لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

فرار وحريق واشتباكات.. حكايات مأساوية تلت زلزال تركيا وسوريا

03:09 م السبت 18 فبراير 2023

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- عبدالله عويس:

بلغت حصيلة ضحايا الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا، في السادس من فبراير الجاري أكثر من 45 ألف، في حادث وصف بأسوأ كارثة إنسانية منذ قرن. ورغم ارتفاع ضحايا الزلزال في تركيا، مصدر الهزة الأرضية بدرجة 7.8 على مقياس ريختر، فإن التعامل مع الزلزال في سوريا أكثر صعوبة، في بلد مزقته الحرب الأهلية. وبمرور 13 يوما على الزلزال فإن أحداثا أخرى أعقبته حملت تفاصيل كارثية أضفت على المشهد قتامته.

يدرككم الموت

كان الدمار الذي خلفه الزلزال في تركيا وسوريا كبيرا. نجحت عائلة سورية من 7 أشخاص، بينهم أطفال من النجاة من أثر الزلزال، الذي أثر في جنوب تركيا وشمال سوريا. لجأ أفراد العائلة التي تضم 5 أطفال ما بين الـ13 إلى 4 سنوات إلى منزل في وسط البلاد، بضواحي قونية، مع أقارب لهم لكن حريقا اندلع في المنزل، تسبب في وفاة الأسرة كلها، أمس الجمعة، وإصابة 5 أشخاص آخرين من أقاربهم في نفس الحريق.

كان الحريق بسبب موقد مجهز لتدفئة المنزل في الليالي الباردة. الشوارع مغطاة بالثلوج، ودرجات الحرارة تتناقص مع الليل. ومن غير المعلوم حتى الآن كيف تسبب الموقد في الحريق، لكنها التهمت المنزل كما توضحه لقطات نشرتها وسائل إعلام تركية.

حرب وأنقاض

على مدار 12 عاما، مزقت الحرب في سوريا البلاد وأهلها، دفعت الملايين للهرب واللجوء. أغلقت المعابر، وشحت المساعدات، ودمرت المباني، وباتت البنية التحتية في حاجة إلى إصلاح كبير. ومع وقوع الزلزال، الذي ضرب شمال سوريا، دعت الأمم المتحدة، لفتح مزيد من المعابر لإيصال المساعدات للشمال الذي تسيطر عليه المعارضة.

ودعا أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة إلى جمع نحو 400 مليون دولار، للذين وقعوا ضحية للزلزال، لتأمين احتياجات أساسية لنحو 5 ملايين سوريا، من بينها المأوى والرعاية الطبية والغذاء، بدون قيود وبكل الطرق الممكنة، في ظل تلك الأزمة الكبيرة.

في ظل تلك الأوضاع بالغة الصعوبة، وقعت اشتباكات الخميس الماضي، بين قوات حكومية وفصائل معارضة، في شمال غربي سوريا، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وهذه الاشتباكات الأولى منذ وقوع الزلزال، في أحد أكثر المناطق تضررا من تبعاته. وكان ذلك بالتزامن مع اشتباكات بأسلحة ثقيلة في مدينة سقارب، كما قصفت قريتين في ضواحي حماة، بحسب ما أفاد المرصد.

عودة اضطرارية

في ظل تلك الأوضاع ما بين الفارين من سوريا إلى تركيا، والباقين فيها، اضطر بعض لاجئي سوريا في تركيا إلى العودة إلى بلادهم. وتستقبل تركيا 3.7 مليون لاجئ سوري، بحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

بعد وقوع الزلزال في تركيا، سمحت السلطات هناك بعودة السوريين ممن يحملون بطاقات هوية من الأقاليم التي ضربها الزلزال، بالمغادرة لمدة 6 أشهر. ليصطف مئات على المعابر الحدودية، في محاولة للم شمل عائلاتهم أو ما تبقى منهم، ممن لم يروهم منذ سنوات.

ودمرت منازل كثيرين من السوريين في تركيا، دون الحصول على أماكن بديلة أو حتى خيام للإقامة فيها، خلال تلك الفترة، بحسب ما قالت ريم، وهي سورية كانت في طريقها إلى بلادها وهي تحمل طفلها ذي الـ9 أشهر. ونقلت بي بي سي عنها أنها حاولت البقاء في المساجد لكنها طردت، كما لم تحصل على خيام، فاضطرت لاتخاذ طريق العودة إلى سوريا.

تضاؤل الفرص

ومع مرور 13 يوما على الزلزال، تتضاءل فرص إنقاذ أحياء من تحت الأنقاض، لكن حالات فردية نادرة تتحقق، كما حدث مع ثلاثة أحياء تحت مبنى في مدينة هاتاي في جنوب تركيا، لكن أحدهما توفي بعد إنقاذه، ونقل الآخران إلى مستشفى، بعد انتشالهما من تحت الأنقاض، بعد 296 من وقوع الزلزال. ويعد إنقاذ أحياء من تحت الأنقاض بعد مرور تلك المدة أمرا مدهشا، يصفه البعض بالمعجزة.

فيديو قد يعجبك: