"نحنا لبعض".. مبادرة لإطعام متضرري الزلزال في سوريا
كتبت - هبة خميس:
كان أحمد حاتم، الشاب السوري، يقضي حياته بشكل عادي، فهو يدير مقهى بمدينة اللاذقية السورية منذ بداية اليوم حتى نهايته. لكن بحدوث الزلزال الذي تأثرت به المدينة بشدة تحول هذا المقهى إلى مطبخ كبير عامر بالأواني والطعام والمتطوعين لإعداد وجبات للمنكوبين من الزلزال.
"نحن من بين المدن التي تعرضت للزلزال بشدة مثل حلب وإدلب ومدينة جبلة القريبة، كثير من عمارات انهارت حولنا، لذا قررنا المساعدة قدر المستطاع".. يقول "حاتم".
لم يكن هذا الوضع غريبًا على السوريين، إذ اعتاد أغلبهم فكرة العمل كمتطوعين خلال سنوات الحرب الفائتة، هكذا يرى "حاتم"، الذي قرر تحويل نشاط المقهى الخاص به إلى مطبخ كبير لوجبات الطعام فور حدوث الزلزال ومتابعته الدمار الواقع في المدينة والأسر المشردة.
يحكي "حاتم": "وضعت خبر على السوشيال ميديا يفيد بأن المقهى سيتحول إلى مطبخ ميداني، وعلى الفور وجدت متطوعين من رواد المقهى والجيران، تجاوز عددهم الخمسين متطوع".
وفي اليوم الأول لعمل المطبخ، أصبح هناك فائضا في عدد المتطوعين، وقدم الجميع مساعدات عينية ومواد غذائية ووسائل نقل، كما يقول "حاتم"، الذي يشير إلى أنه بحلول اليوم الخامس تخطى عدد الوجبات 1500 وجبة، مقارنة بـ500 وجبة في اليوم الأول.
"قسمنا مطبخنا لمطبخين، أحدهما ثابت والآخر متحرك، كذلك توزعت المهام على الفريق"، يوضح "حاتم" ذلك، ثم يشرح كيف وضع نظام يضمن وصول الوجبات بشكل سريع للمحتاجين، حيث يبدأ بحصر الأعدد المتضررة ومناطقها بالتحديد، ثم يأتي دور تجميع المواد الغذائية وإعداد الوجبات، وفي النهاية تأتي مرحلة التعبئة والتوصيل.
ينهي "حاتم" حديثه عن مبادرته قائلا: "يجب الوقوف بجوار بعضنا في أوقات الصدمات، لذلك نحن متكاتفين لتوصيل الغذاء لكل محتاج باللاذقية".
وقبل أيام ضرب زلزال بقوة 7.8 تركبا وسوريا، ما أدى إلى مقتل أكثر من 5 آلاف شخص وخلف خسائر فادحة.
فيديو قد يعجبك: