد قدر الإمكان عن النسخ والاقتباس، وإذا حدث فالتزم بقواعد النسب للمصادر وأصول الاقتباس.

· بجب أن يحوز محتواك ثقة الجمهور أو المستخدمين.

· كن موضوعيًا وحافظ على التوازن وإيراد وجهتي النظر أو وجهات النظر المختلفة في محتواك.

· تحرِّ الاكتمال قدر الإمكان، فلا تلجأ إلى التفتيت إذا كانت لديك قصة جيدة، قدمها للجمهور مكتملة أفضل "الفشار لا يبقى ويعاديه محرك البحث".

· احذر أن يكون محتواك ذا طبيعة سطحية ويخلو من الحقائق والمعلومات وآراء الخبراء والمتخصصين في ذات موضوع النص.

· تجنّب تكرار المحتوى في صور عدة حول موضوع واحد أو عدة موضوعات في نفس الشأن بنفس التفاصيل " لا يصح مثلًا أن نكتب يوميًا نفس القطعة بنفس التفاصيل عن صلاة الاستخارة".

· تجنّب الأخطاء الإملائية أو الأسلوبية أو ما يخص التدقيق للحقائق التي يحويها نصّك.

· أن يتعلق المحتوى باهتمامات الناس ولا يكون خيالًا أو تخمينات للموقع للحصول على ترتيب جيد عند الظهور على محرك البحث.

· أن يحمل محتواك تحليلًا أو بحثًا أصيلًا يتضمن معلومات ذات قيمة.

· أن يقدم الموقع قيمة مضافة مقارنة بالآخرين؛ أي أن يصنع الموقع جديدًا في شأن الموضوع الذي يتناوله المحتوى.

· حافظ على مستوى الجودة في المحتوى من تقديم الفكرة حتى الكتابة والعرض.

· أن يمثل موقعك مرجعية، سواء في الموضوع أو لدى عدد كبير من المستخدمين، وهو ما يفسّر معيار الاعتمادية لدى الجمهور؛ غاية أي مؤسسة إعلامية للبقاء والاستمرار.

· أن يكون فريق المحتوى مؤهلًا ومدربًا، ولديه إلمام كافٍ بقواعد الكتابة وثقافة العالم الرقمي وتنوّع منتجاته.

· أن يتضمن المحتوى جديدًا مفيدًا مُثيرًا لاهتمام المستخدمين، فالجدّة- من الجديد- أحد أسرار التلقي في العالم الرقمي.

· أن يكون المحتوى مهمًا لدرجة أن يشاركه المستخدم على منصات أخرى أو يحتفظ به.

· ألا يقدم الموقع قدرًا زائدًا من الإعلانات مع المحتوى بما يشوّش على المحتوى الرئيسي ويدفع لتجربة استخدام سيئة للمستخدمين.

· أن يكون المحتوى قويًا ويمكن أن تراه في مطبوعة أو موسوعة أو كتاب.

· أن يتم إنتاج المحتوى بعناية واهتمام شديدين يعكسان أفضل تجربة للمستخدم الذي يتعرض له.

· ألا يكون المحتوى مصدرًا للشكوى من جانب المستخدمين.

· ألا يكون المحتوى ضعيفًا وقصيرًا للدرجة التي تؤثر على فهمه أو تُظهره بمظهر النقص أو عدم الوضوح.

ولنا في قادم الأيام اشتباكات أخرى مع تحديات تواجه غرف الأخبار، في زمن قاسٍ طاحن، يُذكّرنا بممرات الخطى الضائعة في روايات أدب المعاناة.

إعلان