سحر الجعارة تكتب: مصر ليست عزبة

بقلم - سحر الجعارة:

''مصر ليست عزبة'' يحكمها المرشد العام للإخوان المسلمين الدكتور ''محمد بديع''، ويحدد بوصلة توجهات رئيسها، ويفرض سياساته ورجال جماعته على شعبها.

مصر ليست عزبة تزدهر فيها فاكهة المانجو ويفنى البشر تحت وطأة القهر والفقر والاستبداد. اليوم تخرج جموع الشعب المصرى (٢٨ حزباً سياسياً وحركة ثورية وعدد من النقابات المستقلة)، ليقولوا إن مصر لن تخضع لبلطجة ميليشيات الإخوان التى سحلت المتظاهرين الجمعة الماضى، ويؤكدوا أن الشعب الثائر لن يقبل بعودة القمع والاستبداد واستخدام البلطجة المنظمة..
 
ولن نتنازل عن أهداف الثورة ومكتسباتها من خلال الحق المشروع فى تنظيم الإضراب والاعتصام والاحتجاج السلمى وكتابة دستور. مصر ليست عزبة ليهدد الدكتور ''عصام العريان'' الإعلامية ''جيهان منصور'' على الهواء.. ويقال رئيس تحرير جريدة الجمهورية ''جمال عبدالرحيم'' بجرة قلم، فى عملية منظمة لتكميم الأفواه وإرهاب الصحفيين! مصر ليست ''معتقلاً'' ليتم تسجيل مكالمة النائب العام مع مؤسسة الرئاسة، بحسب تصريح الدكتور ''العريان''. مصر ليست ''إمارة إرهابية'' ليتم ترحيل الأقباط من منازلهم، وإسقاط حقوق ''الشيعة من الدستور''!!.
 
مصر ليست ''سلخانة'' يتم فيها تقديم القضاة قرباناً لكهنة المجلس المنحل، وتسلب صلاحيات المحكمة الدستورية من مواد الدستور الجديد عقاباً للقضاة على حمايتهم للشرعية والدستور. مصر ليست ''مغارة على بابا'' ليحتفظ نواب مجلس الشعب المنحل بملايين القروض لمجرد أنهم ''إخوان''، ويصر رئيس المجلس المنحل الدكتور ''سعد الكتاتنى'' على الاحتفاظ بسيارة المجلس!!.
 
مصر دولة ''مدنية''، على رأسها رئيس منتخب، ومادام مصراً على مخاطبة شعبه من قلب المساجد عقب صلاة الجمعة، فلزاماً عليه أن يخطب فى الكنائس فى قداس الأحد ليكون رئيسا لكل المصريين!!. مصر ليست ''إقطاعية'' تدار لحساب رجال النظام الجديد من الإخوان، فيتصدرون المشهد الاقتصادى ويصبحون الممر الوحيد الآمن للاستثمار فى مصر.
 
مصر دولة ذات حدود وسيادة على أراضيها ولن نقبل بتقديمها كوطن بديل لحركة ''حماس''، الذراع العسكرية للإخوان. الوطن مختلف تماما عن التنظيم الدولى للإخوان.. والوطن أبقى. مصر دولة قانون، لابد أن تفتح ملفات فتح السجون وتعاقب مجرمى موقعتى الجمل (١، ٢) وأحداث ماسبيرو.. وتكشف ''الطرف الثالث'' وتحدد مسؤولية الجماعة المحظوظة عن العنف والقتل فى مصر.. لابد أن نعرف مَنْ قتل جنودنا فى سيناء..
 
لن نفرط فى حق الشهداء. اليوم نقولها بصوت عال: ''لا لأخونة الدولة''، أخونة الدولة إعادة إنتاج لوحش الفساد. اليوم نفتش مجدداً عن أهداف للثورة لم تتحقق (عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية)، ونقول: لا للتكويش على السلطة.. لا لوأد المرأة.. لا لتصفية المعارضة.. لا لخلق فرعون جديد بصلاحيات شبه إلهية فى الدستور الجديد.