لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

نصف السوق بـ 4 دول| مصر على خريطة غاز أوروبا.. هل تنتهي لعبة الروليت الروسية؟

07:07 م الجمعة 13 يناير 2023

حقل غاز

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمود الشال:

تسعى الدول الأوربية لتأمين احتياجاتها من الغاز الطبيعي، بعد استخدام بوتين للغاز الروسي ضمن أسلحته في الحرب الأوكرانية، في وقت تعتمد فيه دول القارة العجوز بنسبة 40% من استهلاكها السنوي على الغاز الروسي.

لتلجأ أوروبا إلى البحث عن بديل أخر، لسد احتياجاتها من الغاز، الذي يتزايد حاجتها إليه في الشتاء، لتتجه دولها إلى ثلاث دول "قطر، والجزائر، ومصر التي أصبحت تستحوذ على نصف سوق الغاز في 4 دول أوروبية، فإلى أي مدى يمكن للدول الثلاث أن تسد الاحتياجات الأوروبية من الغاز؟

خلال السنوات الخمس الأخيرة؛ تطور حجم صادرات الغاز المصري، ليتضاعف بنسبة 571.4 % عام 2022 مقارنة بحجم الصادرات عام 2018، بـ 8 ملايين طن.

وتستحوذ مصر على 50.84% من سوق الغاز بأربعة دول أوروبية، "تركيا، وإيطاليا، وإسبانيا وفرنسا".

فالدولة التركية التي يتمدد جزء منها بجنوب شرق القارة العجوز؛ تعتبر محطة نقل الغاز إلى الدول الأوروبية؛ تمدها مصر بـ 32.28% من احتياجاتها، بقيمة 906 مليون دولار، بينما تغذي مصر إيطاليا بـ 10.48% من احتياجاتها من الغاز، بقيمة 408 ملايين دولار، وتستحوذ على 9% من السوق الإسبانية بقيمة 349مليون دولار.

وتعتبر تركيا أكبر مستقبل للغاز المصري؛ إذ تحصل على 22% من صادرات الغاز المصري، يليها إسبانيا التي تستقبل 13%.

تستهلك أوروبا 503 مليارات متر مكعب من الغاز سنويا، وهي حصة لا تستطيع أي دولة وحدها سدها، كانت روسيا التي تعتبر من أكبر منتجي ومصدري الغاز الطبيعي في العالم، قبل حربها مع أوكرانيا، المصدر الأول لضخ الغاز لجميع الدول الأوروبية، بنسب متفاوتة، فألمانيا كانت تستورد 40% من احتياجاتها من روسيا، بينما إيطاليا كانت تعتمد سد احتياجاتها من الدوب الروسي بنسبة 46%.

وهناك دول أوروبية كانت تعتمد بشكل حصري، بنسبة 100%، على الغاز الروسي مثل شمال مقدونيا والبوسنة والهرسك ومولدوف، ودول أخري منها: لاتفيا وفنلندا كانت تعتمد على الغاز الروسي بنسبة تصل إلى 90%، أما بلجيكا فبلغت نسبة تبعيتها للغاز الروسي 77%، ألمانيا 49%، إيطاليا 46%، بولندا 40%، وفرنسا 24%.

ويشبه البعض عملية بوتين الخاصة في أوكرانيا واستخدام الغاز كسلاح مثل لعبة الروليت الروسية، إذ يقامر بوتين بمستقبله السياسية ومستقبل بلاده رهن مقامرة، قد ينجو منها وقد يلقى نفس مصير الجنود الروس الذين اخترعوا تلك اللعبة المميتة في زمن الإمبراطورية الروسية، إذ يقامر اللاعب بحياته عبر مسدس محشو برصاصة واحدة، يدور بينهم المسدس بين اللعبين بالدور، وكل لاعب منهم يمسك بالمسدس، وويصوبه نحو رأسه، ويضغط على الزناد، وحينها قد تكون الرصاصة من نصيب رأسه فيموت، وقد ينجو.

نمو صادرات الغاز المصري

ودفعت الحروب الروسية الأوكرانية بقيمة صادرات الغاز المصري إلى أعلى مستوى له في آخر 5سنوات، بقيمة 8مليارات دولار، بسبب ارتفاع قيمة عقود الغاز المسال في عام 2022، والذي بلغ أعلى قيمة له في شهر أغسطس الماضي.

وتملك مصر محطتي لإسالة الغاز، هما إدكو ودمياط، ساهمتا في الاستحواذ على اكتشافات الغاز في الإقليم لإسالتها وتصديرها.

وتستوعب كل محطة 4.1 مليون طن سنويا، ومُلحق بكل محطة ميناء بحري لاستقبال ناقلات الغاز العملاقة.

فيديو

ورغم المكاسب الكبيرة التي حققتها مصر على مدار العام الماضي، لكنها لا تستطيع سد احتياجات القارة الأوروبية، حتى وإن صدرت لأوروبا كافة إنتاجها، لذلك طلبت واشنطن من قطر زيادة إنتاجها من الغاز الطبيعي.

واتجهت الأنظار في الفترة الأخيرة إلى ثلاث دول العربية، كل دول منهما تحتل مركز في بورصة تصدير الغاز، وهما بالترتيب التالي: دولة قطر[AE1] ، التي تحتل المركز الخامس عالميا في تصدير الغاز، ودولة الجزائر المصدر الأول للغاز في قارة أفريقيا، تأتي بعدهما مصر باعتبارها عضو في منتدى غاز شرق المتوسط، وثاني أكبر مصدر للغاز في أفريقيا، ما يمكنها من مضاعفة صادراتها في فترة وجيزة، بجانب إمدادات الغاز الأمريكي وهي أكبر مصدر للغاز في العالم، في إطار تخفيض نسبة اعتماد الدول الأوروبية على الغاز الروسي.

وإذا كانت أوروبا تستهلك 503 مليارات متر مكعب من الغاز، تستورد منهم 155 مليار متر من روسيا، فإن مصر والجزائر وقطر كتحالف يمكنه تصدر إجمالي 241 مليار متر مكعب من الغاز سنويا، وهو حجم يفوق صادرات الغاز الروسي لأوروبا بنسبة 64%.

عام 2015 كان نقطة فارقة في قطاع الغاز، ببداية اكتشافات ضخمة، تدر للخزانة المصرية مليارات الدولارات سنويا.

حقل ظهر كان أكبر اكتشافات الغاز في مصر، ويقع في منطقة امتياز "شروق" في بور سعيد، بشراكة "إيني" الإيطالية، وروس نفط، الروسية، و"بي بي" البريطانية.

ويبلغ حجم الإنتاج اليومي لحقل ظهر 2.7 مليار قدم مكعب، ليشكل نحو 40% من إنتاج الغاز في مصر، باحتياطي يقدر بـ 30 تريليون قدم مكعب.

أما حقل نورس فتم اكتشافه اكتشافه أيضا في عام 2015 ومن شركة إيني الإيطالية، ليبلغ أقصى حد للإنتاج اليومي للحقل 1.1 مليار قدم مكعب يوميا، باحتياطي يقدر بـ 2 تريليون قدم مكعب.

أما أجدد اكتشافات الغاز المصري فتم الإعلان عن تفاصيلها بالأمس، إذ تمكّنت شركة "فينترسال دِيا" الألمانية من العثور على الغاز في منطقة التنقيب بشرق دمنهور في منطقة دلتا النيل البرية، ويتم تقييم الاكتشاف ليكون بمثابة خط ربط مع البنية التحتية القريبة في دسوق.

حقل الغاز الذي تم اكتشافه بدأ التنقيب عنه في شرق دمنهور في نوفمبر عام 2021، ويقع على بُعد نحو ثلاثة كيلومترات شمال حقل دسوق الحالي.

فيديو قد يعجبك: