من مداخل الشيطان للإنسان .. القنوط من رحمة الله
بقلم – هاني ضوَّه :
نائب مستشار مفتي الجمهورية
دائمًا ما يسعى الشيطان الرجيم إلى إبعاد بني آدم عن ربهم الرحمن الرحيم بشتى الطرق والوسائل، رغم أن أبواب الرحمات مفتوحة، وباب الله مفتوح لمن طرق ووقف، ولكن إبليس عليه لعائن الله يعمل على تأييس الناس وتقنيطهم من رحمه الله عز وجل وهو أرحم الراحمين حتى ينتصرفوا عن الله.
وقد حذرنا الله سبحانه وتعالى من القنوط من رحمته، فقال في كتابه الكريم مخاطبًا سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}، وقال كذلك عز من قائل: {قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ}.
فالشيطان عليه لعائن الله إذا لم يستطع أن يدخل إلى بني آدم من باب الأمن من مكر الله، إذا وجده منغمسًا في المعاصي وتلومه نفسه ليتوب ظل ييأسها ويقنطها من رحمة الله، فيقول لن يغفر الله لك فأنت فاجر عاصٍ مخطئ وذنوبك كثيرة لن تمحى.
فعلي بني آدم أن يغلقوا هذا الباب على الشيطان، وأن يتذكروا كلام ربهم عز وجل الذي أخبرنا مرارًا في كتابه فقال: {وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ}، وقال: {لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ}، وقال: {إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا}.
وفي الحديث القدسي أن الله عز وجل قال: "يا ابن آدم! إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم! لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم! لو أنك أتيتني بقراب الأرض خطايا، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة".
وعن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال: سمعت رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "إنَّ الله خلق الرَّحمة يوم خلقها مائة رحمة، فأمسك عنده تسعًا وتسعين رحمة. وأرسل في خلقه كلِّهم رحمة واحدة، فلو يعلم الكافر بكلِّ الَّذي عند الله من الرَّحمة، لم ييأس من الجنَّة، ولو يعلم المسلم بكلِّ الذي عند الله من العذاب، لم يأمن من النَّار".
للتواصل مع الكاتب ومتابعته (المقالات الضوية) :
https://www.facebook.com/Dawaea
موضوعات متعلقة:
- من مداخل الشيطان للإنسان .. المال والولد
فيديو قد يعجبك: