"جوهر الشريعة اليسر ورفع الحرج".. الإمام الطيب: لا يكلف الله الناس إلا بما هو في استطاعتهم
كتب- محمد قادوس:
استكمل فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، في الحلقة السادسة من برنامجه الرمضاني «الإمام الطيب»، مشيرا إلى ما تم تقديمه في الحلَقاتِ الخمسِ الماضيةِ، ومسلطا الضوءِ على مظاهرِ «وسطيةِ الإسلامِ»، عقيدةً وشريعةً، بشيءٍ من التفصيل في العرضِ والاستدلالِ والردِّ على الاعتراضات.
واستهل فضيلة الإمام حديثه ببيان شريعة الإسلامِ أو تشريعاتِ القرآنِ الكريم، لافتا أنهما اسمانِ مترادفانِ على معنًى واحدٍ؛ هو: «الشريعةُ» التي نزلَ بها القرآنُ الكريم، ونُذَكِّرُ منذُ البدايةِ أنَّ شريعةَ القرآنِ شيءٌ، وما نشأَ عن تأملِها وتدبرِها من فقهٍ ورأيٍ واختلافٍ في الرأيِ شيءٌ آخَرُ.
وقال فضيلته إن النصوص الواضحة وضوحَ الشمسِ تدلنا على أنَّ جوهرَ الشريعةِ الإسلاميَّةِ ولُبَّها هو اليُسْرُ والسماحةُ، ورفعُ الحرجِ والمشقَّة، وأنَّ هذا الأمرَ منصوصٌ عليه نصًّا صريحًا في القرآن الكريم والسُّنَّة المطهرة، ومن هنا وجَبَ على كلِّ مَن يُخاطِبُ الناسَ في أي أمرٍ من أمورِ هذه الشريعة، أن يُراعيَ هذا المعنى الجوهريَّ، وأنْ يعلمَ أنَّ الأمرَ ليس متروكًا لبعضِ الدُّعاةِ، مِمَّن يشعرون بنشوةِ التشديد على الناسِ وتخويفهم وترويعهم، ويتخذون من دون ذلك منهجًا ثابتًا في خُطَبِهم ومواعظِهم وفتاواهم، ويظنُّون أنهم بذلك يقرِّبون النَّاسَ إلى الله -تعالى!- ويردُّونهم إلى دينِه وشريعتِه.
وأوضح شيخ الأزهر أن الذي يعرُج على ساقٍ واحدةٍ هي ساقُ الترهيبِ دون الساقِ الأخرى وهي ساق الترغيب فيما عند اللهِ من حُسنِ الثوابِ ومن النعيمِ المقيمِ.. هذا المنهجُ وصفَه النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- بأنه منهجُ فتنةٍ، ووصَفَ دُعاتَه بأنَّهم «فتَّانون»، ومعنى الفتنةُ تنفير الناس من أداء التكاليف، وتشجيعهم على الهروب من العبادة بسبب ما يقترفه هؤلاء الفتَّانون في دينِ الله.
يذاع برنامج «الإمام الطيب» على عدد من القنوات في مصر والعالم العربي، بالإضافة إلى الصفحة الرسمية لفضيلة الإمام الأكبر على «فيسبوك»، وقناة فضيلته الرسمية على اليوتيوب، والصفحات الرسمية للأزهر الشريف على مواقع التواصل الاجتماعي.
فيديو قد يعجبك: