لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

لماذا خالف الإقبال على الانتخابات الرئاسية التوقعات؟ (وجهة نظر)

الكاتب الصحفي سامي مجدي

لماذا خالف الإقبال على الانتخابات الرئاسية التوقعات؟ (وجهة نظر)

05:20 م الجمعة 30 مايو 2014

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم – سامي مجدي:

رأى البعض أن نسبة الإقبال على الانتخابات بدت ضعيفة أو خالفت التوقعات وخيبت الآمال المعقودة عليها، رغم أنها بلغت 46 في المئة وفقا للنتائج غير الرسمية – وهي نسبة معقولة بالنظر إلى نسب المشاركة في الاستحقاقات الانتخابية في العالم أجمع، في الواقع هناك أسباب كثيرة لعدم إحراز المشاركة المأمولة في ثاني انتخابات رئاسية بعد ثورة 25 يناير والأولى بعد الإطاحة بالإخوان ومشروعهم. غير أن السبب الرئيس في عدم الذهاب لمراكز الاقتراع هو شعور قطاع ليس بالقليل من الناخبين أن مشاركتهم لن تؤثر في النتيجة، بعد ترويج فكرة أن المشير السيسي هو الذي سيفوز وباكتساح ولن يستطيع أحد أن يصمد أمامه، تلك الفكرة التي ساهم في تصديرها أغلب وسائل الإعلام، حتى أن كثيرين ظنوا أن العملية برمتها ما هي إلا استفتاء على الرجل.

هذا هو السبب الرئيس في عدم الوصول إلى نسبة مشاركة عالية، وليس دعوات مقاطعة الانتخابات – بالمناسبة رغم أني ضد المقاطعة كفكرة إلا أني أحترم أي شخص قرار ذلك عن قناعة - ؛ فلا أحد من هؤلاء الداعون إلى المقاطعة له وزن في الشارع، ولو أن لهم وزنًا حقيقياً لنافسوا الإخوان في الاستحقاقات الانتخابية التي مرت على مصر منذ 25 يناير حتى الآن.

المسألة ليست في ضعف الإقبال؛ فالمعروف أن نسب المشاركة تقل مع الممارسة، ودليلنا على هذا الانتخابات التي تجرى في أعتى الدول الديمقراطية حول العالم؛ فنتأمل معا النتائج التي أفضت إليها الانتخابات الأوروبية الأخيرة ونسبة المشاركة وصلت إلى 42 في المئة من جملة الناخبين، ووصفتها كبريات وسائل الإعلام الغربية (فرانس 24، وبي بي سي على سبيل المثال) على أنها زلزالا سياسيا.

تلك النسبة أعطت أصواتها بالأغلبية لأحزاب اليمين المتطرف خاصة في بريطانيا وفرنسا التي انفلتت أعصاب رئيسها فرنسوا هولاند الذي دعا مباشرة إلى ''اجتماع أزمة''، أعقبه بخطاب متلفز إلى الأمة الفرنسية دعاها فيها إلى المحافظة على قيم الديمقراطية.

في العودة إلى الانتخابات المصرية؛ بالطبع هناك عوامل أخرى أثرت على نسبة التصويت غير السبب في مستهل المقال، أولها مقاطعة الإخوان المسلمين وحلفاءهم للانتخابات وهم شاء من شاء وأبى من أبى لهم قاعدتهم الانتخابية التي لازالت موجودة حتى الآن برغم الخطايا التي ارتكبتها الجماعة منذ ثورة يناير حتى وقتنا هذا. هؤلاء لازالوا يدينون للإخوان بالولاء والطاعة. بعض هؤلاء لازال يتلقى المساعدات المادية العينية من الجماعة ويعيش على تلك المساعدات (مثال مركزي الصف وأطفيح بالجيزة).

هناك أيضا فئة ''تكره'' الإخوان و''تكره'' نظام مبارك ورموزه، هؤلاء شعروا بالرعب والهلع من العودة إلى ما قبل 25 يناير بعد أن رأوا وجوها كانت في قلب نظام مبارك تقف وراء السيسي وتدعمه بكل ما أوتيت من قوة حتى انتشر على نطاق واسع أنه مرشح نظام مبارك وليس مرشح 30 يونيو وهذا الاعتقاد ترسخ بإعلان المخلوع مبارك تأييده له كذا أحمد شفيق، والزمرة المباركية التي حشدت له طوال الأشهر السابقة على الانتخابات.

تلك الفئة التي تكره هؤلاء وهؤلاء قررت المقاطعة، حتى أنها لم تستجب لنداءات ورجاءات حمدين صباحي الذي بح صوته من دعوة ومطالبة الشباب بالنزول والمشاركة على اعتبار أن هذا حقهم ومستقبلهم ولهم أن يحددوه كيفما شاءوا، غير أنهم صموا آذانهم وأغضوا أعينهم وبقوا على قرار ''المقاطعة'' التي لم تؤتي ثمارا في أي استحقاق اتخذوا فيه قرارهم بالمقاطعة.

عامل آخر ساهم في امتناع الناس عن الذهاب إلى مراكز الاقتراع بالنسبة التي تنماها كثيرون على رأسهم السيسي الذي صرح في إحدى حواراته التليفزيونية بأنه يأمل في 40 مليون ناخب في الانتخابات، وهو ما يمكن أن نسميه ''الإشباع الانتخابي'' بمعنى أن الناخبين ملوا المشاركة في الاستحقاقات الدستورية لكثرتها على مدى السنوات الثلاث الماضي منذ قيام ثورة يناير - (استفتاء مارس 2011، انتخابات مجلس شعب، انتخابات مجلس شورى، استفتاء دستور 2012، استفتاء دستور 2014) -.

نقطة ومن أول السطر:
السيسي فاز وباكتساح في الانتخابات التي شهد كل المراقبين الدوليين وغير الدوليين بنزاهة وشفافية إجراءاتها، وأن ما شابها من خروقات وانتهاكات لا تؤثر بأي حال من الأحوال عن نتيجتها. لكن نسبة المشاركة جاءت كالشوكة في الخصر، تؤرق عليه مقعده الرئاسي وتذكره أنه لم يُعط صكا على بياض بل هناك من سيقف في وجهه إذا لم يُحسن الأداء ويقدم للمواطن – الذي لم ينتخبه والذي قاطع قبل الذي انتخبه – ما يريده من ديمقراطية وحرية وكرامة إنسانية (شعارات الثورة الحقيقية) وأمن واستقرار حتى يتمكن من العيش الكريم دون حاجة أو عوز.

يبقى أن الانتخابات البرلمانية بقى عليها عدة أشهر، وفي رأيي فهي الرهان الحقيقي لقوى الثورة أو القوى الداعية للديمقراطية المعادية للاستبداد دينيا كان أو عسكريا، عليهم أن يستعدوا لها عملا لا قولا، فالشعارات الرنانة التي ترددها قيادات تلك القوى لن تعمل مع أكثرية الكتلة الناخبة (نحو 54 مليون لهم حق التصويت في مصر) هؤلاء يحتاجون إلى من يعمل معهم ويوفر لهم ما يحتاجونه من أمن وعيش كريم، طبعا دون مصادرة لحرياتهم وامتهان لكرامتهم.

لمتابعة لنتائج الأولية لانتخابات الرئاسة لحظة بلحظة في كل محافظات الجمهورية عبر خريطة مصراوي التفاعلية..اضغط هنا

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

إعلان

إعلان

إعلان