- إختر إسم الكاتب
- محمد مكاوي
- علاء الغطريفي
- كريم رمزي
- بسمة السباعي
- مجدي الجلاد
- د. جمال عبد الجواد
- محمد جاد
- د. هشام عطية عبد المقصود
- ميلاد زكريا
- فريد إدوار
- د. أحمد عبدالعال عمر
- د. إيمان رجب
- أمينة خيري
- أحمد الشمسي
- د. عبد الهادى محمد عبد الهادى
- أشرف جهاد
- ياسر الزيات
- كريم سعيد
- محمد مهدي حسين
- محمد جمعة
- أحمد جبريل
- د. عبد المنعم المشاط
- عبد الرحمن شلبي
- د. سعيد اللاوندى
- بهاء حجازي
- د. ياسر ثابت
- د. عمار علي حسن
- عصام بدوى
- عادل نعمان
- علاء المطيري
- د. عبد الخالق فاروق
- خيري حسن
- مجدي الحفناوي
- د. براءة جاسم
- عصام فاروق
- د. غادة موسى
- أحمد عبدالرؤوف
- د. أمل الجمل
- خليل العوامي
- د. إبراهيم مجدي
- عبدالله حسن
- محمد الصباغ
- د. معتز بالله عبد الفتاح
- محمد كمال
- حسام زايد
- محمود الورداني
- أحمد الجزار
- د. سامر يوسف
- محمد سمير فريد
- لميس الحديدي
- حسين عبد القادر
- د.محمد فتحي
- ريهام فؤاد الحداد
- د. طارق عباس
- جمال طه
- د.سامي عبد العزيز
- إيناس عثمان
- د. صباح الحكيم
- أحمد الشيخ *
- محمد حنفي نصر
- أحمد الشيخ
- ضياء مصطفى
- عبدالله حسن
- د. محمد عبد الباسط عيد
- بشير حسن
- سارة فوزي
- عمرو المنير
- سامية عايش
- د. إياد حرفوش
- أسامة عبد الفتاح
- نبيل عمر
- مديحة عاشور
- محمد مصطفى
- د. هاني نسيره
- تامر المهدي
- إبراهيم علي
- أسامة عبد الفتاح
- محمود رضوان
جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع
بقلم - لواء دكتور محسن الفحام:
تمضى الأيام على وطننا الحبيب ما بين الاٌلام والامال ، ويمر عامين على وفاة عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية السابق ورئيس جهاز المخابرات الاسبق فى 19/7/2012 وما زال صدى صوته يتردد فى آذاننا عندما أعلن عن تخلى الرئيس الأسبق حسنى مبارك عن منصبه، فى بيان لم يستغرق دقيقتين ولكنه كان كافياً لوضع نهاية لنظام استمر ثلاثين عاماً بما له وما عليه وبداية مرحلة جديدة من تاريخ نضال هذا الوطن.
كان منذ نشأته مولعاً بدراسة الرياضيات واللغات الأجنبية وكان يجمع شباب العائلة ليشرح لهم ما يصعب عليهم فى هذه المواد، وهذا سر اهتمامه بمواصلة الدراسة حتى بعد أن عمل فى المناصب القيادية بالقوات المسلحة حيث حصل على الماجستير فى العلوم السياسية، وهو ما ساعدة كثيراً فى المباحثات والمفاوضات والمؤتمرات التى كان يحضرها فى معظم الدول الاوروبية بالاضافة الى الولايات المتحدة الامريكية، وكان حافظاً للقرآن الكريم عن ظهر قلب، ودائم التردد على المساجد لأداء معظم الفروض حتى وهو نائبا لرئيس الجمهورية، واتذكر هنا أن طلب منه أحد أئمة المساجد الذى كان يؤدى فيه صلاة الجمعة ، وكنت معه ، تجديد المسجد عندما لمحه فيه وكان أول مرة يتردد علية فوافق على الفور على أن يكون ذلك بصفته الشخصية وليست الوظيفية ودون أن يعلن عن ذلك.
كانت حرب اليمن عام 1962أولى الحروب التى شارك فيها واستمر هناك ثمانية أشهر، ثم شارك فى حرب 1967 وذاق مرارة الهزيمة وشارك فى حرب الاستنزاف وصولاً الى انتصار اكتوبر 1973 .
تلقى الرجل العديد من الصدمات الإنسانية فى مشوار حياته، حيث فقد والدته وشقيقته وشقيقه الذى كان يعتبره بمثابة الأبن والاخ والصديق وذلك على فترات متقاربة وكنت أراه رابط الجأش إلا عند وفاة شقيقه اللواء جمال سليمان وكان يقول عنه إنه السند الذى لا يمكن أن أعوضه طوال حياتى، حيث كان يكلفه بدراسة أحوال أهل المنطقة التى شهدت فترة شبابهما وكان يقوم بتلبيتها دون أن يعلم هؤلاء انه وراء ذلك، وكان اليتيم أحد أهدافه حيث كان يرعى المئات منهم مستخدماً اسماء مختلفه حتى لا ينسب اليه الفضل فى ذلك واتذكر انه عندما كان يقوم بزيارة والدته كان يطلب من سائقه الوقوف بعيدا حتي لا يلفت الانظار، أو يحدث ارتباكا بالمنطقه ويتوجه مترجلا اليها مصافحاً كل من يتعرف علية ببشاشة وتواضع واحترام .
بطبيعة الحال فانني لن أخوض في تفاصيل عمله أو انجازاته بجهاز المخابرات العامة، ولكنني ساكتفي بالإشارة لبعض المواقف التي سمعت عنها يوم ما أو عايشتها بنفسي معه، وهنا فانن أعلم ان البعض قد ينتقد ما سوف اتناوله ويعتقد انها محاوله لتحسين صورته الا أنني أجد لزاما علي أن يعلم هؤلاء المغيبون والذين نجحت أبواق الكذب والخداع من التيارات المختلفة ومعظمها من المتأسلمين الذين أصابهم الهلع عندما أعلن اعتزامه الترشح للرئاسه وقاموا باصدار قانون للعزل السياسي مفصلا عليه.
وكان رحمه الله يتندر علي ذلك بقوله (القانون مافيهوش زينب) واقول لهؤلاء ان هذا الرجل كان قائدا مصريا عظيما تأثر بالهزيمة وصمم علي الانتصار وحققه مع ابطال القوات المسلحه عام 1973 ثم حارب من أجلها وقت السلم حروبا أشرس من تلك التي خاضها في الحرب لأنه كان يقودها بمفرده في المحافل الدولية، تعرض للموت من اجل مصر .. تعرض للاغتيال من اجل مصر..تعرض للجحود من ذوى النفوس المريضة، اصابه الحزن والمرض من اجلها الي ان انتقل الي جوار ربه راضيا مرضيا باذن الله .
عندما وافق على الترشح للرئاسة كان ذلك نزولاً على رغبة ملايين المصريين، الذين يعرفون القيمة الحقيقية لهذا الرجل، وهنا اتذكر كيف كان المئات ينتظرونة أمام منزله وأمام المسجد الذى يصلى به يطالبونة بالترشح، وبرغم ظروفه الصحية ومحاولات عائلته الاكتفاء بما قدمه للوطن تقدم لخوض المعركة وقدم مصلحة بلاده على أى هدف اخر، حتى لو كان ثمن ذلك هو حياته نفسها.
قال لى أحد قيادات جهاز المخابرات العامة اننا نعلم جيداً حجم الانجازات التى تحققت فى عهد هذا الرجل وكم كنا فخورين بذلك داخلياً وعربياً ودولياً، وكيف كان يأتى إليه الوزراء من مختلف التخصصات حتى الاقتصادية منها ليستطلعوا رأيه فى العديد من أمور أعمالهم، وكيف كان يجمع القيادات الفلسطينية فى أسرع وقت لحل المشاكل التى تتعرض لها القضية الفلسطينية وكان الجميع يتقبل قرارته بشأنها، وكيف كان يستقبل فى الخارج استقبال رؤساء الدول، وكيف كان يتعامل مع المؤمرات التى تحاك ضد الوطن بكل حزم وحسم .
هذا الرجل حقق لوطنه الكثير إلا أنه كان يأبى ان ينسب ذلك لنفسه وكان يقول لولا هذا الوطن الذى نشأنا فيه وما له من تاريخ وثقل وقوة ما كنا لنحقق ما حققناه ، ولكننا كقيادات لهذا الجهاز لا نستطيع ان نعلن عن تلك الانجازات لكونها تتعلق بالامن القومى المصرى الا اننى على يقين ان التاريخ يوم ما سوف ينصف هذا الرجل الذى ظلم حياً وميتاً.
وهنا اتذكر اخر لقاء جمعنى به قبل سفره الاخير الى ابو ظبى حيث تحدث باستفاضة على غير عادته كانه كان يودعنا ...فى هذا اللقاء أعرب عن حزنه لما آلت اليه أحوال البلاد والعباد وما تعرض له هو شخصياً من هجوم وتشكيك فى ولاءه للوطن، وتساءل معى كيف يكون اهتمامه قاصراً على حماية النظام القائم وهو الذى كان من أكثر الرافضين لمبداً التوريث، وتحدث معى عن طبيعة الشعب المصرى قائلاً بابتسامة صافية ( هذا الشعب ليس له كتالوج ) فهو من أذكى الشعوب واقواها واطيبها، عنيف عند غضبه متسامح عند رضائه، اذا اراد تحقيق هدفاً لا بد أن يصل اليه ، كان اشقاً لهذا الشعب وكنت دائماً عندما تحتدم المناقشات فى المفاوضات الأمنية أو السياسية مع بعض الدول اقول لهم اننى موفد من قبل شعب لا يرحم من يسىء اليه او يظلمه ، ولا ينسى من وقف بجانبه او يدعمه .
تذكر فى هذا اللقاء المشير طنطاوى قائلا إنه تحمل الكثير من أجل هذا الوطن، خاصة فى مرحلة حكم المجلس العسكرى وما بعدها ، إنه رجل مصرى حتى النخاع ، وهو وطنى بأمتياز.
وعن اللواء مراد موافى الذى خلفه فى رئاسة المخابرات قال عنه انه رجل من الجيل الذهبى لهذا الوطن ادى ما عليه بأمانة وتجرد، وكان اميناً على وطنه حزيناً على ما وصل اليه هذا الوطن.
وعن الرئبس عبد الفتاح السيسى قال عنه انه عندما تولى رئاسة ادارة المخابرات الحربية توقع انه سيكون له شاناً كبيراً فى القوات المسلحة ، فهو يتمتع بثقة المشير طنطاوى الذى لا يعطيها الا لمن يستحقها، ولديه قبول لدى كل من عمل معه، وان الدولة فى حاجة لمثل هؤلاء الرجال المخلصين الذين لهم رؤية ثاقبة ...الا ان القدر لم يمهل الراحل العظيم ليرى ما تنبأ به لهذا الرجل.
هذا غيض من فيض وفى جعبتنا الكثير ولكننى احترم رغبة العائلة فى ان تبقى سيرته وذكراه على نطاقها فقط ، بيد اننى رأيت ان الواجب يحتم على أن اتذكره واترحم عليه واتذكر مقولته لى ، ان إرضاء البشر غاية لا تدرك ، وأننى بذلت حياتى فداء لهذا الوطن.
فى ذكرى وفاته الثانية اقول: رحمك الله ايها الفارس النبيل.
الأراء الوادرة في المقال تعبر عن رأي الكاتب ولا تعبر بالضرورة عن رأي مصراوي
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
إعلان