إعلان

إلى الأمان.. إدارة الأزمات البشرية

اللواء الدكتور محسن الفحام

إلى الأمان.. إدارة الأزمات البشرية

11:24 ص الأحد 04 يناير 2015

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم - اللواء الدكتور محسن الفحام:

تضمنت المداخلات التي وصلتني خلال البرنامج الاذاعي الذي أشرت إليه في الأسبوع الماضي سؤالاً حول ما تتعرض له البلاد حالياً من ازمات اقتصاديه وسياسية وأمنية وإنه لا توجد رؤية واضحة لمعالجة تلك الأزمات.

والحقيقة انني تعجبت من هذا التساؤل واستشعرت إنه متعمد ومقصود في إطار ما يحاول أن يقوم به البعض من محاولات التشكيك في الخطوات الجادة التي تقوم بها أجهزة الدولة إلا القليل منها والذي اعتقد ان هؤلاء المتقاعسين منهم سوف تشملهم حركة التغييرات القادمة سواء بالنسبة للوزراء او المحافظين و هو ما دفعني للإجابة بشيء من الحدة والجدية ووجدتني أقول ان ما تعرض له الوطن طوال السنوات الأربعة السابقة بعد ثورة يناير 2011 لو حدث في أي دولة أخرى لكانت قد انهارت وسقطت في دهاليز الضياع، وأمامنا العراق أكبر مثال على ذلك فبعد أن كانت تمتلك أقوى الجيوش العسكرية والفكرية والعلمية أصبحت مقسمة إلى أكراد وشيعة وسنة، ناهيك عن السيطرة الأمريكية على مقدرات مصادر الطاقة والدخل هناك وهيهات أن يعود العراق إلى سابق مجده وعزه إلا بعد أعوام كثيرة... وها هي ليبيا قد أصبحت أحد معاقل الجماعات الإرهابية وتنظيم داعش.. كما اصبحت مهيأة للتقسيم هي الأخرى.

لقد فقد الاقتصاد المصري بعد أحداث يناير أكثر من نصف الاحتياطي النقدي في البنك المركزي.. وسياسياً فقد تبارت الدول الداعمة للإخوان في وضع العراقيل أمام الدولة لكي لا تسمح لها بأي تقدم، بل أن بعض هذه الدول ما زالت تعيش على أمل فشل هنا التحول التاريخي الذي قلب موازين حسابات العالم في ثورة يونيو 2013 وأن يعود الإخوان إلى حكم البلاد والعباد – و هذا لن يحدث بإذن الله – وأمنياً ماذا كنا ننتظر من جهاز الشرطة بعدما اقتحمت سجونه وأقسامه وأفرغت وزارة الداخلية من خيرة كوادرها واستشهاد افضل عناصرها.

- كان من نتائج علم إدارة الأزمات الذي درسته - و حصلت منه على درجة الدكتوراه - ان أي ازمة مهما عظمت و تفاقمت لابد لها من نهاية، ولابد ان يكون لها حلاً.. إلا ازمة الإنسان مع نفسه.. وهي في بلادنا تتمثل في فقدانه الثقة في نفسه و في قيادته.. في فقدانه الشعور بالاطمئنان والرضى والاقتناع بأن ما نحن فيه حالياً بعدما تعرضنا له مؤخراً هو في حد ذاته إنجاز.. وانه لابد ان يكون على قناعة بأن من يتولى ادارة البلاد حالياً رجل و طني مخلص، يسعى بكل ما اوتي من خبرة و حكمة إلي العبور بالوطن من عنق الزجاجة في اسرع وقت.. وها هو يتحرك شرقاً و غرباً لكسب تأييد العالم لمصر..، وها هو داخلياً يوجه و يدعم كل المشروعات التي تهدف إلي تحقيق مطالب المواطن المصري البسيط.

- إدارة أزمة البشر لابد من مناقشتها بشكل موضوعي لأن الدولة في أشد الحاجة إلى العنصر البشري في كافة مجالات العمل و التطوير.. لابد من زرع روح التفاؤل الأمل والعمل بينهم من خلال كافة الوسائل المتاحة إعلامياً ومن خلال الجامعات والمساجد و الكنائس، وفي اللقاءات والندوات التي يقوم بها حالياً المرشحون الجدد للبرلمان القادم.. كل أزمة لها علامات للانبذار المبكر قبل بدايتها ثم تمر بمرحلة يتم فيها التعايش و التعامل معها لحين انتهائها ثم نخرج منها بعد ذلك بعدة دروس مستفادة حتى لا تتكرر تلك الأزمة مرة اخرى...و نحن الآن نمر بمرحلة التعايش و التعامل مع الأزمات التي اوشكت على الانتهاء لصالح الوطن لنبدأ مرحلة جديدة من تاريخه والتي تتطلب العمل بكل جدية و اخلاص لكي لا تعود عجلة الاحداث إلي ما كانت عليه قبل ذلك و نتعرض لما تعرضنا له من فقدان الشعور بالأمن و السلام.

- ان إدارة أزمات البشر أصعب بكثير من إدارة الأزمات الأخرى.. فلابد للمواطن المصري أن يشعر بقيمته وأهميته في مجتمعه و يبادر هو نفسه في القيام بأي عمل أو نشاط أو حتي من خلال عمله في الحكومة والقطاع العام ويقوم بتحسين اداءه و حسن معاملة المواطنين.. لابد له أن يحقق التوازن العادل بين مطالبه وإمكانيات الدولة المتاحة حالياً والتي ما زالت تعاني من سنوات عجاف مرت بها و فقدت خلالها الكثير من مواردها.

حتى الآن ما زلت أري ان القادم أفضل للإنسان المصري الذي حقق خلال ثلاث سنوات ثورتين والذي حقق انتصارات أكتوبر 1973 بعد سنوات من الهزيمة و الانكسار.. وها هو يهدي حالياً للعالم قناة السويس الجديدة لتكون شرياناً جديداُ للحياة الاقتصادية لدول العالم أجمع.

اليوم و نحن في بدايات العام الجديد أتمنى ان تعود للشعب ثقته في الله و في نفسه و في قيادته ، و كل عام و انتم و مصرنا الحبيبة دائماً بخير و سلام.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

إعلان

إعلان

إعلان