«قفزة اللحوم».. كيف أثرت على الجزارين والباحثين عن كيلو أضحية؟
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
كتب- عبدالله عويس:
كان العثور على جزار في ليلة عيد الأضحى، لذبح أضحية خلال يوم النحر، أشبه بالعثور على مقعد خال عند الحلاق في نفس الفترة. الحجز يكون مسبقا، والاضطرار يدفع إلى رحلة بحث طويلة، عن شخص يستطيع ذبح الأضحية، وبأي مقابل يطرحه.
اختلف هذا الأمر في ذلك العام، الذي باتت أسعار الأضاحي فيه مرتفعة بشكل كبير، متأثرة بعدة عوامل، رفعت من سعر العجول على سبيل المثال من 30 ألف جنيه إلى 80 ألفا على الأقل، ليحجم كثيرون عن ممارسة تلك الشعيرة، وهو أمر ألقى بظلاله على العاملين في موسم الأضحية، وبالتبيعة على الباحثين عن كيلو لحم في أول أيام عيد الأضحى.
على مقربة من جزارة في شبرا الخيمة، اعتادت هناء (اسم مستعار) الجلوس قرب المكان وفي يدها حقيبة سوداء، تلقي على مسامع المارة تهنئة بعيد الأضحى، عل أحدهم يكون مضحيا، فيعطيها كيلو من اللحوم بعد الذبح، وعادة ما كانت تعود إلى بيتها بثلاثة كيلو، لكنها اليوم لم تحصل على شيء، وقد تخطت الساعة الـ12 ظهرا.
«كنت متعودة أقعد جنب جزار، حد يحن علي بكيلو لحمة، أو يديني كرشة، أي حاجة، لكن السنة دي مخدتش حاجة» تحكي السيدة التي كانت تجلس إلى جوار أخريات يفعلن الأمر نفسه. يتنقلون من جزارة إلى أخرى، ويبحثون عن أضاحي تذبح في الشارع، فقد يمنحهم صاحبها بضعة كيلوات.
تقول سيدة أخرى إنها اعتادت الذهاب بعد صلاة عيد الأضحى إلى متجر كبير يقوم صاحبه بذبح أضحيتين أمام متجره، وتوزيع بعضها على الحضور من الفقراء ممن اعتاد مشاهدتهم بشكل سنوي، لكنه هذا العام لم يجلب أضحية: «فبروح محلات الجزارة، على الأقل ناخد أي حاجة».
داخل محل جزارة، كان مصطفى عبدالله، يقطع لحوم عجل سبق أن ذبحه، ملقيا بعظامه في مكان مميز، لإعطائها إلى الفقراء من المارة. ويعد هذا العمل موسميا للشاب، لكنه لاحظ اختفاء كثير من زملاء تلك المهنة الموسمية، عن العمل ذلك العام: «شغلانتنا كان فيها رزق كبير، ويومية حلوة، ودبح كتير، لكن ده اختفى شوية، مبقاش زي الأول» يحكي الشاب الذي يحصل على ألف وخمسمئة جنيه نظير ذبح وتجهيز الأضحية.
«دلوقتي الخروف معدي العشرة آلاف والجديان عدت خمسة آلاف، فالوضع بقى صعب، وكيلو اللحمة نفسه بقى بـ٣٤٠ جنيها، ففي ناس كانت بتدبح مدبحتش» يحكي مصطفى، الذي كان يعمل في جزارة، تفتح لمدة أسبوع كل عام فقط، إذ أنها بالأساس مكان لبيع الخضراوات والفواكه، واعتاد صاحب المكان أن يسجل في كل عام في قائمة أسماء الراغبين في الذبح عنده.
يقول محيي العتموني صاحب المكان، إنه يتذكر عيد الأضحى الماضي، حين وصل إلى مكانه 20 أضحية، صار يعمل عليها على مدار يوم كامل، لكنه هذا العام لم يذبح سوى ثلاثة عجول فقط: «ده كان موسم حلو ولقمة عيش كويسة، دلوقتي مفيش، كنت بفتح كام يوم أجمع زباين، وأفتح كذا يوم في العيد للدبح، النهاردة فات ٥ ساعات على الصلاة ومدبحتش غير عجلين، ومستني صاحب الثالث علشان أدبحه وهو موجود»؟
يقول أحد أصحاب الجزارة في شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية، إن بعض الذين اعتاد ذبح الأضاحي لهم، لم يقدموا هذا العيد أضحية، وعوضا عن ذلك اشتروا بعض اللحوم، وقاموا بتوزيعها: «في ناس كتير عملت كده، كان بيبقى عندي 20 عامل أول يوم وصنايعي، السنة دي هم 8 اللي شغلتهم».
كانت أزمة ارتفاع أسعار اللحوم والماشية، تضاعفت على وقع اشتباكات السودان، التي تستورد منها مصر الماشية، ومن قبلها أزمات الدولار، والإعفاءات الجمركية، التي أثرت على أسعار الأعلاف والماشية، ما دفع بعدد من المربين للخروج من السوق. وارتفعت أسعار اللحوم بنسبة 87.9٪ على أساس سنوي، في مايو الماضي مقارنة بمايو 2022.
فيديو قد يعجبك: