لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

الأزهر والكيل بمكيالين

الكاتب الصحفي بشير حسن

الأزهر والكيل بمكيالين

بشير حسن
07:01 م الخميس 14 مايو 2020

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

انتقاد الإمام الأكبر شيخ الأزهر ممتد منذ توليه المسؤولية، فالرجل لم يسلم من أقلام البعض لا في عصر مبارك ولا في الفترة التي حكم فيها الإخوان مصر، لكن انتقاد الرجل زاد في الفترة الأخيرة، وتحول من اختلاف في وجهات النظر ونقد بعض الأفكار والمناهج التي تدرس لطلاب الأزهر إلى هجوم ومحاولات للنيل من الإمام ومن المؤسسة الأعرق التي يديرها، وكنا على الدوام لبنة في حائط صد يحول بين الشيخ ومحاولات النيل منه أو من المؤسسة التي لعبت دورًا وطنيًا وتنويريًا على مر العصور، وحذرنا من محاولات الوقيعة بين الأزهر وغيره من المؤسسات المهمة، وتوقفنا أمام الاحترام المتبادل بين رئيس الجمهورية والإمام الأكبر، وهي المنطقة التي حاول البعض اللعب فيها، لكنهم فشلوا.

لكن هذا لن يثنينا عن التوقف أمام قضيتين وضعتا الأزهر في بؤرة الأحداث:

الأولى خاصة بالدكتور عطا السنباطي العميد السابق لكلية الدراسات العليا وأستاذ الفقه المقارن، والذي صدر له قرار برئاسة أكاديمية الأزهر لتدريب وتأهيل الأئمة والدعاة وباحثي وأمناء الفتوى، وهو المنصب المهم في مؤسسة الأزهر، لكن القرار تم إلغاؤه بعد ساعات، عندما اكتشف فضيلة الإمام (والعهدة على مواقع إخبارية) أن الدكتور عطا كان مساندًا لجماعة الإخوان أثناء فترة حكمهم، وقالت المواقع إن رواد السوشيال ميديا تداولوا ما كان يكتبه عطا على حسابه الخاص في (فيسبوك)، وكان من بينها صور جمعته بقيادات إخوانية في اعتصام رابعة، وهو ما دفع شيخ الأزهر إلى التراجع عن قرار تعيينه، رغم محاولات الرجل الدفاع عن نفسه من خلال بعض البرامج، لكني سوف أفترض أنه مدان، وأن قرار اختياره للمنصب كان خاطئًا، لكني أتساءل.. كم من الذين انحازوا للإخوان ما زالوا يرتعون في المناصب ويطلون من الشاشات؟ لماذا الكيل بمكيالين، وبيننا أشخاص كانوا يقاتلون من أجل بقاء الجماعة في الحكم؟ كثيرون أساءوا للمؤسسة العسكرية وحاولوا تشويهها لخدمة الإخوان، وما زالوا في مناصبهم، بل حظوا بمناصب أكبر بعد رحيل الجماعة، إذا كان استبعاد السنباطي سببه انحيازه لجماعة الإخوان.. فاستبعدوا كل من انحاز لهم، وهم كثر، هذا إذا كنا نريد إنصافًا.

أما القضية الثانية التي وضعت الأزهر في بؤرة الأحداث فكانت المدينة الجامعية الخاصة بطلابه، والتي فتحت أبوابها للمحجورين صحيًا، لم أكن أتوقع أن تكون المدينة بهذا الشكل الذي يسيئ للمؤسسة الأكبر، التي نراها المرجعية في النظافة، والتي علمنا خريجوها أن (النظافة من الإيمان)، فالأزهر ليس فقيرًا حتى لا ينفق على تأسيس مدينة طلابه، ولا شخصية إمامه تسمح بهذا المنظر الذي تداولته وسائل الإعلام والسوشيال ميديا، وروج له المحجورون صحيًا، كيف تسمح يا فضيلة الإمام بأن يعيش الطلاب في هذا المكان الذي تتأذى منه الأعين؟ وكيف تستقبل المدينة طلابها من الخارج وهي المفروض عنوان للأزهر ولمصر؟ أتمنى أن تعيد المؤسسة النظر في المدينة الجامعية ولو من أموال الزكاة التي تجمعها للفقراء.

إعلان

إعلان

إعلان