إعلان

زلزال تركيا وسوريا.. ماذا فعل مصريون مع سوري بأحد المطاعم؟

03:38 م الثلاثاء 07 فبراير 2023

إبحث عن لوجو مصراوي داخل الموقع يومياً خلال شهر رمضان للفوز بجائزة

تسجيل الدخول

كتب- عبدالله عويس:

الصور القادمة من تركيا وسوريا قاتمة. الحزن والدهشة والدموع على الوجوه. تلاصق أسقف البنايات سطح الأرض محتفظة بأجساد وأرواح ما بين طبقات متراكمة. وفيما تمزق حرب أهلية سوريا وشعبها، تثير مشاهد الجهود بإمكانيات محدودة لإخراج ضحايا أو أحياء، تعاطف العالم، ومن بينهم الشعب المصري، فكيف بالسوريين على أرض القاهرة؟

يظهر أحد السوريين في مقطع فيديو، وهو يرفع يده لإسكات الجميع، لربما وصلت استغاثة من رحم الانهيار، فيكتب لصاحبها حياة جديدة. يجلس أب إلى جوار ابنته والدم ينزف من رأسيهما، لكنهما على الأقل بعيدا عن الأنقاض. لا وجود لرائحة الموت، الغبار يطغى على ذلك كله. والفاعل ليس هجوما عسكريا، وإنما فعل الطبيعة.

كان زلزال أمس الذي ضرب تركيا وسوريا يقدر بـ7.8 درجة على مقياس ريختر، وحصد آلاف الأرواح، وأضعافهم من المصابين، قاسيا على سوريين في مصر، قدموا إليها بعد ويلات الحرب الدائرة هناك، وكان نور الدين طارق أحدهم. صباح أمس، الاثنين، استيقظ الرجل على الأخبار التي تتناول ما يحدث في تركيا وسوريا فأدهشته المشاهد التي رآها.

في عام 2013 ترك نور الدين دمشق وجاء للقاهرة، كانت زوجته وابنه الذي لم يتخط عامه الأول معه، تاركا هناك بقية أسرته من أعمام وأخوال وأشقائه، يتواصل معهم ويطمئن لأخبارهم، لكن زلزال أمس وضعه في موقف صعب، إذ كان عليه أن يتواصل مع جميع معارفه، وحينها وصلت له أنباء وفاة إحدى أقاربه وابنتها التي لم تتخط شهورها الأولى: «كانت في إدلب، عروس جديدة رزقت بطفلة، وماتا تحت الأنقاض».

كان يوم الرجل عصيبـا، عليه أن يتجه لأحد المطاعم التي يعمل فيها بالقاهرة، وعينه مثبتة على شاشة تنقل ما يحصل هناك في بلده: «كان الشعور قاسيا، أهلي هناك، وهو وطني أيضا، لم أكن أفعل شيئا سوى الاتصال بمن أعرف وأدعو الله أن يمر اليوم بلا خسائر أكبر مما حدث». كانت أرقام الضحايا تتزايد ومحاولات العثور على ضحايا أسفل الأنقاض قائمة، فيما كان الرجل ذو الـ43 عاما يتابع عمله.

رزق نور الدين بطفلة، لديها 4 سنوات، وابن يكبرها، وكانا يتابعان ما حدث لكنهما بلا دراية كافية، على عكس الرجل وزوجته اللذان مر عليهما أمس عصيبا وثقيلا وبطيئا: «حين نزلت إلى العمل، كنت أتابع ما يحدث من هناك، مع انتصاف اليوم ومعرفة كثيرين بما يحدث، وجدت زبائن أعرفهم يصلون إلى المكان لتعزيتي في الضحايا والمصابين». يحكي الرجل عدة مواقف أثرت فيه عبر تلك التعازي: «كان شعورا نبيلا من مصريين يأتون للمكان لا لطلب طعام وإنما لتعزيتي فقط لمعرفتهم بي في المكان منذ سنوات».

بلكنة مميزة، يعرف الزبائن الجدد للمطعم الذي يعمل فيه نور الدين، أنه غير مصري، فيسألون عن الجنسية، فيخبرهم أنه سوري الجنسية، فيقدمون العزاء له، والدعوات لسوريا وتركيا، وأهالي الضحايا هناك: «مصر أعتبرها بلدي، الشعب هنا طيب ويحبنا، ولم يلق السوريون إلا المعاملة الطيبة في مصر».

وفي مصر تقدر نسبة اللاجئين المسجلين من سوريا نصف أعداد اللاجئين في مصر، بحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. ووفق تقرير لمنظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة فإن نحو مليون ونصف مهاجر سوري في مصر. وكانت مصر أولى الدول التي قررت إرسال مساعدات للمنكوبين في سوريا وتركيا، وقدمت الدولة لهم العزاء في الضحايا.

فيديو قد يعجبك: