لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

خالد السرجاني.. معلم الأجيال محارب الظلم

خالد السرجاني

خالد السرجاني.. معلم الأجيال محارب الظلم

09:31 ص الأربعاء 10 سبتمبر 2014

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم - هاني سمير:

يدخل مدرس اللغة العربية للمدرج يرى شابًا يرتدي سلسلة ذهبية ويبدو عليه أنه "فرفور" طالبه بالوقوف، وحينما وقف قال له أعرب وأعطاه آية قرآنية صعبة جدا - لا أتذكرها الآن.

وقف خالد السرجاني وأعربها بطريقة أبهرت المدرس وأقرانه طلبة الجامعة.

هكذا يحكي لنا السرجاني عن ذكرياته حينما كنت في قسم الأخبار بجريدة الدستور وقت رئاسة تحرير الزميل ابراهيم عيسى.

كان عبقريًا في اللغة العربية لدرجة أنه كان يتحدى خريجي دار العلوم.

يدخل بخطوته السريعة المعتادة كل صباح حاملا حقيبته الكبيرة: صباح الخير جميعا، يخرج حاسوبه ويجمع حوله الصحف ويطلب قهوته المعتادة من بهجت "عامل البوفيه"، يتصفح بريده الإلكتروني سريعًا ثم يلتقط صحيفة ويذهب إلى الحمام.

تقريبًا هذا هو الروتين اليومي للأستاذ خالد السرجاني الذي وافته المنية السبت الماضي.

فتيات تتمتم وتتعجب من عادته قراءة الصحف في الحمام، وأخرى تضحك وثالث يطالبهم بأن يلتفتوا لأعمالهم وعدم التدخل في حياة الآخرين.

يدخل أحمد القاعود - عادة متأخرًا - ينهره السرجاني على التأخير ويرسل خطاب بالخصم لعقابه، لكن القاعود يداعبه: انت ربنا مش ناوي يتوب عليك بقى من الخصومات دي.

فيرد: وأنت ربنا مش ناوي يتوب عليك وتيجي الشغل في ميعادك.

"يا هاني خلي بالك دا أبوه جهادي وتكفيري كبير" هكذا كان يداعبني حينما كان يراني أتحدث مع القاعود في قسم الأخبار بجريدة الدستور.

لم يبخل على أي منا بمساعدتنا في كل المجالات وكل المصادر، كان سبب تعرفي على الدكتور نبيل عبد الفتاح وغيره الكثيرين من رواد الفكر في مصر.

آخر اتصال كان لتهنئته بعيد الفطر وشكره على ما قام به معي طوال حياتي الصحفية فرد بحنو لم أعهده من قبل: لا شكر على واجب أنت صحفي مجتهد وموهوب.

بداية تعاملي معه اختلفت عن كل صحفيي قسم الأخبار، ووكل لي الكتابة في ملف الأقباط ، أول خبر كتبته جعلني أعيد كتابته 18 مرة وفي كل مرة ينهرني: يا أستاذ هاني ده خبر، لم أكن أعلم أنه أراد أن يختبر صبري وكيفية الخروج من المأزق بكتابة الخبر بأشكال مختلفة، لكن في النهاية نشر الخبر في قصاصة صغيرة على الهامش دون نشر اسمي وكان ذلك بمثابة الطامة الكبرى فقد كان أول خبر أكتبه في الدستور.

بعدها فتح لي المجال للنشر على مساحات كبيرة في الجريدة وكان يمدني بمصادر مختلفة من المفكرين وأفكار للتحقيقات، كان رحمه الله بمثابة الأب الروحي الذي يعضدني وقت الضيق.

حازم كثير الغضب لا يعرف المجاملات.. الوهلة الأولى التي تراه فيها تتمنى ألا تتعامل معه وألا تعمل تحت رئاسته، لكن بعدما تتعامل معه تكتشف حقيقته إنه حقا معلم أجاد تعليم الكثيرين، واسع الاطلاع في كل المجالات، كتاب يسير بقدمين، وأكثرهم رحمة وحنو على العاملين في بلاط صاحبة الجلالة.

وداعًا معلمي.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

إعلان