لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

صلاح واحد لا يكفي

محمد الصباغ

صلاح واحد لا يكفي

محمد الصباغ
09:00 م الأحد 27 مايو 2018

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

لا يفارق اسم لاعب ريال مدريد الإسباني سيرجيو راموس ألسنة المصريين وملايين من مشجعي نادي ليفربول الإنجليزي حول العالم. جذب راموس لاعبنا الدولي وأملنا في كأس العالم محمد صلاح من ذراعه، وسقط به أرضًا، ليتعرض الأخير لإصابة قوية في كتفه أخرجته من نهائي دوري أبطال أوروبا.

جلس المصريون على المقاهي وفي المنازل ملتفين حول الشاشات بعد دقائق من الإفطار لمتابعة ما سيفعله محمد صلاح أمام نجوم ريال مدريد في أهم مباراة في الموسم الرائع للاعب المصري.

في الدقيقة 26 وقعت الكارثة، راموس تسبب في إصابة صلاح. بكاء صلاح هز قلوبنا جميعًا وانذرفت دموع الكثيرين. انطلقت الشتائم من أفواه المصريين، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي بدأ البحث عن حسابات راموس على فيسبوك وتويتر.

"حفلااااااه".. وابل من الشتائم والسباب والدعوات ضد مدافع ريال مدريد. نشر البعض اسم والدته أيضًا وظهر عنوانه في العاصمة الإسبانية مدريد.

كتب راموس تغريدة قال فيها إن كرة القدم لها وجه جميل وآخر قبيح، وفي النهاية هم زملاء في كرة القدم، وتمنى السلام لمحمد صلاح.

بالعودة إلى ردة فعل المصريين، فلم يتابعوا المباراة بنفس الحماس بعد خروج صلاح. وكان السؤال الأول حول درجة إصابة مهاجم ليفربول وما إذا كان سيكون بمقدوره اللحاق بكأس العالم في روسيا الشهر المقبل.

مباراة مصر الأولى في المونديال ستكون في الخامس عشر من يونيو المقبل ضد أوروجواي، أي بعد أقل من ثلاثة أسابيع. انتشر الذعر والخوف حينما تخيل البعض منتخب مصر بدون محمد صلاح، من يمكنه القيام بدوره وهو الهداف الأول للمنتخب والسبب الرئيسي في الوصول إلى روسيا.

ربما يبرز محمود تريزيجيه الذي يقدم موسمًا رائعًا مع نادي قاسم باشا التركي، أو يكون المفاجأة هو عمرو وردة المتألق في اليونان. لكن بالطبع الإجابة واضحة، لا بديل لمحمد صلاح، فنادي ليفربول بقدراته المالية والكروية تراجع كثيرًا بعد إصابة الفرعون .

لم يعوض نجوم مثل ماني وفيرمينو ولالانا ومعهم مدرب عظيم مثل يورجن كلوب لاعبنا محمد صلاح. فهل يقدر منتخب مصر؟

هذا السؤال هو الأهم حاليًا، وربما وسط هذا الذعر يجب أن نبحث عن محمد صلاح آخر أو آخرين. المواهب كبيرة وكثيرة، وصلاح بنفسه قال في لقاءات تليفزيونية إنه لم يكن الأفضل من حيث الموهبة بين لاعبي جيله من الشباب، فقد كان يرى أن هناك مواهب تفوقه، لكن بالإصرار والاجتهاد وصل إلى ما هو عليه.

على اتحاد الكرة أن يفكر كثيرًا في توفير البيئة المناسبة لخروج أكثر من صلاح جديد، والبحث عن طرق لخروج الشباب في سن مبكرة إلى القارة الأوروبية حيث الاحتكاك القوي وكرة القدم التي حولت المراهق لاعب نادي المقاولون إلى نجم ينافس ميسي ورونالدو، ويسجل 44 هدفًا في موسم واحد.

على الأندية أن تبدأ في النظر إلى المستقبل وألا تفكر في بطولة دوري تحت أقدامها، بل تنظر إلى الأمام كما فعل المقاولون العرب مع محمد صلاح ومحمد النني لاعب أرسنال.

المدربون في الأندية وقطاعات الناشئين يجب أن يفتخروا بأن يخرج لاعب من تحت أيديهم ليلعب الكرة في أندية أوروبية، لا أن يجلس بديلًا في الدوري الممتاز على دكة الأهلي أو الزمالك.

عليهم أن يزرعوا في اللاعبين الثقة بالنفس، فأنت اسمك ليس كريم نيدفيد أو محمود تريزيجيه، أنت كريم وليد ومحمود حسن. ثق بنفسك واصنع اسمًا. فبإمكانك أن تكون أفضل ممن حملت اسمهم من اللاعبين العالميين، ومحمد صلاح أكبر دليل.

لا تجعلوا الصغار يريدون أن يكونوا محمد صلاح، بل اغرسوا في عقولهم أن يتفوقوا على هداف الدوري الإنجليزي ومحطم الأرقام القياسية.

أما الدور الأكبر، فيقع على اللاعب. العب كرة القدم قدر الإمكان. لا تكتفِ بالجلوس احتياطيًا لنجوم في الأندية المحلية. اخرج إلى أوروبا، وتحمّل الغربة، وضع هدفًا أمامك لم يصل إليه غيرك.

إصابة محمد صلاح في نهائي دوري أبطال أوروبا جعلت قلوبنا تنخلع كمصريين، لكن أيضًا تجبرنا على التفكير فيما هو قادم. نريد أكثر من محمد صلاح. نريد أن يخرج مراهق مصري جديد ليكتب التاريخ ويحطم ما صنعه "أبومكة" في موسمه الأول مع ليفربول.

إعلان