هل هو لنبي الله عيسى؟.. قصة اللحد الرابع بجوار قبر النبي وصاحبيه

كتبت – آمال سامي:

"مَا بَيْنَ بَيْتِى وَمِنْبَرِى رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ" تضم الروضة النبوية الشريفة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبيه أبو بكر وعمر رضي الله عنهما، وهي كما قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم روضة من رياض الجنة، وهي حجرة السيدة عائشة رضي الله عنها التي كانت تسكنها من النبي صلى الله عليه وسلم، وقد دفن فيها أولًا بعد وفاته وبعده دفن أبي بكر الصديق ثم عمر بعد أن استأذن عائشة.. وتقع الروضة الشريفة في المسجد النبوي بين منبر النبي صلى الله عليه وسلم وبيته، وطولها من المنبر إلى الحجرة حوالي 26.5 مترًا، هي الآن محددة بسجاد أخضر اللون مختلف عن بقية سجاد المسجد.

لكن وفي الحجرة يوجد مكان قبر رابع، لم يدفن فيه أحد، على الرغم من أن الروايات أثبتت أنه كاد يدفن فيه اثنان من الصحابة وهما الحسن بن علي رضي الله عنهما وعبد الرحمن بن عوف، إذ ذكرت كتب السير أن الحسن كان يرغب في أن يدفن مع النبي صلى الله عليه وسلم ولكن منعه بنو أمية من ذلك، فيقول الذهبي في سير أعلام النبلاء: " عن أبي حازم ، قال : لما حضر الحسن ، قال للحسين : ادفني عند أبي ، يعني النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا أن تخافوا الدماء ، فادفني في مقابر المسلمين ، فلما قبض ، تسلح الحسين ، وجمع مواليه ، فقال له أبو هريرة : أنشدك الله ووصية أخيك ، فإن القوم لن يدعوك حتى يكون بينكم دماء ، فدفنه بالبقيع ، فقال أبو هريرة : أرأيتم لو جيء بابن موسى ليدفن مع أبيه ، فمنع ، أكانوا قد ظلموه ؟ فقالوا : نعم . قال : فهذا ابن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - قد جيء ليدفن مع أبيه".

هل يدفن فيه عيسى عليه السلام؟

تداولت عدة آثار حول أن القبر الرابع في روضة النبي يدفن فيه عيسى عليه السلام، حين يعود في آخر الزمن ويموت، ومن هذه الروايات:

· حديث نبوي يقول: " ينزل عيسى ابن مريم إلى الأرض، فيتزوج، ويولد له، ويمكث خمسًا وأربعين سنة، ثم يموت فيدفن معي في قبري، فأقوم أنا وعيسى ابن مريم من قبر واحد بين أبي بكر وعمر"، ولكن رغم شيوعه، إلا أنه حديث أنكره العلماء.

· قال عبد الله بن سلام رضي الله عنه : "مكتوب في التوراة صفة محمد ، وصفة عيسى بن مريم ، يدفن معه"، وقد ذكر ذلك البخاري في التاريخ الكبير والترمذي في سنن والطبراني في المعجم الكبير.

· قول سعيد بن المسيب: " إن قبور الثلاثة في صُفَّة بيت عائشة ، وهناك موضع قبر يدفن فيه عيسى عليه السلام".

· وروى ذلك أيضًا عدد من العلماء منهم القرطبي في كتابه: "التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة": "ثم يقبض الله روح عيسى عليه السلام ويذوق الموت، ويدفن إلى جانب النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الحجرة، وقد قيل إنه يدفن بالأرض المقدسة مدفن الأنبياء".