من التاريخ: اغتيال الرؤساء.. رصاصة في قلب البيت الأبيض
كتبت – سارة عرفة:
معمعة الانتخابات الأمريكية دائرة منذ أكثر من عام منذ إعلان الراغبون في الوصول إلى البيت الأبيض نيتهم الترشح لرئاسة الدولة الأقوى في العالم. مضت الانتخابات التمهيدية. كان بطلها مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب الذي اكتسح أصوات القواعد الحزبية وبات مرشح الحزب الرسمي في الانتخابات أمام منافسته الديمقراطية المخضرمة القادمة من قبل المؤسسة السياسية في واشنطن، هيلاري كلينتون.
ومع كل انتخابات تجرى كل أربع سنوات، يتذكر البعض أبرز الأحداث التي شهدتها الانتخابات السابقة منذ تأسيس الولايات المتحدة قبل أكثر من 230 سنة. لكن قصة اغتيالات الرؤساء الأمريكيين تبرز على الساحة، منذ اغتيال الرئيس إبراهام لينكولن حتى محاولة اغتيال رونالد ريجان مرورا باغتيال جون كيندي وهو من أشهر حوادث الاغتيالات في التاريخ الحديث.
إبراهام لينكولن
الرئيس الساس عشر للولايات المتحدة. وهو أول رئيس يتم اغتياله في التاريخ الأمريكي. تولى الرئاسة في الفترة ما بين 1861 حتى 1865. قاد بلاده في الحرب الأهلية الأمريكية الحفاظ على اتحاد الولايات الأمريكية وإنهاء العبودية.
لعملية اغتيال لينكولن الممثل المسرحي جون ويلكس بوث، الذي وضع في بادئ الأمر خطة لإختطافه مقابل الإفراج عن بعض السجناء، ولكنه غير خطته فيما بعد بعد ان استمع الى خطاب لينكولن الذي منح فيه السود حق الانتخاب.
ونفذ بوث عملية الاغتيال عندما علم أن أن زوجة الرئيس الأمريكي تنوي حضور عرضا مسرحيا على مسرح فورد. استغل بوث خروج لينكولن بدون حارسه الشخصي وأطلق عليه الرصاص في وقت تعالت فيه ضحكات الجمهور حتى يغطي على صوت الرصاصة، ليسقط قتيلا يوم 15 ابريل من سنة 1865.
جيمس جارفيلد
الرئيس العشرين للولايات المتحدة الأمريكية. تولى منصبه من 4 مارس 1881 إلى 19 سبتمبر 1881. وتعد تلك ثاني أقصر فترة رئاسية بعد الرئيس وليام هنري هاريسون.
اغتيل جارفيلد على أيدي كارلس غيتو أحد مؤيدي الجمهوريين في 2 يوليو 1881 بمحطة السكك الحديدية بواشنطن.
أصيب جارفيلد برصاصتين توفي بعدها بأسابيع وفاته بعدها بعدة أسابيع.
وأرجح البعض قيام غيتو بذلك لأن جارفيلد رفض طلب تعيينه سفيرا للولايات المتحدة في فرنسا. وبعد إطلاق الرصاص مباشرة ألقت الشرطة القبض على غيتو واصطحبته إلى السجن، وحكم عليه بالإعدام وشنق في 30 يونيو 1882.
ويليام مكينلي
الرئيس الخامس والعشرين للولايات المتحدة الأمريكية أصيب بطلق ناري وجروح بالغة في السادس من سبتمبر 1901، أثناء وجوده بقاعة معبد الموسيقى في بنيويورك.
كان ماكينلي يحيي جمهوره عندما أطلق عليه ليون تشوجوز الرصاص، وتوفى الرئيس في الرابع عشر من سبتمبر نتيجة لغرغرينا إثر جروح طلقات الرصاص.
يذكر ان الرئيس تلقى علاجا طبيا لجرحين برصاصتين، وبالرغم من أن نجاته كانت واضحة، إلا أنه توفي بعد ستة أيام من وقوع إطلاق الرصاص.
قد أعدم ليون تشوجوز في التاسع والعشرين من أكتوبر عام 1901.
جون كيندي
الرئيس الخامس والثلاثون للولايات المتحدة. اغتيل في يوم الجمعة 22 نوفمبر 1963 في دالاس، تكساس بعد أن عبر موكبه بسرعة منخفضة في وسط المدينة.
وفي حين مرور السيارة الرئاسية المغطاة علي ديلي بلازا، تم إصابة جون كنيدي بطلقات نارية قاتلة أثناء إلقائه التحيه هو وزوجته على الجماهير الغفيرة.
أطلقت عدة أعيرة نارية مصيبة الرئيس في مؤخرة رقبته ورأسه، وأعلن عن وفاته بعد أقل من ساعة.
أثار اغتيال كينيدي صدمة في الولايات المتحدة وتأثر بشدة كل من معارضي سياساته ومؤيديها.
لا يعرف أحد حتى اليوم من هو العقل المدبر وراء اغتيال كينيدي، لكن ما زالت العديد من النظريات المختلفة قائمة.
وبعد وقوع حادثة الاغتيال بعدة ساعات تم القبض على ضابط البحرية الأسبق لي هارفي أوزوالد، البالغ من العمر 24 عاما في جريمة قتل الرئيس، ولكنه لم يعترف أبدا بارتكابه الجريمة، وقتل أوزوالد بعد يومين فقط من احتجازه.
لم تظهر التحقيقات الأخرى التي أجريت حول مؤامرة الاغتيال أي دليل حقيقي، لكن ذلك لم يوقف تشكيل نظريات المؤامرة الواسعة.
يذكر أن الرئيس جون كنيدي هو رابع رئيس للولايات المتحدة يكون ضحية لجريمة قتل، والثامن الذي يموت وهو في منصبه.
محاولات فاشلة:
بجانب الاغتيالات الناجحة، هناك محاولات كتب لها الفشل.
فرانكلين روزفلت
ان الرئيس الثاني والثلاثين للولايات المتحدة الأمريكية، الفترة مابين 4 مارس 1933 و 12 أبريل 1945. وكان ينتمي إلى الحزب الديمقراطي. شغل روزفلت منصب حاكم ولاية نيويورك ما بين 1 ديسمبر من سنة 1929 إلى 31 ديسمبر من سنة 1932.
تولى روزفلت منصب رئيس الولايات المتحدة من تاريخ 4 مارس 1933 إلى 12 أبريل 1945 وذلك لأنه أعيد انتخابه أربع مرات متتالية، إذ توفي في العام الأول من ولايته الرابعة.
وفي الخامس عشر من فبراير عام 1933، وخلال فترة الرئاسة الأولى لروزفلت، أطلق عليه جيسوب زانجارا، 32 عاما، خمسة أعيرة نارية قائلاً: "هناك أُناس كثيرون، يموتون جوعاً". ولم يصب روزفلت بسوء.
أُدين زانجارا، وحكم عليه بالإعدام.
رونالد ريجان
الرئيس الأربعون للولايات المتحدة من عام 1981 إلى 1989. كان يعمل ممثلا قبل أن يدخل المجال السياسي الذي بدأه في بداية الخمسينيات.
وقعت محاولة لاغتيال ريجان في مساء 30 مارس 1981 خلال خروجه من فندق الهيلتون بالعاصمة الأمريكية واشنطن.
كان ذلك بعد 69 يوما من فوزه بالانتخابات وتوليه الرئاسة.
جرت المحاولة حينما خرج ريجان من الفندق متوجها إلى سيارة التي كانت في انتظاره، وخلال ذلك قام جون هينكلي جونيور بإطلاق 6 رصاصات من مسدسة باتجاه ريجان جميعها لم تصبه.
لم يحكم على هينكلي بالادانة بسبب جنونه وأودع في مصحة للأمراض العقلية أقام فيها حتى خروجه منها في 10 سبتمبر 2016.
بينما توفي ريجان عام 2004 بعد إصابته بالزهايمر.
فيديو قد يعجبك: