واصفاً القلوب القاسية كالحجارة.. جمعة: أكره الفعل السيئ لكن لا أكره الإنسان
كتب ـ محمد قادوس:
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، إن هناك قلوباً قاسية، وهناك قلوب عليها أقفال، وهناك قلوب عليها غُلف، وهناك قلوب عليها ران، وهناك قلوب عليها حجاب، وهناك قلوب مظلمة و...و...و...و... وهكذا.
وأضاف فضيلته أن كل نوع من هذه الأنواع يشترك في شيء واحد ويتعدد في صفات كثيرة, كل هذا يشترك في الغفلة عن الله { نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ }، كل هذه الصفات تغفل عن الله سبحانه وتعالى فتتوه في هذه الحياة الدنيا بجزئياتها، بتكاثر جهاتها وبمجالاتها المختلفة، بنكدها، بكدرها، بشواغلها ومشاغلها.
وكتب جمعة، عبر صفحته الشخصية على فيسبوك: فما دام قد غاب قلبك عن ذكر الله، وغاب الله عن قلبك فإنك ستتصف بصفة من هذه الصفات ولابد {قَسَتْ قُلُوبُكُم} يعني أنها لم يعد يؤثر فيها الذكر الفطرة التي فطر الله الناس عليها أنه {وذَكِّرْ فَإنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ المُؤْمِنِينَ} سارع إلى الله فعندما تُذكر الإنسان يتذكر، وعندما تُذكره بالله يرجو وجه الله أو يخاف من عذاب الله، ولكن هناك قلوب تُذكِّرها بالله فكأن في أذانها وقر، والذين لم يؤمنوا دائماً نجد عندهم في أذانهم وقر، يقول تعالى {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم} يعني لا ينفع فيها الذكر {مِّنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ} والكاف للتشبيه والتمثيل، والحجارة شأنها الصلادة والصلابة, والحجارة شأنها أنها لا تتحرك إلا بمحرك, فالحجارة صلبة وليست لينة بحيث أنها إذا أصابت أحدنا فإنها تصيبه, لكن لو نزل علينا ماء لا يصيبنا بشيء {فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ} كأننا ظلمنا الحجارة بتشبيههم بها .. لماذا ؟ لأن هناك بعض الحجارة إذا أدخلنا فيه مسماراً يدخل ولا يأبى الحجر أن يستقبل المسمار، ولو كسَّرنا الحجر يتكسر، ولكن البعض قلوبهم لا تلين، ولا تلين أبداً بصفة مستمرة.
وتابع فضيلة المفتي السابق وصف القلوب القاسية: هل الناس التي قلوبها كالحجارة ممكن ربنا يأذن إنه تفجر منه الأنهار ؟ الله يفعل ما يشاء .. طبعًا ممكن فحينئذ يستطيع هذا الذي كان قلبه كالحجارة وبإذن الله وعندما يمنُّ الله عليه ويهديه إنه تتفجر منه منابع الخير, وهذا يوصلنا إلى أننا لا نحتقر أحداً من الناس ولا نحتقر عاصياً، وإنما نكره فعله, نحن لا نحب القتل, ولا نحب السرقة, ولا نحب الكذب وشهادة الزور, والحقد والحسد, فأنا أكره الفعل السيئ, لكن لا أكره الإنسان حتي ولو فعل هذا الفعل, أنكر عليه وأنكر فعله ويمكن أعاقبه أيضًا وعقابا شديدا، ولكن لا أكرهه فأنا إذا كرهته لن أستطيع أن أدعوه وأرشده إلى الخير. فيجب علينا ألا نحقر أحداً من البشر ولكن نحقر أفعالهم وقسوة قلوبهم, ولكن نتمنى لهم الخير ونتمنى لهم السعادة, ونقول إن هذا الحجر يمكن أن يتفجر منه الأنهار, فنفتح له مع هذا باب الرحمة وباب الخير وعدم اليأس من رحمة الله.
فيديو قد يعجبك: