حازم إمام.. "التاريخ يرفع يديه للموهوبين" -(بروفايل)
كتب - أحمد جمعة:
يقف حازم إمام مع فئة قليلة ممن رضيت عنهم الجماهير على اختلاف مذاهبها، يصدّون عنه سهام النقد ويستبدلونها بالذي هو خير. سهام "مرتضى منصور" التي تُقذف إلى الصدور كـ"غلي الحميم" طالت "أسطورة الزمالك" ووالده، يتعفف عن الرد إلا فيما يخص الذمم المالية؛ وتتكفل جماهيره بالذود عن محبته.
"التاريخ يا حازم يرفع يديه للموهوبين، وينسى دون اعتذار أنصاف اللاعبين" -(ميمي الشربيني)
بينما تحاول الأم أن تبحث عن مواهب طفليها في سنوات النشأة، وضعت الدكتورة ماجي الحلواني عددًا من أدوات جذب الصغار "آلات موسيقية - أدوات رسم - كرة قدم" داخل منزلهم الكائن بشارع الثورة، لكنها لاحظت أن "أشرف وحازم" يميلان نحو اللهو بالكرة داخل حديقتهم الخضراء، ومن ثم ألحقتهم بنادي الصيد الذي يجوارهم بخطوات قليلة.
وقف الكابتن بدر حداد يلاحظ اللاعب الذي لم يتعد عمره 13 عامًا يتلاعب بالكرة بين أقرانه، يراوغ المدافعين برشاقة، ويمرر للمهاجمين بدقة، ويسدد في الشباك بحرفية، لتدور في رأسه كيف يفتقد الزمالك لتلك المواهب في مراحل الصبا؟ يضغط حداد على والده الذي ذاعت شهرته أنحاء المشرق من أجل أن ينتقل "نجله الموهوب" إلى "بيته" في ميت عقبة، لكن حمادة إمام لم يكترث لتلك المحاولات التي كان خارج تفكيره من الأساس، لتلعب الأم دورها في انتقاله حينها إلى قلعة أجداده الأولين، وتشحنه بوصاياها ودعواتها كعادة الآمهات المصريات: "لازم تبقى أحسن لاعب في مصر يا حازم".
مبكرًا دخل "إمام" في منافسة الكبار وعمره 18 سنة، حين ارتدي قميص النادي الأبيض أمام موسم 1993-1994 ضد فريق الاتحاد السكندري كبديل للاعب عفت نصار. ولم ينتظر الكثير حتى تظهر مهاراته وإبداعاته، فقط موسم واحد حتى اختاره الهولندي رود كرول، مدرب المنتخب في ذلك الوقت، للالتحاق بصفوف المنتخب الوطني، و ارتداء قميص بلده ضد منتخب جنوب أفريقيا في 24 نوفمبر 1995.
"مصر ستنتظر كثيرًا حتى ترى موهبة آخرى بحجم حازم إمام" -(محمود بكر)
"لازم اللاعب يكون عنده طموح وحلم مش بس لاعب وخلاص. لازم يسيب بصمة لبلده وناديه؛ لأن التاريخ يتذكر هؤلاء، ويحفرون اسمائهم في قلوب الجماهير".. الوصيّة الثاني للدكتورة ماجي لحازم بعد اعتماده لاعبًا دوليًا بالمنتخب الوطني.
خشي "إمام الموهوبين" أن يدفن موهبته محليا، حيث تم ترشحيه إلى المدرب زاكاروني للإنضمام لصفوف أودينيزي كأول لاعب مصري يذهب للاحتراف في إيطاليا، وتم تقديمه على أنه "زيكو الفراعنة"، خليفة البرازيلي زيكو والذي لعب مع الفريق الإيطالي 79 مباراة وسجل فيها 56 هدف.
"من الممكن أن يكون حازم أحسن لاعب في العالم إن اهتم بالناحية البدنية" - (محمود الجوهري)
لكن حازم -والذي اختير كأفضل صانع ألعاب في إفريقيا وقتئذ- لم يحالفه الحظ في اللعب أساسيا في أول عام لانتقاله، خاصة مع وجود الثنائي أموروز وبيرهوف. وشارك في 4 مباريات فقط. وخلال الموسم الثاني شارك في 7 مباريات، بإجمالي 11 مباراة خلال مسيرته. لعرض فريق دي جرافشاب الهولندي، الحصول على خدمات حازم على سبيل الإعارة، حيث لعب موسمين شارك خلالهما في 38 مباراة كلاعب خط وسط، وأحرز 4 أهداف. وعاد حازم إمام إلى صفوف فريقه الإيطالي، والذي رفض الاستغناء عنه لأياكس أمستردام الهولندي، وعاد لدكة الاحتياط، ليقرر العودة إلى معقل ميت عقبة، ويقوده إلى واحدة من أزهى عصوره الكروية، حين حقق 12 لقبًا في شتى المسابقات التي شارك فيها.
"حازم أمهر لاعب في تاريخ مصر، وكان يمكنه اللعب في أكبر أندية أوروبا" -(أحمد حسام ميدو)
عندما رأي السير أليكس فيرجسون، مدرب فريق مانشستر يونايتد، حازم إمام في مسابقة أفضل مهارات العالم، بجانب ألمع نجوم الكرة في وقته "بيكهام" طلب من النادي التعاقد مع "الفرعون المصري الجديد"، إلى أن تواصل مع عبده صالح الوحش، والذي كان متواجدا بإنجلترا في هذه الأثناء، وعرض عليه الأمر. لم ينتظر "الوحش" وبادر بالاتصال بحمادة إمام، لكن "السيف سبق العدل" ووقع بالفعل مع النادي الإيطالي: "فرجسون شافه في مهارات العالم وأداله الكأس، وطلب التعاقد معه لكن وقتها حازم لسه ماضي مع أودينيزي، ولا أريد أن أقول ندمنا على هذا التوقيع.. قدّر الله وما شاء فعل"، تتندر والدته.
"إحنا العائلة الوحيدة في العالم التي لعب الجد والأبن والحفيد لنادي واحد ودخلنا موسوعة جينيس" - (د. ماجي الحلواني)
اعتزل حازم "معشوقته" في أوقات صعبة مرت عليه، فتي الفريق المدلل تُنادي الجماهير باعتزاله، يتذكر أيامه الخوالي، لكنه يصمد أمام تيار أنجرف وراء طيش عثرات الزمالك: "قيل لي وقتها أنها كانت مؤامرة عليه من بعض الجماهير. والجماهير الوفية اعتذرت له عند بيته. وكان أول نجم يتحط علم كامل برقمه وصورته في المدرجات، وحب الناس من عند ربنا، والجماهير من كل الألوان كانت تحب أداء حازم".
فيديو قد يعجبك: