أحياء بمدافن القاهرة القديمة يواجهون التشرد (صور)
-
عرض 14 صورة
-
عرض 14 صورة
-
عرض 14 صورة
-
عرض 14 صورة
-
عرض 14 صورة
-
عرض 14 صورة
-
عرض 14 صورة
-
عرض 14 صورة
-
عرض 14 صورة
-
عرض 14 صورة
-
عرض 14 صورة
-
عرض 14 صورة
-
عرض 14 صورة
-
عرض 14 صورة
كتب: محمود الطوخي
أكوام من الركام فوق بعضها، ولا دليل على أنه كان مدفنا يسكنه أحد سوى بعض الطلاء بقيت على حائط لم ينهدم بعد، ومازال مدخله قائما أبى أن يسقط، لكنه بات مدخل خلاء من خلاء، وقف صاحبه عارف هنداوي متحسراً على مأواه الزائل، بعدما باتت الممرات بين المقابر والشواهد في قرافة الإمام الشافعي ملجأ أسرته الوحيد.
أعمال الهدم الجارية تتم بالتنسيق مع أصحاب المدافن، للتأكد من إخلاء رفات موتاهم قبل البدء في إزالتها ونقلها إلى المدافن البديلة بمدينة العاشر من رمضان.
سكن الرجل الستيني قرافة الشافعي مع والده الذي أتي من محافظة سوهاج قبل أكثر من 80 عاما، ومن ثم مع أسرته التي تتكون من ثمانية أفراد زوجته وأولاده الأربعة وابنتيه الذين ولدوا جميعا في "حوش القرافة".
يعيش هنداوي وأسرته معتمدا علي 400 جنيه معاش شهري ضمن تكافل وكرامة إلى جانب ما يجنيه من أموال زهيدة من عمله في دفن الموتي، لكن الآن انقلبت حياته رأسا فبات شريداً: "البيت اتهد وماعنديش مكان أروحه أنا وأولادي".
أسرة هنداوي واحدة ضمن كثير من الأسر التي تسكن المقابر والتي قدرت بنحو 2.5 مليون نسمة في عام 2016، وفق الدكتورة سهير حواس رئيسة الجهاز القومي للتنسيق الحضاري.
على مسافة قريبة كان طفلان يلعبان داخل ممر ضيق أمام "الحوش" الذي يسكنوه داخل مقابر الإمام الشافعي بالسيدة عائشة، جلست أمهما "أم زياد" تراقبهما عن قرب بعينيها فيما شردت بخاطرها بعيدا، فبعد يومين أو ثلاثة قد تصبح بلا مأوى هي وأطفالها وبناتها، بعدما تحدد "حوشها" الذي تسكنه وأسرتها منذ ولادتها ضمن حملة الإزالة الجارية لإنشاء طريق جديد.
كثير من الأسئلة تترد في عقلها، كيف هو المصير الذي ينتظرهم؟، وإلى أين ستؤول بهم الأمور في وجود فتياتها البالغات، أيُتركوا عرضة لقارعة الطريق؟.
جميعها أمور استطلعتها المرأة الأربعينية ولم تستطع أن تستبشر خيراً، فلم يكن لها وزوجها مصدر دخل ثابت، إذ يعمل زوجها بحكم إقامتهم في القرافة بدفن الموتي، إلى جانب اعتمادهم بشكل كبير على الصدقات التي يحصلون عليها من رواد المقابر، وما يجنونه من مال لن يكون كافيا لاستئجار مسكن بما معه من فواتير كهرباء ومياه.
حملة الإزالة الجارية امتدت إلى مقابر السيدة نفيسة على بعد كيلومترات من قرافة الإمام الشافعي، حيث كان بعض العمال يستريحون من حرارة الشمس وإرهاق العمل داخل مقهى علي نهر طريق يشق القرافة، يمتلكه رجلاً ستينياً (امتنع عن ذكر اسمه)، جلس متوجساً يتأمل الركام وشواهد القبور وسط حملة الإزالة المتتابعة: "أنا ساكن في القرافة من يوم ما اتولدت".
يخشي الرجل المسن أن تطله تلك الحملة أو أن يُهدم مكان إقامته عن طريق الخطأ كما حدث مع كثير من "الأحواش"؛ فهو لا يملك مكاناً آخراً يأويه ولا مصدر رزق له سوي ذلك المقهي: "مفيش حد كان عاوز يسيب المقابر إللى اتهدت.. بس التُربية هما إللى خوفوهم وبقوا يتصلوا بالناس يقولولهم دول بيهدوا.
يأمل هنداوي أن يتمكن من الحصول على مسكن يأويه وزوجته العجوز وتستتر به بناته، كذلك تخشى أم زياد أن يصيبها ما أصاب جارها في القرافة وأسرته، فيما يدعوا مسن السيدة ألا يفارق بيته خصوصاً وأنه: "مش فاضل في العمر كتير".
أقرأ أيضا: رزق النباشين في خطر.. ارتفاع أسعار "البلاستيك والكانز" تجذب زبائن جدد
فيديو قد يعجبك: